"فساد" رجال الغنوشي.. "" تكشف أوراق قضية الهاروني

بدأت أوراق قضية عبد الكريم الهاروني، رئيس مجلس شورى حركة النهضة الإخوانية، تتضح من حيثياتها وتفاصيلها المتعلقة بالفساد المالي.

والأربعاء الماضي، أوقفت السلطات التونسية رئيس مجلس شورى الحركة “بشبهة فساد مالي وإداري وتبييض أموال”.

وبعد توقيف الهاروني، اعتقلت السلطات التونسية المدير العام للشركة العامة للنفط “عجيل” بالإضافة إلى مسؤولين في الشركة. أجرى مساء أمس الأحد تحقيق مع محمد أمين الشخاري، وزير الصناعة الأسبق في حكومة الترويكا بعد 2012، وهو الائتلاف الذي كان يضم آنذاك النهضة وحزب المنصف المرزوقي وحزب التكتل.

وأكدت مصادر مطلعة لـ””، أن الهاروني عندما كان وزيراً للنقل، منح شركة الطيران الخاصة “سيفاكس إيرلاينز” لنائبها الإخواني السابق محمد فريخة، وقود كيروسين بقيمة 20 مليون دينار من الأموال العامة، خلال الفترة من حكم الإخوان.

وأكدت المصادر ذاتها أن هذه الدعوى رفعتها شركة “عجيل” عام 2015، إلا أنها لم تنظر إلا قبل فترة قصيرة، موضحة أن هذه الشركة تعتبر من الشركات الحكومية المفلسة في البلاد، خاصة أن الفساد ينخر فيها. في الداخل.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن هذه القضية مرتبطة بإشكالية إرسال الإرهابيين إلى بؤر التوتر، والتي تم فتح تحقيق فيها في يناير 2022.

وفي نهاية عام 2021 تقدمت فاطمة المسدي بشكوى ضد الإخوان فيما يتعلق بملف شبكات النقل.

وسبق أن أكدت النائبة التونسية فاطمة المسدي في تصريحات سابقة لـ””، أن “كل المعطيات تتهم شركة الطيران (سيفاكس إيرلاينز) وصاحبتها بدخول وخروج الإرهابيين عبر طائراتها، بالتواطؤ مع ممثلي جماعة الإخوان المسلمين”. وقيادات أمنية، ورئيس فريق الحماية الأمنية للطائرات بمطار تونس سابقا عبد الكريم العبيدي”. “.

وشكلت تونس منذ سنوات لجنة برلمانية للتحقيق في الشبكات المتورطة في تجنيد الشباب وإرسالهم إلى مشاكل في العالم، للمشاركة في القتال ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية.

وبحسب تصريحات سابقة لعدد من القيادات الأمنية التونسية، لعبت حركة النهضة الإخوانية -عندما كانت في السلطةدورا كبيرا في تسهيل عبور الإرهابيين من مطار قرطاج، إضافة إلى تدريب عدد من الشباب على استخدام أسلحة في 3 مراكز تابعة لوزارة الداخلية وتمرير أكياس أموال.

جدير بالذكر أن لجنة مكافحة الإرهاب في تونس وثقت وجود أكثر من 3000 إرهابي تونسي مسجل في سوريا وليبيا والعراق حتى عام 2018، عاد منهم ما يقرب من ألف إلى تونس.

وقبل ثلاثة أيام من اعتقال الهاروني، تم وضعه تحت الإقامة الجبرية، بعد محاولته تنظيم مجلس شورى حركة النهضة، رغم قرار السلطات التونسية إغلاق كافة مقرات حركة النهضة الإخوانية وإغلاقها. ومنعت جميع اجتماعاتهم منذ اعتقال راشد الغنوشي، زعيم جماعة الإخوان التونسية، في 17 أبريل من العام الماضي.

دمار

ويرى نجيب البرهومي، الناشط والمحلل السياسي التونسي، أن هذا الملف الذي يتورط فيه الهاروني، ملف ثقيل ويتعلق بكبار المسؤولين في الدولة.

وأكد في تصريحات لـ”” أن هذه القضية تشير إلى حجم الدمار الذي أحدثته جماعة الإخوان التونسية وأن التونسيين يحصدون ثمارها الآن.

وأوضح أن إخوان تونس سلكوا طريق تقاسم الغنائم لأنهم لم يهتموا بالدولة ولا بالشعب ولا بالمصالحة.

وأعرب البرهومي عن اعتقاده بأن الشعب التونسي رفض الإخوان بشكل نهائي بسبب الجرائم التي ارتكبوها في حق البلاد، وأعلن أن النهضة خارج المشهد السياسي الحالي بعد العقد الذي يدفع التونسيون ثمنه.

وفي سبتمبر/أيلول 2019، وصف زبير الشهودي، القيادي الإخواني المستقيل من حزب النهضة، زعيم الحركة راشد الغنوشي وعائلته بـ”الجماعة الفاسدة والفاسدة”، كاشفا الكثير من المعطيات عن نسج الحركة خيوط العنكبوت عليها. . مفاصل الدولة التونسية، واستنفدت إمكانياتها لصالح خزائنها التي تضخمت.

وتخوض تونس منذ نحو عامين حربا ضد جماعة الإخوان المسلمين المصنفة تنظيما إرهابيا في العديد من الدول العربية، وسط مطالبات برلمانية بإجراء مماثل في تونس.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *