كلاشينكوف ودرونز.. الحرب تعدل "دروس" طلاب أوكرانيا (صور)

إنهم لا يحاولون فك معادلة رياضية أو فهم البيانات التاريخية أو حتى اللغوية، بل يركزون على معالجة الأسلحة ومحاولة السيطرة على المسيرات.

هذا هو محتوى دروس الطلاب الأوكرانيين في زمن الحرب، ففي تلك الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية تحولت الدروس إلى ورش عمل أو ما يشبه الجبهات الافتراضية تضعهم في ظروف قتالية وتعلمهم كيفية التعامل معها.

وهناك، وتحديداً في المركز العسكري الوطني في لفيف غربي أوكرانيا على الحدود مع بولندا، تغيرت جداول الطلاب ولم تعد مقتصرة على المواد التقليدية التي يدرسها أقرانهم حول العالم.

بسبب الحرب المستعرة في بلادهم منذ فبراير 2022، تخلت الفصول الدراسية عن موادها الروتينية، واضطرت الجداول الزمنية إلى تحمل العبء الذي يفرضه الصراع الذي يمكن أن يستمر لفترة طويلة.

وفي ذلك المركز الذي ينقسم إلى قاعات فسيحة مخصصة للتدريب العملي وأخرى بمساحة أقل للتدريب النظري، تقوم طالبة بفحص بندقية كلاشينكوف AK-47، السلاح الروسي الأكثر شهرة وانتشارا واستخداما في العالم أجمع.

يبدأ الدرس بشرح مفصل لمكونات البندقية يقدمه المدرس الذي يقوم في المرحلة الأولى بتفكيك السلاح ونشر قطعه أمام الطلاب ثم إعادة تجميعه قبل استكماله بالرصاص المطاطي تمهيدا مع توضيح كيفية التعامل معها واستخدامها.

في هذه الأثناء يصطف الطلاب منتبهين لكل تلك التفاصيل الدقيقة، قبل أن يمروا واحدًا تلو الآخر أمام المدرب ليكرر ما فعله، بينما الرجل النشط لا يتردد في التدخل في كل مرة يرتكب فيها الطالب خطأً. حركة.

وفي نهاية الدرس الأول، ينتقل الطلاب إلى درس ثانٍ، يتضمن هذه المرة التحكم في الطائرات بدون طيار عن بعد، من خلال برامج خاصة مثبتة في أجهزة الكمبيوتر وآلات التحكم الشبيهة بالألعاب.

التدريبات والدروس تحول هدوء هذه القاعات الفسيحة إلى اضطراب وضجيج، تتخلله أصوات الطلاب الذين يقفزون فرحًا بإنجاز ما أو يبكون شكوى من فشل أو خطأ عرضي.

حملات التعبئة

وفي أغسطس/آب الماضي، حثت أوكرانيا مواطنيها المجندين على تحديث بياناتهم في مكاتب الجيش، “للتغلب على مخاوفهم” في حملة تجنيد بدأت مع استمرار الهجوم المضاد.

وتأتي هذه الحملة في وقت من المرجح أن تواجه أوكرانيا تحديات صعبة على صعيد التجنيد، فيما تشهد مرحلة من الإرهاق في حربها مع روسيا المستمرة منذ نحو 18 شهرا.

وفي ذلك الوقت، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، هانا ماليار، إن الحملة اعتمدت على مقاطع فيديو وصور جيدة الإنتاج لجنود بارزين مع شهاداتهم التي تصف كيف تغلبوا على الخوف.

وأضاف ماليار: “كلنا بشر وكلنا تغلبنا على هذا الخوف من أجل النصر”، داعياً المواطنين في سن التجنيد إلى تحديث بياناتهم الشخصية في مكاتب الخدمة.

وأشارت إلى أنه لن يكون هناك تجنيد تلقائي لكل من يقوم بتحديث بياناته، ولن ينتهي بهم الأمر جميعاً إلى ساحات القتال.

وفي فبراير 2022، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التعبئة العامة لمواجهة القوات الروسية، وكان جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا في متناول النداء.

عات:جدا:bb::cf

جزيرة إم آند إم