طالب بإلغاء التاريخ والفلسفة.. هجوم حاد على «أفكار تامر أمين»

أثارت تصريحات أخيرة للإعلامي المصري تامر أمين عن عدم أهمية مواد يدرسها الطلبة في القسم الأدبي في مرحلة الثانوية العامة ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال أمين في حلقة الثلاثاء 13 أغسطس/آب من برنامجه “آخر النهار” على قناة “النهار” المصرية إن مناهج مرحلة الثانوية العامة تحتاج إلى إجراء تغييرات جذرية، خصوصاً مواد القسم الأدبي ومواده التاريخ والجغرافيا والفلسفة والمنطق.

وقال: “ما وجه الاستفادة من أن يدرس طالب الثانوية العامة التاريخ والجغرافيا والفلسفة. بلاش الشعارات. خلونا في اللي بيأكل عيش ويجيب تقدم”.

تصريحات الإعلامي المصري أثارت بلبلة كبيرة على الشبكات الاجتماعية، التي انقسم روّادها بين مؤيد ومعارض، لكن أمين تراجع عن تصريحاته بعد الهجوم الكبير عليه.

أزمة تامر أمين وإلغاء مواد الشعبة الأدبية

وسرعان ما رد تامر أمين على الهجوم الحاد الذي طاله، نافيًا ما تردد عبر المواقع الصحفية الإخبارية التي “اقتطعت جزءًا” من حديثه دون ذكر السياق بالكامل.

ونقلت مواقع محلية عن أمين قوله إن الفكرة التي طرحها هي محاولة للعصف الذهني من أجل التفكير في تطوير منظومة التعليم وكذلك المناهج، وتهيئة الطلاب بشكل أفضل لسوق العمل حسب المستجدات والمتغيرات الجديدة.

ونفى أمين ما تردد عن أنه طالب بإلغاء مواد التاريخ والجغرافيا والفلسفة والمنطق من الدراسة، قائلاً إنه طالب بأن تكون أساسية في مرحلة التأسيس بسنوات التعليم الأولى، والتي تشمل مرحلتي الابتدائية والإعدادية، وللطالب في المرحلة الثانوية حرية دراسة أو عدم دراسة هذه المواد.

وأوضح أمين أنه طالب باستبدال تلك المواد في المرحلة الثانوية بالمواد التي تفيد الطالب في سوق العمل، مثل التنمية والموارد البشرية والاستدامة أو التسويق وكل ما يساعده على تأهيله إلى العمل، نظرًا لأن المرحلة الثانوية هي المرحلة المهمة التي يستعد فيها الطالب لتأهيله لسوق العمل.

خبراء التعليم يردون على تامر أمين

وقالت الدكتور نجلاء فتحي، عميدة كلية الآداب بجامعة القاهرة، إن دراسة المواد الأدبية لطلاب الثانوية العامة تعتبر شيئًا مهمًا حتى يكونوا على دراية بمعرفة تاريخ بلدهم، وبعد ذلك تكون تمهيدًا لالتحاقهم بالكليات.

وشددت على أهمية قسم التاريخ الذي يعد من الأقسام العريقة في كلية الآداب، إذ يكشف الجوانب التاريخية المهمة على المستوى الداخل والخارجي، مشيرة إلى أنه يكشف أيضًا التضاريس الحضارية والجوانب المتعلقة بالعلاقات بين مصر ودول المجاورة.

ورأى الدكتور خالد حسين، رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة عين شمس، أن التاريخ هو معرفة الماضي والحاضر واستشراق المستقبل، وبدون التاريخ لا يمكن للطالب أن يكون لديه نوع من أنواع الانتماء للوطن، فالتاريخ ذاكرة الأمة فيجب عدم إغفاله على وجه الإطلاق، حسب قوله.

واعتبر حسين أن المطالبة بإلغاء تلك المواد غير مقبولة بالمرة، قائلا: “هذه المقررات تصنع شخصية الطالب الفكرية والثقافية، ويجب على الطلاب دراسة تاريخ بلدهم للانتماء للوطن”، لافتًا إلى أن هذه المواد ضرورية ومهمة للغاية.

وعلق الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، موضحا أن دراسة مواد التاريخ والجغرافيا والفلسفة مهمة للغاية، ولهما قيمة في سوق العمل وحياة الطالب.

وأوضح هذه المواد مطلب مهم لتحقيق تكامل المعرفة، ولا بد أن يكون الطالب على وعي بها.