سفير "محتجز" وملحق عسكري مطرود.. نفوذ فرنسا في أفريقيا يتآكل

بين سفير تحتجزه باريس في النيجر، وملحق عسكري غير مرغوب فيه في بوركينا فاسو، يستمر النفوذ الفرنسي في أفريقيا في التآكل.

أمر المجلس العسكري في بوركينا فاسو، في بيان له، الخميس، الملحق العسكري في السفارة الفرنسية إيمانويل باسكييه بمغادرة البلاد بسبب سلوكه “التخريبي”.

وهذه الخطوة هي أحدث علامة على تصاعد التوترات بين الدولة الواقعة في غرب إفريقيا ومستعمرتها السابقة فرنسا، منذ استيلاء حكومة عسكرية على السلطة في انقلابين العام الماضي.

وجاء في البيان المؤرخ يوم الخميس أنه يتعين على باسكييه وموظفيه مغادرة البلاد في غضون أسبوعين.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تحقق في تقارير تفيد بطرد ملحقها العسكري ولم تتمكن من التعليق على الفور.

وكانت الحكومة الانتقالية في بوركينا فاسو قد أمرت بالفعل السفير الفرنسي والمسؤولة الكبيرة في الأمم المتحدة باربرا مانزي بمغادرة البلاد. هناك أيضًا حملة تستهدف وسائل الإعلام الفرنسية.

في بداية العام الجاري، قال القائد إبراهيم تراوري، رئيس بوركينا فاسو المؤقت الذي وصل إلى السلطة بعد انقلاب نهاية سبتمبر من العام الماضي، وهو الثاني خلال ثمانية أشهر، لمجموعة من الطلاب إن “الكفاح من أجل لقد بدأت السيادة”.

وبعد يوم من هذا التصريح، ألغت حكومة بوركينا فاسو الاتفاق الذي ينظم تواجد القوات المسلحة الفرنسية على أراضيها منذ عام 2018.

وكانت فرنسا القوة الاستعمارية السابقة في عين العاصفة في بوركينا فاسو خلال الأشهر القليلة الماضية، كما فقدت نفوذها العسكري في مالي المجاورة.

وتواجه باريس، التي كانت ذات يوم حليفا تقليديا لدول الساحل الناطقة بالفرنسية، ضغوطا متزايدة من منتقدين يتهمونها بممارسة الاستعمار الجديد ويطالبون بعلاقات أوثق مع موسكو.

وبعد الانقلابين في مالي وبوركينا فاسو، جاء دور النيجر، حيث عزلت فرنسا في بلدان كانت تعتبر الفناء الخلفي لباريس.

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، إن السفير الفرنسي لدى النيجر “محتجز” لدى الجيش الحاكم، لافتا إلى أن الطعام الذي يتناوله هو “حصص عسكرية”.

وقال ماكرون خلال زيارته لمنطقة سومور-أون-أوكسوا بوسط شرق فرنسا: «في النيجر، في هذه اللحظة التي أتحدث إليكم فيها، لدينا سفير وموظفون دبلوماسيون رهائن في السفارة الفرنسية». مضيفا أن العسكريين الذين أطاحوا بالرئيس محمد بازوم في 26 يوليو (الماضي) “ينكرون (هذا) الطعام، والسفير يأكل حصص العسكريين”.

وتؤيد فرنسا خطط المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) للتدخل العسكري في النيجر لإعادة بازوم إلى السلطة.

وتعهدت بوركينا فاسو ومالي بالوقوف إلى جانب النيجر إذا قامت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بعمل عسكري

2a02-4780-11–4f

جزيرة إم آند إم