قيس سعيد يفضح فساد إخوان تونس.. أموال منهوبة وقروض بلا ضمانات

بينما أصلحت تونس ما ألحقته حركة النهضة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، من أضرار على مدى العقد الماضي، بدأت في محاسبة المتورطين في فضائح الفساد المالي التي كلفت الدولة الإفريقية خسائر بالمليارات للحفاظ على سلطتها.

وكان أحدهم رجل الأعمال التونسي والبرلماني السابق عن جماعة الإخوان محمد فريخة، الذي أصبح ملفه الآن على طاولة الرئيس قيس سعيد، في إطار محاسبة كل من نهب أموال الدولة لمصالح شخصية وخدمة الوطن. مصالح التنظيم الإرهابي.

ومساء الخميس، زار الرئيس التونسي قيس سعيد، مقر البنك الوطني الفلاحي (حكومة)، رفقة أعضاء لجنة التحليل المالي، لكشف فساد فريخة وسرقة أموال الدولة، قائلا إنه أعد شخصيا ملفا عن مرتكبيه مخالفات البنك عند منح القروض للأشخاص بدون ضمانات.

وقال الرئيس التونسي إن البنك كان موجودا تاريخيا لدعم القطاع الفلاحي وصغار الفلاحين والمزارعين ومنحهم قروضا بدون فوائد، “لكن الأموال خصصت لقروض لحيتان كبيرة وأشخاص وشركات وهمية دون ضمانات، وأحيانا بضمانات”. الضمانات الشكلية، وهو ما يعتبر مخالفة للقانون وإهدارا للمال العام”، على حد تعبيره.

واطلع الرئيس سعيد على بعض المستندات التي اطلع عليها المختصون في لجنة التحليل المالي حول القروض التي منحها البنك للناس بملايين الدنانير دون إعطاء ضمانات، ودون وجود معاملات مصرفية في حساباتهم، ومن ثم منح قروضا جديدة بفائدة على الديون القديمة.

قروض بالمليارات

وتساءل الرئيس سعيد: “كيف تمنحون قروضا بالمليارات وأغلب الفلاحين يشكون من أزمة مالية وتبعات الأوبئة الطبيعية؟ كيف تقدمون قروضا دون ضمانات؟ كيف تقبل مؤسسة مصرفية إعطاء هذا النوع من القروض عندما تكون الدولة في وضع حرج”. معاناة أزمة مالية؟ لا ينبغي أن يستمر الأمر كما هو”. قال: “إنه كذلك”.

وشدد الرئيس سعيد على أن “تونس في حرب ضد الفساد ويجب تنظيف الإدارة والبلاد”، مضيفا: “نحن مؤتمنون على أموال التونسيين (…) بنك الفلاحين هو بنك عمومي لا يجب أن يتم التعامل معها في إطار الشفافية والحفاظ على حقوق الجميع.. يجب ملاحقة المخالفين جنائياً». لأن ما حدث يدخل في خانة الفساد المالي.. الأموال المسروقة يجب استرجاعها”.

وتساءل أيضا كيف حصلت شخصية معروفة على قرض بقيمة 24 مليون دينار (نحو 8 ملايين دولار) بدون ضمانات ثم اقترضت مبلغا جديدا لتسديد رصيد الدين الأصلي، إضافة إلى شخص ثان انضم إلى مجال العمل. الصحافة ويدعي الدفاع عن حرية التعبير للحصول على المال العام، بحسب قوله.

وطالب قيس سعيد مدير البنك بمتابعة كافة المخالفات وإحالة الملفات إلى القضاء لملاحقة كل من استولى على المال العام.

وأوقفت السلطات التونسية، مساء الثلاثاء، فريكة في قضية فساد مالي تتعلق بالشركة النفطية الحكومية “عجيل”، مع رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني، ما أدى إلى انكشاف أمرها. جرائمه من خلال حصوله على قروض من مؤسسة مصرفية حكومية دون ضمانات، ودون سدادها.

عندما كان الهاروني وزيرا للنقل، أعطى شركة الطيران الخاص سيفاكس للطيران -لصاحبها النائب السابق في البرلمان الإخواني محمد فريخةوقود كيروسين بقيمة 20 مليون دينار من المال العام في العام 2012، في عصر الإخوان، في ملف إرسال الإرهابيين إلى بؤر التوتر، والذي بدأت التحقيقات فيه. في يناير 2022.

من هي فريخة؟

وانتمى فريخة إلى حركة النهضة، وكتلتها الحزبية في البرلمان، خلال الدورة التشريعية 2014-2019، قبل أن يترشح مستقلا للانتخابات الرئاسية 2019، لينسحب بعد فشله منذ الجولة الرئاسية الأولى للحياة السياسية.

فريخة من أبرز رجال الأعمال في تونس. ولد بصفاقس سنة 1963.

زاول تعليمه في فرنسا في مدرسة لويس لو غراندي الإعدادية للمهندسين، ثم مدرسة المهندسين عام 1984، ثم المدرسة الوطنية العليا للاتصالات بباريس بين عامي 1986 و1988. أسس مجمع تلنات عام 1994، وفي عام 2011 قام أعلن عن تأسيس شركة الطيران “Sivax Airlines”.

قررت النيابة العامة في مكتب عدالة مكافحة الإرهاب، بتاريخ 12 سبتمبر 2022، القبض على رجل الأعمال محمد فريخة واحتجازه على ذمة التحقيق في قضية ترحيله إلى بؤر التوتر، بعد أن اتهم شركة الطيران التابعة له “سيفاكس إيرلاينز”. يشتبه في قيامهم بترحيل إرهابيين إلى سوريا وليبيا.

وفي اليوم ذاته، أصدر قاضي التحقيق قرارا بالإفراج عن محمد فريخة، وتأجيل جلسته إلى أجل لاحق، بعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى.

ومنذ ذلك الحين، لم يتم التعرف على مكان إقامة فريخة حيث رجح المشتبه بهم أن فريخة فرت من البلاد.

2a02-4780-11–4f جزيرة إم آند إم