حرب السادس من أكتوبر ١٩٧٣ وقوة الجيش المصري في استعادة أراضيه المحتلة ودور دول الجوار البارز من العرب

حرب السادس من أكتوبر الكبرى متابعينا الأعزاء على موقعنا الإخباري المحترم موقع ثقفني. اليوم نتحدث عن واحد من أهم المنتديات العربية بشكل عام والمنتديات المصرية بشكل خاص. إنه انتصار الكرامة على العدو الدائم في حرب أكتوبر. ومع اقتراب هذه الذكرى، تتزايد عمليات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث لإحياء الذكريات المجيدة بكل فخر وشرف. إنها الذكرى السنوية لعبور القوات المسلحة للبلاد واستعادة أراضيها المسروقة بعنف في السابق. سنتحدث اليوم عن ذكرى حرب أكتوبر المجيدة ولكي يتعرف عليها أطفالنا بشكل أفضل. ويجب أن نشير إلى بعض الأقسام المهمة فيما يتعلق بعودة الأرض إلى أصحابها، وهي الأسباب والعواقب. دور الدول العربية الشقيقة في دعم مصر والجيش المصري.

حرب السادس من أكتوبر 1973، الأمن والسلام

وقبل أن نندفع إلى ثمار النصر وفرحته، علينا أن نعلم بوضوح أن كل الدول العربية هي دول مسالمة. منذ طفولتها أرادت أن تعيش في أمان وسلام. ولم تتدخل هذه الدول يوما ما لحرمان أحد جيرانها من الحقوق أو لاغتصاب إرادة مواطنيها بالقوة. لكن ما حدث قبل تدخل الجيش المصري ضد الجيش الإسرائيلي لم يكن استخدام القوة أو نشر الجيوش لمصالح سياسية أو شخصية. بل كان المقصود أن تنتقم مصر وجيشها مما أخذ منهم بالقوة، أي شبه جزيرة سيناء التي كانت تمتلكها مصر. ومرتفعات الجولان تابعة لسوريا أيضًا. احتلت إسرائيل هذه الأراضي عام 1967. الحديث اليوم ليس عن فرحة المصريين فحسب، بل عن الأشقاء العرب أيضاً. نحتفل بالتعاون والوحدة التي أدت إلى النصر العظيم.

حرب أكتوبر

قبل أن أبدأ بالكتابة والخوض فيها بكل فخر وشرف. أود أن تسمحوا لي بكتابة الجمل التي خرجت من فم الزعيم المصري آنذاك الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وسيتوقف التاريخ العسكري طويلا ليتأمل ويدرس عملية 6 أكتوبر 1973، عندما تمكنت القوات المصرية من اقتحام الحصار الصعب لقناة السويس. غزو ​​خط بارليف المنيع وإقامة نقاط عبور على الضفة الشرقية للقناة. بعد أن فقد العدو توازنه خلال ست ساعات. وهذا الخطاب الذي يمثل عزة وكرامة وشخصية المصريين في وقت الأزمات، ألقاه رئيس الجمهورية بعد النصر. وتزامنًا مع العاشر من رمضان، أحبط الجيش المصري، بالتعاون مع الجيش السوري، أولى الضربات الجوية القوية.

وهذا يمكنها من السيطرة على الجو وتحقيق أهدافها في ساحة المعركة التي تحتلها إسرائيل. ولم يكن هجوم الجيشين المصري والسوري ادعاءً، بل كان حقًا في استعادة الأرض التي احتلوها منذ عام 1967. وكان الهجوم قويا وسريعا. واستهدف الجيش المصري كامل البلاد من جبهة “سينا” الفيروزية، فيما استهدف الجيش السوري هضبة الجولان، مما تفرق عمليات المراقبة للجيش الإسرائيلي. واستمرت هذه الحرب بين الطرفين 18 يومًا. والتي حققت بالفعل نجاحاً كبيراً في أيامها الأولى، حيث وجهت أيدي الجيشين المصري والسوري على العديد من أهدافهما، وكان لمصر، بحسب قائدها موشيه ديان، نصيب في التوغل واقتحام منطقة بارا المنيعة. ليف خط القوات المسلحة الإسرائيلية في ذلك الوقت. كما عبرت قناة السويس ودخلت سيناء على بعد 20 كيلومترا شرق القناة. ومن ناحية أخرى، سيطرت سوريا على مرتفعات الجولان وسهل الحولة وبحيرة طبرية في الأيام الأولى. كانت الحرب قوية جدا.

