مفاوضات غزة.. مخاض عسير للهدنة رغم المناقشات «البناءة»

ماذا حدث في اليوم الأول من مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ولماذا تم تمديدها إلى الجمعة؟.

مسؤول أمريكي قال إن الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة اختتموا يوما “بناء” من المناقشات بشأن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة يوم أمس الخميس.

ومن المقرر استئناف المحادثات اليوم الجمعة.

الإعلان عن تمديد المفاوضات ليوم ثان جاء عقب تأكيد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أن المفاوضات شهدت “بداية مشجّعة”.

وتجري المفاوضات على أساس طرح أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو/أيار وينصّ على 3 مراحل تشمل وقفا للنار وانسحابا للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة وإدخال مساعدات وإطلاق معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وتجري المفاوضات بوساطة أمريكية مصرية قطرية في الدوحة ويشارك فيها قائدا جهازي الاستخبارات الخارجية (موساد) والداخلية (شين بيت) الإسرائيليين، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي ايه” وليام بيرنز.

ويرى مراقبون أن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة سيؤدي إلى تهدئة التوترات الإقليمية، وإقناع إيران وحزب الله اللبناني بالامتناع عن الرد على اغتيال أحد كبار قادة حزب الله في غارة جوية إسرائيلية في بيروت، إضافة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

وقد أمضى الوسطاء عدة أشهر في محاولة التوصل إلى خطة من 3 مراحل تفرج فيها حماس عن عشرات الرهائن الذين أسرتهم في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مقابل وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وإطلاق سراح الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل.

وقد وافق الجانبان من حيث المبدأ على خطة بايدن، لكن حماس اقترحت «تعديلات» وطلبت إسرائيل «توضيحات»، مما دفع كل جانب إلى اتهام الآخر بتقديم مطالب جديدة لا يمكنه قبولها، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

ورفضت «حماس» أحدث مطالب إسرائيل، والتي تشمل وجودًا عسكريًا دائمًا على طول الحدود مع مصر وخطًا يقسم غزة حيث ستقوم بتفتيش الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم.

وقال المتحدث باسم «حماس» أسامة حمدان لـ«أسوشيتد برس»، إن المجموعة مهتمة فقط بمناقشة تنفيذ اقتراح بايدن وليس بمزيد من المفاوضات حول محتواه.

وتخشى حماس أن تستأنف إسرائيل الحرب بعد إطلاق سراح الدفعة الأولى من الرهائن، فيما تتخوف تل أبيب من أن تطيل الحركة الفلسطينية، المحادثات بشأن إطلاق سراح الرهائن المتبقين إلى أجل غير مسمى.

شرط حماس

وأكدت حركة حماس الخميس أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يجب أن يتضمن “انسحابا كاملا” للقوات الإسرائيلية من القطاع الذي يشهد حربا دامية.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران في تصريحات عقب استئناف التفاوض في الدوحة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة إن “أي اتفاق يجب أن يحقق وقف إطلاق نار شاملا وانسحابا كاملا من غزة وإعادة النازحين”.