اقتحام ترامب وهاريس لمواقع التواصل الاجتماعي..

في الأسابيع القليلة الماضية، ظهرت منصات التواصل الاجتماعي كلاعب رئيس في الحملات الانتخابية للمرشحين للرئاسة الأمريكية.

ما بين منصات مثل تيك توك، وزووم وإكس، تباينت نشاطات المرشحان كمالا هاريس ودونالد ترامب، ما بين حشد للمؤيدين، ولقاءات مع الناخبين، والتصريحات النارية وحملات جمع التبرعات، مما قد يجعل انتخابات أمريكا 2024، انتخابات السوشيال ميديا، أكثر من سابقاتها من الحملات.

كمالا هاريس تحشد على زووم

ركزت كمالا هاريس خلال الأيام الماضية على التجمعات الافتراضية الضخمة، التي تم تنظيمها عبر تطبيق “زووم” (Zoom)، بعد أن شهد التطبيق جمع ملايين الأشخاص لدعم مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، كامالا هاريس، مما أعطى تطبيق مؤتمرات الفيديو دورًا غير متوقع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وهذه المرة أصبح زووم في طليعة المنصات، بعد أن كان كل من تيك توك، فيسبوك، ويوتيوب، دائمًا في صدارة التطبيقات التي يعتمد عليها في السباق الانتخابي في الولايات المتحدة سابقا. كما أصبح “زووم” الآن منصة هامة للتنظيم السياسي، خاصة بين الديمقراطيين المؤيدين لكامالا هاريس، وفقًا لما نقلته نيويورك تايمز.

في الأسابيع الأخيرة، استُخدم التطبيق لاستضافة سلسلة من التجمعات الافتراضية البارزة لدعم مرشحي الرئاسة، والتي جذبت جمهورًا كبيرًا وجمعت تمويلات ضخمة.

ومن أبرز هذه التجمعات كان تجمع “White Dudes for Harris” تجمع المؤيدين لكمالا هاريس من أصحاب البشرة البيضاء، هذا التجمع اجتذب حوالي 60 ألف مشارك وجمع أكثر من 4 ملايين دولار لدعم المرشحة الرئاسية.

جدير بالذكر أن دور “Zoom” في الحملات السياسية ليس جديدًا؛ فقد لعب دورًا ثانويًا في حملات عام 2020، ولم يحصل على الكثير من الاهتمام نظرًا للمخاوف الأمنية، حيث تعرضت بعض الفعاليات للاختراق من قبل مخربين ونشر محتوى خارج.

عودة ترامب للتغريد

منذ استعادة ترامب لحسابه على منصة إكس في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، كان يكتفي فقط بمشاركة المحتوى بإعادة النشر، حتى عاد في الأيام الماضية لنشر منشورات كتبها بنفسه للمرة الأولى منذ استعادة حسابه، لتحميس متابعيه عبر منصة صديقه المقرب الآن إيلون ماسك.

والتزام ترامب للصمت التغريدي على إكس طوال 8 أشهر، ليقوم بكسره الآن، يعكس إدراكه لأهمية منصات التواصل في دعم حملته الانتخابية، سعيا منه لتحقيق فوز صعب على منافسته الديمقراطية.

واستهل ترامب عودته للنشر على إكس، بمجموعة من عباراته الانتخابية الرنانة الشهيرة، مثل اقتصادنا محطم، لقد تم مسح حدودنا، نحن أمة في تراجع، اجعل الحلم الأمريكي متاحًا مرة أخرى اجعل أمريكا آمنة مرة أخرى، اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.

وعودة ترامب إلى اكس كانت قبل المحادثة التي جمعته مع إيلون ماسك، والتي كانت من دلائل اعتماده المتزايد على المنصة في حملته الإنتخابة.

كما أن ترامب حين في مقابلة مسجلة مع مقدم برنامج “فوكس نيوز” السابق تاكر كارلسون، تم بثها عبر منصة X.

علاوة على ذلك، في الشهر الماضي، كانت منصة إكس هي المنصة التي أعلن عبرها بايدن بنفسه خبر التخلي عن الحملة في رسالة منشورة على المنصة، ونقلته عنه كافة وسائل الإعلام الأخرى.

قوة الحملات الانتخابية على منصات التواصل

وفيما سبق ذكره، يتضح أن وسائل التواصل الاجتماعي جلبت بعدًا جديدًا للوصول إلى الناخبين، وللمرة الأولى، يبدو أن الحملات تقوم بذلك بشكل جيد.

ووفق موقع “إم بي آرنيوز “، الحملة الانتخابية لنائبة الرئيس كامالا هاريس، المعروفة باسم Kamala HQ، لديها 3.4 مليون متابع وأكثر من 75 مليون إعجاب عبر جميع مقاطع الفيديو الخاصة بهم على TikTok.

وبالمقارنة، فإن فريق ترامب، الحملة الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترامب، لديها 210000 متابع على TikTok ونحو 200000 إعجاب، على الرغم من أن ترامب لديه أكثر من 7 ملايين متابع على Truth Social.

وبحسب تصريحات للموقع، نقلت عن “أبريل إيخماير”، الأستاذة المساعدة في مجال الإعلام الناشئ في جامعة سانت توماس، و الخبيرة في الرسائل السياسية.

أن اعتماد الحملات الانتخابية الآن على منصات التواصل، تفرض على الحملات أن تتكيف وفقًا للمنصة التي تستخدمها، ومن وجهة نظر مدير الحملة.

وتقول إيخماير، أن هذا يزيد الأمور تعقيدًا بشكل أكبر بكثير مما كان عليه الحال في عصر الاعتماد على اعلانات التليفزيون عندما كانت الحملات تدير إعلانًا تلفزيونيًا أو دعايا انتخابية على الراديو، لذا فإن هذا يجعل المهمة أكثر صعوبة بالنسبة للحملات.

أيضا المحت الخبيرة إلى أن هذه الانتخابات يعتمد بها المرشحين بشكل أكبر على المحتوى المصنوع من قبل مناصريهم، بإعادة نشره، كنوع من الترويج المجاني لأنفسهم، ولكن على المرشحين الوضع بالاعتبار أن المحتوى لن يكون دائما إيجابيا لصالحهم، مع تأكيدها على أن المنافسة لا يمكن توقع الجانب الذي سيحسمها حتى نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.