نظرية موحدة لتوسع الكون .. «خبز الزبيب» يقرب المفهوم

تخيل أنك تخبز رغيفاً من خبز الزبيب، العجين يشبه الفضاء، والزبيب يمثل المجرات.

ومع تمدد العجين، يتحرك الزبيب بعيدا عن بعضه البعض، وتشبه السرعة التي تتحرك بها حبات الزبيب بعيدا عن بعضها البعض، السرعة التي تتحرك بها المجرات في الكون بعيدا عن بعضها البعض، أي معدل توسع الكون.

قديما وضع العالم إدوين هابل في عام 1929 معادلة “ثابت هابل”، والتي تقيس المعدل الذي يتوسع به الكون، وهي تشبه إلى حد ما الوصفة التي تخبرك بمدى سرعة تمدد العجين.

وعلى الرغم من هذه المعادلة، إلا أن العلماء واجهوا تحديا في الاتفاق على المعدل الدقيق لهذا التوسع، فوفقا للمثال السابق، وكأن لديك وصفتين (طريقتين) مختلفتين لقياس مدى سرعة تمدد العجين، حيث تقول إحدى الوصفات إنه يتمدد بمعدل 67 وحدة في الثانية، بينما تقول الوصفة الأخرى إنه يجب أن يتمدد بمعدل 74 وحدة في الثانية، وهذا الاختلاف في المعدلات هو خلاف حول مدى سرعة توسع الكون.

الآن، تخيل أنك حصلت على فرن جديد تماماً وفائق الدقة (تلسكوب جيمس ويب الفضائي)، وقررت خبز رغيف خبز آخر لقياس مدى سرعة تمدد العجين باستخدام هذا الفرن الجديد.

سمح تلسكوب جيمس ويب للعلماء بأخذ قياسات جديدة ودقيقة لكيفية تمدد العجين (الكون) من خلال مراقبة 10 زبيبات قريبة (مجرات)، وذلك باستخدام ثلاث طرق مختلفة لقياس مدى سرعة تمدد العجين، وكل ذلك داخل نفس الرغيف.

وأظهرت القياسات الجديدة من تلسكوب جيمس ويب الفضائي، والتي تم نشرها في دراسة نشرت بدورية “أستروفيزكال جورنال”، أن الكون كان يتمدد بمعدل 70 وحدة في الثانية تقريبا، وكان هذا القياس الجديد أقرب إلى 67 وحدة في الثانية الخاصة بإحدى الوصفات، وليس بعيدا عن 74 وحدة في الثانية التي توصلت لها الوصفة الأخرى.

ماذا يعني ذلك؟

تشير هذه النتائج إلى أن الفرق بين الوصفتين الأصليتين قد لا يكون كبيرا كما كنا نظن، وإذا استمرت الملاحظات المستقبلية في التوافق مع هذه القياسات الجديدة، فقد يعني ذلك أن نموذجنا الحالي لتطور الكون أكثر دقة مما كان يخشى بعض العلماء.