اتفاقية السلام والتحكيم الدولي

حتى استيقظت إسرائيل بالإمدادات ويد العون من حليفتها أمريكا وتمكنت بعد ذلك من فتح ثغرة الردع وتوجيه الهجمات على الجيش الثالث الميداني. إلا أن هذا الهجوم قوبل بهجوم واسع النطاق فشلت فيه قوات الاحتلال في اختراق مدينتي السويس والإسماعيلية، وبينما كان الدعم الأمريكي ولا يزال يقدم طوال الحرب، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من وقف تقدم القوات الإسرائيلية. الجيش المصري . ثم دعمت أمريكا الجيش الإسرائيلي بجسر جوي ضخم. ورداً على ذلك، قام الاتحاد السوفييتي بتسليم الإمدادات إلى مصر وسوريا. بل إن أمريكا سعت في 24 أكتوبر إلى التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، لكن مصر لم توافق على هذا الاتفاق في ذلك الوقت، بل وافقت على هذا الاتفاق في 28 أكتوبر. ثم استعادت مصر معظم أراضيها. وفي 26 مارس 1979، تم الاتفاق على توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. وبعد ذلك تم استكمال إعادة الأراضي المتبقية من خلال التحكيم الدولي في عامي 1982 و1989.

الأخوة العرب ودورهم البارز في حرب أكتوبر

وعندما ذكرنا في بداية حديثنا أنه لم يكن نصراً مصرياً فحسب، بل نصراً عربياً، كانت تلك حقيقة وليست مجاملة. رغم سرية بداية الهجوم والجهل بالتاريخ الحقيقي لاندلاع الحرب. لكن ما إن بدأت الحرب بين مصر وسوريا حتى ظهر المعدن العربي الأصيل وقدم كل سبل الدعم. وعن الدول التي ساندت الجيش المصري في هذه الحرب، وعن هذا الدور التاريخي الذي لم ينساه الشعب المصري ولن ينساه لأشقائه والذي يكشفه بكل فخر. وهم على النحو التالي:

  • أولاً: المملكة العربية السعودية: تبرعت المملكة بمبلغ مائتي مليون دولار لدعم ومساعدة هذا الجيش المصري. بالإضافة إلى ذلك، تم فرض حظر على صادرات النفط على الدول الغربية، مما أثر سلباً على الشؤون الداخلية والخارجية وأدى إلى أزمة طاقة كبيرة. جاء ذلك نتيجة لقاء الرئيس أنور السادات مع صاحب السمو الملك فيصل بن عبد العزيز. كما تم إرسال عشرين ألف جندي عبر جسر جوي إلى الجبهة الأخرى للجيش السوري.
  • ثانياً: دولة ليبيا: دولة واحدة قدمت مساعدات بقيمة مليار دولار للجبهتين خلال الحرب.
  • ثالثاً: دولة الجزائر: أما عن المساعدات التي قدمتها دولة الجزائر خلال الحرب فقد أرسلت سرباً من طائرات ميج 21 وميج 17 إلا أنها لم تشارك في أي عمليات أثناء الحرب.
  • رابعاً: دولة الكويت: أرسلت دولة الكويت إلى مصر خمس طائرات من طراز هوكر هنتر وطائرتين من طراز C130 Hercules لنقل الذخيرة. بالإضافة إلى ذلك، تم إرسال لواء دبابات آخر إلى الجبهة السورية.
  • خامساً: دولة السودان: كانت دولة السودان من أوائل الدول التي أعلنت دعمها الكامل لمصر وسوريا في حربهما ولم تعترض على نقل الأكاديميات العسكرية إلى بلادها.

دروس من الأسباب والعواقب

ولم تكن جمهورية مصر العربية معادية لأي من الدول المجاورة لها. لقد كانت دائما صادقة، دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وكان سبب دخول الجيش المصري هذه الحرب بهذه القوة هو استعادة ما سلب منهم وهو حقهم، وكانت هذه القوة لاستعادة أراضيهم المحتلة التي سلبت منهم بعنف وإهمال. لولا هذا الاحتلال لما شهدنا مثل هذه الحروب. واختتمت كلمتي بكلمات مؤثرة من الرئيس المصري محمد أنور السادات من قاعة الكنيست.

هناك لحظات في حياة الأمم والشعوب يجب فيها على من يتفوقون في الحكمة والبصيرة أن ينظروا إلى ما هو أبعد من الماضي وتعقيداته ورواسبه، لبناء الجسور إلى آفاق جديدة.

ونأمل من الله أن تنفع الحكمة والبصيرة حكام كل الأمم لتخفيف كل المعضلات أمام شعوبهم، دون التدخل في شؤون الآخرين أو خيانة جيرانهم. متابعينا الأعزاء، حديث نصر أكتوبر فيه مواضيع كثيرة جدًا، لكني حاولت قدر الإمكان أن أختبر كلامي بدقة وأستفيد منه. نتمنى لكم دائما كل التوفيق والنجاح والنصر.