الإمارات أول من استجاب لإغاثة متضرري الفيضانات

كعادتها الثابتة التي لم تتبدل يوما، على صعيد العمل الإنساني، مدت الإمارات العربية المتحدة أياديها البيضاء لنجدة اليمنيين على وقع فيضانات مدمرة ضربت البلاد.

ولطالما سجلت الإمارات مواقف إنسانية تاريخية في اليمن برزت منذ حرب الانقلاب الحوثي أواخر 2014، وتقف اليوم مجددا لإغاثة المنكوبين من فيضانات السيول والأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد مؤخرا، وقتلت العشرات وتضرر منها نحو 34 ألف و260 عائلة.

وبعد تصنيف الأمم المتحدة والحكومة اليمنية لمناطق الساحل الغربي خاصة الحديدة كمناطق منكوبة وإطلاق نداء إنساني لتقديم الدعم العاجل، كانت الإمارات أول من يستجيب لإغاثة المنكوبين في هذه المناطق.

وتميزت الاستجابة الإماراتية بالسرعة، حيث لم تعرف دولة العطاء والسخاء أي تأني أو تباطؤ، فكانت بشهادة مسؤولي الحكومة اليمنية، أول من استجاب لنداء الإنسانية لإغاثة متضرري الفيضانات في البلاد.

وتأتي هذه الاستجابة السريعة من دولة الإمارات، تأكيدا على التزامها الإنساني تجاه اليمن، وتعزيزا لتوجهاتها الخيرية في إغاثة الملهوف وتقديم المساعدة لكل من طلبها في أي مكان في العالم، وهي عادة إماراتية، وأصل أصيل في سياستها، يدركه القاصي والداني، وفقا للمسؤولين.

أول المستجيبين

ووصف وزير الشؤون الاجتماعية العمل في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الدكتور محمد سعيد الزعوري، استجابة الإمارات أنه يأتي انطلاقا من “النهج الإنساني الذي رسخّه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتسير عليه القيادة الإماراتية بقيادة الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة”.

وقال الوزير اليمني في حديثه لـ””، إنه عقب الأوضاع المأساوية التي خلفتها الفيضانات وجهت الحكومة اليمنية نداء استغاثة عاجل إلى المانحين الدوليين وجميع الشركاء الدوليين والإقليميين من الدول والمؤسسات المالية والمنظمات الدولية والإنسانية.

وأضاف أن الحكومة اليمنية استهدفت حث الأشقاء والأصدقاء وشركاء العمل الإنساني “في التصدي لأضرار المنخفض الجوي وما ألحقه من أضرار واسعة في مناطق الساحل الغربي”.

وأوضح المسؤول اليمني أن “ذلك يأتي ضمن جهود الحكومة اليمنية لمواجهة الكارثة الإنسانية التي أصابت أهلنا في مناطق الساحل الغربي، وما تسببت به الفيضانات والسيول في إلحاق الأضرار الجسيمة في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة ومصرع عشرات الأشخاص ونزوح آلاف الأسر”. 

وأضاف “كانت الاستجابة السريعة ومنذ الوهلة الأولى للأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين جراء الكارثة”.

وأشار إلى أن الإمارات وعبر ذراعها الإنساني استجابت سريعا ووفرت “الخيم والمساعدات العينية وإغاثة النازحين والمتضررين من الكوارث البيئية وغيرها من الأعمال الميدانية المساعدة لتخفيف هول الكارثة”.

 نهج إماراتي راسخ 

ووفقا للوزير الزعوري فإن هذه الاستجابة السريعة ليست “غريبة على الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، فوقوفهم الداعم لشعبنا كان ومازال في كافة المراحل والمنعطفات، من خلال مواقفهم المخلصة في تقديم العون والمساعدات الإنسانية والتنموية في مختلف المحافظات المحررة”.

ولفت الزعوري إلى أن تلك المواقف تجسدت واقعا عبر مشاريع تنموية وإنسانية شملت قطاعات الصحة والتعليم والأمن والمياه والبنية التحتية والاقتصاد والإغاثة وتمويل خطط التنمية والازدهار.

وأوضح الوزير في الحكومة المعترف بها دوليا أن “ما تقوم به الإمارات في اليمن هو نهج رسّخه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتسير عليه القيادة الإماراتية بقيادة الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة”.

وأعرب الوزير الزعوري عن “إمتنان وتقدير وشكر الحكومة اليمنية لكل ما تقدمه الإمارات حكومة وقيادة وشعبا من دعم سخي لشعبنا في مختلف مناحي الحياة”.

وكانت الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية وبدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة بدأت في إغاثة المنكوبين بعد وصول قوافل المساعدات الإماراتية العاجلة المخصصة لمتضرري الفيضانات في الساحل الغربي.

وتشهد اليمن أمطار غزيرة وفيضانات تسببت بتضرر نحو 34260 أسرة في جميع أنحاء البلاد، غالبيتها من العائلات النازحة، بالإضافة إلى مقتل وإصابة أكثر من 87 شخصا في حجة والحديدة وتعز ومأرب، وفقا لآخر الإحصائيات.

وتقول الأمم المتحدة إنها بحاجة إلى ما يقدر نحو 4.8 مليون دولار لتقديم الدعم للأسر المتضررة من الفيضانات الأخيرة في ظل تحديات كبيرة في نقص التمويل تواجهه المنظمة الدولية.