الإمارات تحتفي باليوم الدولي للشباب.. تمكين رقمي يقود لمستقبل زاهر

“دولة الإمارات ماضية في الاستثمار في الشباب وتمكينهم لدفع عجلة النمو في بلدنا”.. كلمات للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الإثنين، بمناسبة اليوم الدولي للشباب الذي يصادف 12 أغسطس/آب من كل عام.

كلمات تؤكد أن شباب الإمارات في قمة أولويات القيادة التي لا تفوت فرصة أو مناسبة إلا وتؤكد أهمية الاستثمار في الشباب وتمكينهم والثقة بقدراتهم في النهوض بالوطن وصناعة المستقبل.

وفي تغريدة له بتلك المناسبة، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبر حسابه في موقع إكس: “اليوم الدولي للشباب مناسبة نحتفي خلالها بالدور المهم للشباب في بناء مستقبل أفضل لبلدنا والعالم”.

وأضاف: “يؤدي الشباب بطموحهم وعزيمتهم دوراً محورياً في تحقيق مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً للجميع، ودولة الإمارات ماضية في الاستثمار في الشباب وتمكينهم لدفع عجلة النمو في بلدنا”.

أهمية خاصة

وتحتفي الإمارات باليوم الدولي للشباب، الذي يتناول هذا العام موضوع التمكين الرقمي للشباب وانعكاساته على تحقيق 70 في المائة على الأقل من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، مع إمكانية تقليل تكلفة تحقيقها بمقدار يصل إلى 55 تريليون دولار.

وتحمل احتفالية هذا العام أهمية خاصة لأكثر من سبب من بينها:

1. تأتي تلك المناسبة بعد نحو شهر من إطلاق “الأجندة الوطنية للشباب 2031″، التي ترتكز على 5 توجهات رئيسية تهدف إلى أن يكون الشاب الإماراتي محركاً وداعماً رئيسياً في التنمية الاقتصادية الوطنية، وأن يساهم بفعالية في المجتمع متمسكاً بالقيم والمبادئ الإماراتية، وأن يكون مؤثراً بإيجابية على الصعيد العالمي وقدوة عالمية، ومواكباً للتطورات التكنولوجية ومتمكناً من مهارات المستقبل، ومتمتعاً بأعلى مستويات الصحة وجودة الحياة.

وشملت الأجندة مستهدفات طموحة ومبادرات تشمل تأهيل ما لا يقل عن 100 شاب إماراتي لتمثيل دولة الإمارات في المنظمات والمحافل العالمية المرتبطة بالأولويات الوطنية وعقد شراكات استراتيجية مع المؤسسات العالمية المتخصصة في مجال العلوم والتكنولوجيا لتمكين وتعزيز قدرات الشباب، وتوفير فرص مسارات مناسبة للشباب بنسبة 100% في سوق العمل، وأن تكون دولة الإمارات من أفضل 10 دول عالمياً يتمتع فيها الشباب بجودة حياة عالية وترسيخ اعتزاز الشباب الإماراتي بهويته وانتمائه الوطني، وإطلاق الميثاق الوطني للشباب في هذا المجال.

2. تأتي المناسبة بعد شهر من تعديل وزاري جرى في 14 يوليو/تموز الماضي، تضمن استحداث وزارتين للرياضة ولريادة الأعمال تستهدفان قطاع الشباب بالدرجة الأولى.

3. أيضاً تأتي تلك الاحتفالية بعد عدة شهور من تعديل وزاري آخر جرى في 6 يناير/كانون الثاني الماضي كان في القلب منه الاهتمام بالشباب أيضاً.

وبموجب هذا التعديل، أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن تعيين رائد الفضاء سلطان النيادي، وزير دولة للشباب في دولة الإمارات، ليكون نموذجاً ملهماً لشباب الإمارات والعالم.

وفي تصريح له بمناسبة اليوم الدولي للشباب، أكد الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير الدولة لشؤون الشباب أن الإمارات برئاسة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تنظر إلى الشباب على أنهم ثروة مستدامة ينبغي تنميتها وتعظيم الاستفادة منها عبر تمكينهم وتأهيلهم بمهارات المستقبل والاستثمار في طاقاتهم بما يتماشى مع الرؤية التنموية الشاملة للدولة ومساعيها لتبوء مراكز الصدارة في مضمار التنافسية العالمية.

