«إرهاب المستوطنين» يشعل الضفة الغربية.. وإدانة إسرائيلية شديدة

ضرب عنف المستوطنين مجددا الضفة الغربية ولكن هذه المرة في قرية جيت شرق قلقيلية.

فقد هاجم مستوطنون متطرفون القرية الفلسطينية وأطلقوا الرصاص الحي على المواطنين وأضرموا النيران في عدد من المنازل والمركبات الفلسطينية.

وقال شهود عيان إن جنودا إسرائيليين انضموا إلى المستوطنين وأطلقوا الرصاص الحي وقنابل الصوت والمسيل للدموع باتجاه المواطنين.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان تلقته “” مقتل المواطن رشيد سدة، 23 عاما، وإصابة شخص بجروح حرجة برصاص المستوطنين.

ومن جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان تلقته “” إن طواقمه تعاملت مع 3 إصابات جراء اعتداءات المستوطنين على قرية جيت.

وأشار إلى أنه من بين المصابين سيدة مسنة أصيبت بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز، وشاب أصيب باعتداء بالحجارة بالرأس والرجل وآخر أصيب بحجر حجر بالرأس .

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن “عشرات اليهود الملثمين أشعلوا النار في مباني ومركبات فلسطينية في قرية جيت”، مشيرا إلى أنه تم الإبلاغ عن تضرر 4 منازل و6 مركبات بسبب الحريق المتعمد.

وأوضح أن القوات الإسرائيلية التي وصلت إلى المكان لم تعتقل أي من المعتدين، زاعما أن “الجيش الإسرائيلي لم يعرف بعد من نفذ إطلاق النار”.

ولكن الاعتداء العنيف أثار ردود فعل حتى في إسرائيل نفسها.

وزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل قال: “أدعو الشاباك ووكالات إنفاذ القانون إلى التحرك الفوري للقضاء على الجريمة القومية الخطيرة التي وقعت هذا المساء في قرية جيت ضد الأبرياء”.

وأضاف الوزير أربيل المنتمي إلى حزب “شاس” أن: “هذه التصرفات تتعارض مع قيم اليهودية.. إنها مكروهة أخلاقيا وإنسانيا وتضر بدولة إسرائيل وبالمشروع الاستيطاني في الضفة الغربية”.

وبدوره، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في بيان: “إنني أدين بشدة الاضطرابات المسائية التي شهدتها شمال الضفة الغربية، هذه أقلية متطرفة تضر بالسكان المستوطنين الملتزمين بالقانون وبالمستوطنات ككل وباسم ومكانة إسرائيل في العالم خلال فترة حساسة وصعبة بشكل خاص”.

وأضاف أن: “هذا ليس طريقنا وبالتأكيد ليس طريق التوراة واليهودية.. ويجب على المسؤولين عن إنفاذ القانون التحرك الفوري ضد هذه الظاهرة الخطيرة وتقديم المخالفين للعدالة”.

أما مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي فقال في بيان له إنه “يأخذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على محمل الجد أعمال الشغب التي وقعت هذا المساء في قرية جيت، والتي أسفرت عن وقوع إصابات في الأرواح والممتلكات على يد إسرائيليين دخلوا القرية”.

وأضاف: “سيتم القبض على المسؤولين عن أي عمل إجرامي ومحاكمتهم”.

حتى وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليميني المتطرف الذي سبق وأن دعا الى محو بلدة حوارة الفلسطينية، قال في بيان له: “مثيرو الشغب الليلة في جيت لا علاقة لهم بأي شكل من الأشكال بالمستوطنات والمستوطنين.. إنهم مجرمون يجب أن تتعامل معهم سلطات إنفاذ القانون بكل شد”.

وأضاف أنه: “نرفض بشدة أي مظهر من مظاهر العنف الإجرامي الفوضوي الذي لا علاقة له ولا علاقة بحب الأرض والاستيطان فيها”.

أما زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد فقال في بيان: “إن أعمال الشغب التي قام بها اليهود في السامرة (شمال الضفة الغربية)هي انحطاط أخلاقي رهيب”.

وأضاف في انتقاد لحكومة نتنياهو: “عندما يكون هناك من يدعم مثل هذه الأحداث في الحكومة، فإن الأمر سوف يزداد سوءًا.. وهذا لا علاقة له باليهودية”.

وبدوره قال الجيش الإسرائيلي في بيان: “خلال هذا المساء دخل عشرات المواطنين (المستوطنين) الإسرائيليين الذين كان بعضهم ملثمًا إلى قرية جيت وأشعلوا بعض السيارات والمباني في القرية، ورشقوا بالحجارة وألقوا الزجاجات الحارقة”.

وأضاف أنه: “لقد تم استدعاء قوات من الجيش وحرس الحدود إلى القرية في غضون دقائق معدودة بعد إبلاغها بالأمر، لتستخدم وسائل تفريق المظاهرات وإطلاق النار في الهواء، وأخرجت المستوطنين الإسرائيليين من القرية”.

وأشار إلى أن أجهزة الأمن اعتقلت مواطنًا إسرائيليًا واحدًا تم تحويله لمتابعة التعامل معه لدى شرطة إسرائيل، موضحا أنه يجري التحقيق في التقرير الذي تناول مقتل فلسطيني خلال الحادث، دون الأخذ بالشهادات التي أكدت مقتل الفلسطيني برصاص المستوطنين.