ميناء فضائي قمري.. هل يكون الحل في «مخاط وحيد القرن»؟

بينما تتطلع البشرية إلى ترسيخ وجود دائم على القمر، وضع الخبراء الأساس لما قد يصبح ميناء فضائي قمري مزدحم.

وخلال ورشة عمل حديثة، نظمها مؤخرا اتحاد “ابتكارات سطح القمر” بأمريكا، ناقش متخصصون من الحكومة والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، التحديات والفرص المترتبة على إنشاء مرافق الإطلاق والهبوط على القمر.

ومع توقع استضافة القمر لمجموعة متنوعة من الأنشطة، من المعسكرات البشرية إلى البحث العلمي والتعدين خارج الأرض، فإن الحاجة إلى البنية التحتية الموثوقة أمر بالغ الأهمية.

وأكد الخبراء أن سطح القمر سوف يحتاج إلى استيعاب عمليات الهبوط والإقلاع الروتينية، مما قد يؤدي إلى تحديات كبيرة بسبب أعمدة الصواريخ والحطام.

والأعمدة الصاروخية هي تيارات العادم المرئية التي تنبعث من محركات الصاروخ أثناء الإطلاق أو الطيران أو الهبوط، و تتكون هذه الأعمدة من غازات ساخنة وجزيئات يتم طردها بسرعات عالية من محركات الصاروخ، مما يؤدي إلى توليد الدفع اللازم لدفع الصاروخ.

وكان أحد الموضوعات الرئيسية هو تطوير منصات الإطلاق والهبوط القابلة لإعادة الاستخدام والإصلاح للتخفيف من آثار هذه الأعمدة، والتي يمكن أن تخلق حفرا وتقذف حطاما خطيرا.

وسلط المهندس الإنشائي إيان جين، المرشح لنيل درجة الدكتوراه في كلية كولورادو للمناجم، الضوء على أهمية التعاون بين التخصصات لتصميم البنية التحتية القمرية الفعالة.

وتطرقت المناقشات أيضا إلى التحديات الخاصة ببيانات أعمدة الصواريخ والحاجة إلى حلول مبتكرة، مثل بوليمر مخاط وحيد القرن، أو ما يعرف بـ”راينو سنوت”، وهو بوليمر رش عسكري يمكن أن يعمل على تثبيت سطح القمر، وأخذ هذا الاسم لانه يتميز بقوام سميك ولزج يشبه مخاط هذا الحيوان.

وعند تطبيقه، يخلق (راينو سنوت) طبقة متينة تساعد في منع التآكل وتقليل الغبار وتثبيت الأسطح السائبة، فهو مفيد بشكل خاص في البيئات التي لا يكون فيها الرصف التقليدي عمليا أو ممكنا، مثل العمليات العسكرية النائية أو المؤقتة.

وفي سياق العمليات القمرية، يقترح الخبراء استخدام نسخة مؤهلة للقمر من هذا البوليمر ، وخاصة في المناطق المخصصة لهبوط وإطلاق المركبات الفضائية.

ومن خلال تثبيت الريجوليث القمري (المادة السائبة المتربة التي تغطي سطح القمر)، يمكن أن يساعد “البوليمر” في التخفيف من آثار أعمدة الصواريخ، وتقليل خطر تلف المعدات وتحسين سلامة الهبوط والإقلاع المتكرر.

ومع تقدم برنامج “أرتميس” التابع لوكالة ناسا والبعثات القمرية التجارية، ستكون المعرفة المكتسبة من هذه المناقشات حاسمة لضمان عمليات آمنة وفعالة على القمر.

وقد يشهد المستقبل بالفعل تحول القمر إلى مركز مركزي في استكشاف البشرية للنظام الشمسي، مع وجود موانئ فضائية على سطحه تدعم كل من البعثات البشرية وعمليات تعدين الموارد الآلية.