وبيّن أنّ تمكين الشباب إرث أصيل ونهج راسخ في دولة الإمارات منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي آمن بالشباب وقدراتهم وجعلهم العماد الأساسي لتحقيق الإنجازات الكبرى في المجالات كافة.

التمكين الرقمي.. مبادرات جديدة

4. كذلك تحمل احتفالية اليوم الدولي للشباب، الذي تناول موضوعها التمكين الرقمي للشباب، أهمية خاصة في الإمارات لقطعها شوطاً كبيراً في هذا الصدد.

وتطرق الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير الدولة لشؤون الشباب، إلى موضوع اليوم الدولي للشباب هذا العام “التمكين الرقمي للشباب”، مؤكدا أن دولة الإمارات كانت سباقة في مواكبة هذا التوجه وقطعت أشواطاً كبيرة في هذا المجال وذلك إدراكاً منها بأن تمكين الشباب من امتلاك أدوات الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي وغيرها من العلوم الحديثة سيكون مفتاح التقدم حاضراً ومستقبلاً.

وشهدت الفترة الماضية إطلاق أكثر من مبادرة على طريق تعزيز التمكين الرقمي للشباب من أبرزها:

– قبل شهر، أعلن مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات 16 يوليو/تموز الماضي نجاحه في تأهيل أكثر من 100 ألف من القيادات الإماراتية الشابة في مجال الأمن السيبراني وتعزيز مهارات التفكير الإبداعي.

تؤكد هذه الخطوة حرص المجلس على تمكين شباب الإمارات في هذا المجال الحيوي وتزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لحماية الفضاء السيبراني وبناء جيل جديد قادرة على قيادة أحد أهم القطاعات الاستراتيجية بما يسهم في حماية منجزات الوطن وصياغة مستقبلٍ واعدٍ للقطاع الرقمي في دولة الإمارات يواكب التطور الذي تشهده الدولة في مختلف القطاعات والمجالات.

وتم تأهيل شباب الإمارات في 9 قطاعات استراتيجية شملت “الصحة والتعليم والطاقة والنقل والغذاء والخدمات المالية والخدمات الحكومية والبنية التحتية الرقمية والفضاء” وذلك من خلال برامج تدريبية وتأهيلية تفاعلية تعتمد أعلى المعايير العالمية في مجال الأمن السيبراني.

وقدّم مجلس الأمن السيبراني برامج توعوية استفاد منها أكثر من 200 ألف شخص إضافة إلى إعداد ما يزيد على 350 من المدربين ما أسهم في تمكين جيل واع ومبدع من الشباب قادر على قيادة مستقبل الأمن السيبراني.

– جاء هذا الإعلان غداة توقيع المؤسسة الاتحادية للشباب مذكرة شراكة وتعاون مع “متحف المستقبل” بهدف تنمية وبناء قدرات الشباب وتوفير البيئة الملائمة التي تدعم مساهمتهم بشكل فاعل في تصميم المستقبل بمختلف المجالات الرئيسية والحيوية في دولة الإمارات.

وبموجب هذه الشراكة سيتم تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الجهتين لتحقيق الأهداف المشتركة المتعلقة بقطاع الشباب، من خلال تنظيم الفعاليات المشتركة والمؤتمرات والندوات وورش العمل التي تعزز الحوار وتبادل المعرفة، فضلاً عن تعزيز مشاركاتهم محلياً وإقليمياً وعالمياً في مختلف المجالات.

– أيضاً نظمت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومية الرقمية، 11 أغسطس/آب الجاري، ممثلة بـ”مجلس شباب تدرا”، ملتقى “مسارات الشباب الرقمية للتنمية المستدامة”، وذلك تزامناً مع اليوم العالمي للشباب، وفي إطار دعم وتحقيق الرؤى التي وضعتها حكومة دولة الإمارات لتحقيق شعار عام الاستدامة 2024 “قول وفعل”، الذي تبنته حكومة دولة الإمارات.

