الإمارات وفلسطين في ذكرى اتفاق "إبراهيم".. دعم ثابت وعطاء لا ينضب

ويعكس الدعم المستمر للقضية الفلسطينية التعهدات الطويلة الأمد التي قطعتها القيادة الإماراتية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومطالبه المشروعة.

واليوم، بعد مرور 3 سنوات على الاتفاق الإبراهيمي الذي تم توقيعه في البيت الأبيض، ومع تغيير الحكومة الإسرائيلية 3 مرات، تم حذف قرار ضم الضفة الغربية بالكامل من جدول أعمال تل أبيب.

ومع رحيل الإدارة الأميركية ووصول إدارة جديدة، هناك ما أثبتته دولة الإمارات العربية المتحدة وهو أنه حتى لو أبرم العرب اتفاقات سلام مع إسرائيل، فإنهم لم ولن يتركوا الفلسطينيين.

وقال دبلوماسي غربي كبير لـ«»: إن «شرط الإمارات للسلام مع إسرائيل كان واضحاً، وهو وقف ضم إسرائيل لأراضي الضفة الغربية، وهو ما تم وما زال قائماً رغم تغير الحكومات الإسرائيلية».

وأضاف الدبلوماسي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته: “لكي نكون واضحين، شكل الموقف الإماراتي منذ ذلك الحين نموذجًا للدول التي تسعى إلى بناء علاقات مع إسرائيل. فهي، مثل الإمارات، تريد العودة لمصلحة فلسطين في أي اتفاق تعقده”. ويختتم مع إسرائيل.”

ولم يكن تجنب الضم هو الشيء الوحيد الذي تمكنت الإمارات من تحقيقه من خلال اتفاقها مع إسرائيل. لقد كان ذلك مع الفلسطينيين في لحظات حاسمة، وهو ما عبرت عنه مواقفهم السياسية، وأيضاً في رئاستهم لمجلس الأمن الدولي.

صوت قوي وأيادي بيضاء

وتردد صدى صوت الإمارات بشكل واضح وقوي في إسرائيل، بإدانتها لمحاولة تل أبيب تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم للمسجد الأقصى، والاعتداءات على المسجد من قبل المتطرفين إيتامار بن جفير، وإدانتها الشديدة الاستيطان وعنف المستوطنين.

وكانت الإمارات أول من مد يد العون للفلسطينيين في حوارة جنوب نابلس بعد اعتداءات المستوطنين، كما كانت أول من قدم الدعم لمخيم جنين شمال الضفة الغربية بعد العملية العسكرية الإسرائيلية ضد المخيم. .

وامتدت الأيادي البيضاء الإماراتية للفلسطينيين من رفح جنوبا إلى جنين شمالا.

وكانت الإمارات أعلنت في يونيو الماضي عن مساهمتها بمبلغ 20 مليون دولار أمريكي (73.6 مليون درهم) لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

وترغب وكالة الأمم المتحدة في توفير التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين

ورغم أن الاتفاقيات أكدت أن العرب لا يتركون الفلسطينيين ولن يغادروا، إلا أن ثمار السلام انتشرت أيضاً إلى شعوب الدول الموقعة على هذه الاتفاقيات.

ولعل آخر هذه المواقف هو الاعتراف الرسمي الإسرائيلي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، بعد أن كانت الولايات المتحدة الأمريكية أول من اعترف بهذه السيادة.

كما بشرت اتفاقيات إبراهيم بعصر جديد من التجارة العالمية، وامتدت عواقبها حتى إلى شعوب الدول التي لم تنضم إلى الدول الموقعة على الاتفاقيات. ونمت التجارة بين هذه الدول وتم التوقيع على العشرات من الاتفاقيات المالية والاقتصادية الثنائية لتسهيل التجارة. والاستثمارات، مما انعكس إيجاباً على المواطنين.

وفي هذا الصدد، وقعت الإمارات اتفاقية تجارة حرة مع إسرائيل ستكون نموذجا لاتفاقية مماثلة تجري مناقشتها بين إسرائيل والبحرين، دون استبعاد المزيد من الاتفاقيات.

القفز في الأرقام

ورغم أن الأرقام تتحدث عن نفسها، فإن حجم التجارة الثنائية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023 بلغ 1.291 مليار دولار، بزيادة قدرها 41.59% عن الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022.

في حين بلغ حجم التجارة الثنائية بين إسرائيل والبحرين في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023، 5.2 مليون دولار، بزيادة قدرها 23.81% عن الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022.

وبلغ حجم التجارة الثنائية بين إسرائيل والمغرب 33.4 مليون دولار خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023، أي بزيادة قدرها 110.06% مقارنة بالأشهر الخمسة الأولى من عام 2022.

وفي الأشهر الخمسة الأولى من عام 2023، بلغت التجارة الثنائية بين إسرائيل ومصر 135 مليون دولار، بزيادة قدرها 4.57% عن الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022.

والأكثر من ذلك أن اتفاقيات السلام فتحت الأفق لمناقشة مشاريع الربط الضخمة التي تفتح الحواجز بين الدول والتي يشعر جميع المواطنين بفوائدها.

وتم إطلاق خطوط جوية مباشرة بين دول اتفاق إبراهيم، مما أتاح لأعداد كبيرة من مواطني هذه الدول تبادل الزيارات لأول مرة.

لقد فتحت اتفاقيات إبراهيم الطريق أمام المزيد ونفس المبادئ، مما دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعيين مبعوث خاص لتوسيع هذه الاتفاقيات، وهو دانييل شابيرو.

2a02-4780-11–4f جزيرة إم آند إم