تنحي كيشيدا يُنعش بورصة طوكيو.. هل أطاح الين الضعيف بالزعيم الياباني؟

صعد المؤشر الرئيسي لبورصة طوكيو بأكثر من 1% إثر أنباء عن اعتزام رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا التنحي عن منصب زعيم الحزب الحاكم في سبتمبر/ أيلول.

والتنحي معناه انسحاب كيشيدا من السباق الانتخابي للبقاء رئيسا للحزب الحاكم، وحكما بتنحيه عن منصبه كرئيس للوزراء، وفق ما أفادت وسائل إعلام يابانية.

ومع ذلك، أغلق المؤشر نيكي مرتفعا 0.6% عند 36442.43 نقطة، مقلصا مكاسبه عقب إعلان الخبر، لكنه واصل مكاسبه لليوم الثالث على التوالي، بينما صعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.1% ليغلق عند 2581.90 نقطة.

تأثير على البورصة

لكن محللين قالوا إن تأثير قرار رئيس الوزراء ترك منصبه، سيكون محدودا على الأسهم.

وقالت تشارو تشانانا المحللة الاستراتيجية للسوق العالمية ورئيسة استراتيجية النقد الأجنبي في ساكسو “تراجع شعبيته (رئيس الوزراء) تعني أنه ربما يكون من الممكن تجنب رد فعل سلبي كبير من الأسهم”.

واقتفت الأسهم اليابانية أثر المكاسب التي حققتها بورصة وول ستريت الليلة الماضية بعد أن عزز ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة الرهانات على خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول.

لكن المكاسب تقلصت مع إقبال المستثمرين على جني الأرباح وتحول الاهتمام إلى بيانات أسعار المستهلك في الولايات المتحدة والتي تحظى بمتابعة وثيقة ومن المقرر صدورها في وقت لاحق اليوم الأربعاء.

وقالت شانانا إنه على الرغم من أن تقرير التضخم قد يعزز ثقة المستثمرين بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، فإن بيانات مبيعات التجزئة والبيانات المتعلقة بالعمالة المقرر صدورها في وقت لاحق من الأسبوع لا تزال مهمة.

وأضافت “لا تزال الأسواق تشعر بالقلق إزاء احتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، وأي علامات على ضغوط على المستهلكين قد تدعم الين وتؤدي إلى تراجع آخر في الأسهم اليابانية”.

الين الضعيف وإشعال التضخم

ومن المقرر أن يجري الحزب الديموقراطي الليبرالي الذي يحكم اليابان بشكل متواصل تقريبا منذ العام 1945، انتخابات الشهر المقبل لاختيار رئيس للحزب، على أن يصبح الفائز رئيسا للوزراء.

وقال كيشيدا لصحفيين في طوكيو “في هذه الانتخابات الرئاسية (للحزب)، من الضروري أن نظهر للناس أن الحزب الديمقراطي الليبرالي يتغير وأن الحزب هو حزب ديمقراطي ليبرالي جديد”.

ويتولى كيشيدا البالغ 67 عاما منصبه منذ أكتوبر/ تشرين الأول عام 2021، وشهدت شعبيته تراجعا حادا في استطلاعات الرأي بسبب أزمة ارتفاع الأسعار وانعكاساتها على مداخيل اليابانيين.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، أعلن كيشيدا حزمة إنعاش بقيمة 17 تريليون ين (أكثر من 100 مليار دولار وقتها) في إطار مساعيه لتخفيف الضغوط الناجمة عن التضخم وإنقاذ ولايته.

لكن ذلك لم يساهم في زيادة شعبيته سواء بين الناخبين في رابع أكبر اقتصاد في العالم، أو داخل حزبه.

وإلى جانب التضخم الذي يعد ظاهرة غير مألوفة ومصدر استياء بالنسبة إلى الناخبين اليابانيين، سجّل النمو تراجعا بنسبة 0,7 في المئة في الربع الأول من العام.

كذلك، ما زال الين واحدة من أسوأ العملات أداء في العالم، وهو أمر إيجابي للمصدّرين لكنه أدى إلى ارتفاع أسعار الواردات.