وقالت الهيئة في بيان صحفي: “إن الملتقى عقد بمشاركة وحضور ممثلين عن المجالس الشبابية في كل من هيئة تنمية المجتمع، وبلدية دبي، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، ورأس الخيمة التعليمية، ومكتب رئاسة مجلس الوزراء متمثلة بفريق برنامج تصفير البيروقراطية”.

وأكد المهندس ماجد سلطان المسمار مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات والحكومية الرقمية خلال الكلمة الافتتاحية الدعم اللامحدود الذي توليه القيادة الرشيدة للشباب، وحرصها على أن تكون أفكارهم ومبادراتهم هي جوهر المستقبل المستدام الذي تشهده دولة الإمارات ضمن رؤيتها الوطنية “نحن الإمارات 2031”.

– كذلك أطلق مكتب التطوير الحكومي والمستقبل، بالشراكة مع هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية 24 يوليو/تموز الماضي النسخة الثانية من مبادرة “هامة” الهادفة لتعزيز جاهزية مجندات الخدمة الوطنية للمستقبل، وتمكينهن من خلال برنامج متخصص لبناء القدرات المهنية والمهارات المتخصصة في 5 قطاعات حيوية للمستقبل بمشاركة واسعة من مجموعة من الجهات الحكومية والمؤسسات الوطنية الكبرى.

وستشهد النسخة الثانية من مبادرة “هامة” مشاركة مجندات الدفعة 14 في برنامج الخدمة الوطنية ضمن برامج بناء قدرات نوعية مكثفة تمتد إلى 1000 ساعة تدريبية، تتخللها أكثر من 70 ورشة لبناء القدرات العملية تقدم 5 مجموعات من المهارات والقدرات و40 مجموعة من المواضيع الجديدة و70 ورشة لتعزيز الجاهزية للمستقبل بإشراف أكثر من 50 خبيراً من 55 شراكة ومساهمة من الجهات الحكومية والمؤسسات الوطنية الكبرى والشركات العالمية المشاركة في المبادرة، وسيتم منح المجندات أكثر من 200 فرصة لبناء القدرات المهنية وأكثر من 50 شهادة متخصصة.

وستركز النسخة الثانية من مبادرة “هامة” على بناء المهارات والقدرات العملية للمجندات في 5 قطاعات هي قطاع الصناعات المتقدمة، والقطاع الصحي، والقطاع الرقمي والتكنولوجي، وقطاع الاستدامة والقطاع المهني وريادة الأعمال إضافة إلى تعزيز نماذج وأساليب التعلم المتقدمة من خلال التوجيه الاحترافي المتقدم.

مبادرات تتواصل تعزز خطوات الإمارات نحو تحقيق هدفها أن تكون دولة الإمارات الأفضل في العالم بحلول مئوية تأسيسها عام 2071، بالتركيز على تطوير مهارات أجيال المستقبل والنهوض بالشباب على مختلف الأصعدة.

تسعى “مئوية الإمارات” إلى الاستثمار في شباب الدولة، وتجهيزهم بالمهارات والمعارف التي تستجيب مع التغيرات المتسارعة، والعمل كي تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك في العام 2071.

شباب الإمارات.. نموذج ملهم

5- أيضاً تأتي مناسبة اليوم الدولي للشباب، الذي يتناول هذا العام موضوع التمكين الرقمي للشباب بعد نحو 3 أسابيع، من تتويج المهندس الإماراتي أحمد سالم المطوع بالمركز الأول في جائزة التميز للشباب العربي في مجال الذكاء الاصطناعي.

جاء ذلك خلال احتفالية نموذج محاكاة برلمان الشباب العربي التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة المصرية بالتعاون مع جامعة الدول العربية يوليو/ تموز الماضي تحت شعار “نحو تشاركية مجتمعية مستدامة” في مقر الأمانة العامة للجامعة.

إنجاز جديد يثبت مجدداً قدرة الشباب الإماراتي على الإبداع وتحقيق الإنجازات ونجاح الدولة الكبير في مجال التمكين الرقمي لشابها.