أول مهمة لأمين عام «الناتو» الجديد.. البحث عن «امرأة»

قبل أن يبدأ مهمته كأمين عام لحلف “الناتو”، يستعرض مارك روته بالفعل بعض السير الذاتية، لاختيار امرأة.

والمرأة التي يبحث عنها روته، ستشغل منصب نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

ومن المتوقع أن يتنحى النائب الحالي، ميرسيا جيوانا، الذي يشغل المنصب منذ عام 2019، عن منصبه للترشح في الانتخابات الرئاسية الرومانية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وفق تقرير طالعته “” في صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية.

وقال دبلوماسي رفيع المستوى في حلف “الناتو” من أوروبا الغربية، للصحيفة إن هناك إجماعا عاما بين الحلفاء على ضرورة تعيين شخص من أوروبا الشرقية نائبًا لروته.

امرأتان

ويدور الحديث في مقر “الناتو” حول مسؤولتين سابقتين من مقدونيا الشمالية وبلغاريا، وهما دولتان من البلقان كانتا خاضعتين للسيطرة السوفيتية حتى نهاية الحرب الباردة.

وقالت أوانا لونجيسكو المتحدثة السابقة باسم حلف شمال الأطلسي لـ”بوليتيكو“: ”قد يذهب المنصب إلى امرأة من أوروبا الشرقية، لأسباب ليس أقلها الضغط الشعبي لتعيين امرأة في منصب الأمين العام بدلاً من روته.“

ومن المقرر أن يتولى روته رئاسة حلف شمال الأطلسي،  في 2 أكتوبر/تشرين الأول، في الوقت الذي يضع فيه “الناتو” دعم الجناح الشرقي كمهمة عاجلة من أجل استباق أي هجوم روسي محتمل.

خبرة بـ”الكرملين”

وعلى سبيل المثال، تقدر ألمانيا أن روسيا يمكن أن تكون مستعدة عسكريًا لمهاجمة دول “الناتو” في غضون خمس إلى ثماني سنوات إذا اختارت ذلك، وفق “بوليتيكو”.

هذا يجعل المعرفة العميقة بالكرملين ميزة أساسية في النائب الذي يعمل روته على اختياره.

وعلى حد قول “بوليتيكو”، جرى تداول اسم وزيرة الدفاع المقدونية الشمالية السابقة رادميلا شاكرينسكا على نطاق واسع، لشغل المنصب.

ووفقا لدبلوماسي في الناتو، فإنه “في حال اختيارها، ستكون شاكرينسكا أرفع مسؤول في الناتو على الإطلاق من منطقة غرب البلقان”.

وانضمت مقدونيا الشمالية إلى حلف “الناتو” قبل أربع سنوات، ولعبت شيكرينسكا نفسها دورًا رئيسيًا في عضويتها.

وتشغل شيكرينسكا المؤيدة للغرب حاليًا منصب نائب رئيس حزب الاشتراكيين الأوروبيين على مستوى أوروبا.

وفي مقابلة أجريت معها في أعقاب الهجوم الروسي الشامل على أوكرانيا، رفضت المسؤولة السابقة، اعتبار روسيا أن توسع الناتو شرقًا كان ”خطة غربية شريرة“.

وقالت: ”على العكس من ذلك، لم يكن لدى أعضاء الناتو الكبار في البداية شهية خاصة للتوسيع“.

“الأفضل”

وأشادت ماجدة روج، وهي زميلة سياسية بارزة في مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، بوزيرة دفاع مقدونيا الشمالية السابقة، كمرشحة “مثالية” لشغل منصب نائب أمين عام حلف الناتو.

روج الخبيرة في شؤون البلقان، قالت ”بالنسبة إلى (نائب الأمين العام القادم)، سيحتاج حلف الناتو إلى شخصية رفيعة المستوى تتمتع بكفاءة عالية وجرأة وذكاء في التعامل مع روسيا وفهم التحديات في غرب البلقان، ورادميلا شيكرينسكا تناسب هذه المواصفات تمامًا“.

هناك مرشحة أخرى للمنصب هي نائبة رئيس الوزراء البلغارية السابقة والمفوضة الأوروبية السابقة ماريا غابرييل، وفقًا لمسؤولين اثنين على دراية مباشرة بخطط السيدة.

لم يعلق وفدا بلغاريا ومقدونيا الشمالية لدى الناتو على الترشيحات. فيما رفض الحلف التعليق.

وكانت بلغاريا في دائرة الضوء بسبب علاقات نخبها السياسية الوثيقة مع روسيا. ففي أبريل/نيسان، حذر رئيس الوزراء المنتهية ولايته نيكولاي دينكوف في مقابلة مع “بوليتيكو” من أن ”روسيا ستفعل كل ما في وسعها لاستعادة نفوذها القوي في بلغاريا“.

لكن صوفيا تقوم أيضًا بإبرام صفقات لتعزيز دور موسكو كمزود مهيمن للطاقة في جنوب شرق أوروبا، على الرغم من الدعم الخطابي الذي تقدمه الدولة الأوروبية لأوكرانيا.

مرشحون آخرون

ومع ذلك، فإن مقدونيا الشمالية وبلغاريا تعانيان من مخاوف تتعلق بالفساد.

ووفقاً لمنظمة الشفافية الدولية، تحتل بلغاريا المرتبة 67 عالمياً في مؤشر مدركات الفساد. أما مقدونيا الشمالية فتأتي في المرتبة 76.

وفي حين أن مرشحي البلقان يعتبران من المرشحين الأوفر حظًا، إلا أن هناك آخرين مقترحين يتم تقديمهم إلى روته. ولن يكون طريق المرأة مفروشا بالورود إلى المنصب.

إذ يتنافس رئيس وزراء لاتفيا السابق كريشجانيس كاريشش، الذي كان يرغب في تولي قيادة الحلف، على منصب النائب، وفقًا لمسؤول رفيع المستوى في لاتفيا. 

فيما تدرس كل من بولندا وتركيا، تقديم مرشحين من جانبهما، بحسب اثنين من دبلوماسيي “الناتو”.