الطحالب الحمراء والبقر.. هل تقل انبعاثات الميثان؟

تطلق الأبقار والماشية كميات كبيرة من غاز الميثان، ويحاول العلماء تسخير أنواع معينة من الطحالب الحمراء؛ للحد من تلك الانبعاثات.

تطلق البقرة ما بين 70 إلى 120 كيلوجرامًا من غاز الميثان سنويًا، نتيجة رشفها أو تقطيرها، والميثان هو الغاز المسؤول عن ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وتساهم الماشية والأبقار بكمية كبيرة في ذلك. وظهرت العديد من المبادرات التي تدعو إلى تجنب اللحوم أو التقليل منها في النظام الغذائي، لكن ذلك لم يثني الناس عن التخلي عن اللحوم، التي تعد من أكثر الوجبات التي يبحث عنها الناس. فكيف نأكل اللحوم دون الإضرار بالبيئة وإطلاق غاز الميثان في الغلاف الجوي؟ وقامت مجموعة بحثية من كلية العلوم الزراعية بجامعة أوبسالا في السويد بدراسة هذا الأمر، ووجدوا أن بعض الطحالب الحمراء يمكن أن تقلل من إنتاج غاز الميثان الذي ينشأ من فضلات الأبقار.

القليل من الطحالب الحمراء

واستخدم الباحثون نوعاً من الطحالب الحمراء واسمها العلمي Asparagopsis Taxformis، والتي تعيش في المياه الاستوائية الدافئة. ووضعوه على براز القهوة ووجدوا أنه يمنع البراز من إطلاق ما يقرب من نصف كمية الميثان التي يطلقها عادة. النتائج التي توصلوا إليها في يوليو 2023.

في العلف أو النفايات؟

تحتوي هذه الطحالب على مركب، وهو مادة تمنع تكوين الميثان عن طريق تثبيط إنزيم معين في الأمعاء أثناء هضم الطعام، وهذا يقلل من كمية غاز الميثان. وفي هذا الصدد، يفكر الباحثون منذ عدة سنوات في إضافة الطحالب الحمراء إلى غذاء الأبقار، إلا أنهم وجدوا أن هناك ضريبة كبيرة، مما يزيد من نسبة اليود في تلك الأبقار، وتزداد نسبة اليود بشكل عام، والتي يمكن أن تسبب مشاكل صحية للأشخاص، منها: التهاب الغدة الدرقية، ويمكن أن تتطور الحالة إلى السرطان. ومن ناحية أخرى، يبدو أنه عندما يتم وضع هذه الطحالب في غذاء الأبقار، فإن كمية الميثان المعوية تنخفض فعليا، ولكن الكمية الموجودة في الفضلات لا تقل.

وفكرت المجموعة البحثية في إضافة الطحالب إلى النفايات هذه المرة، ومراقبة ما يحدث، ووجدوا أن إضافة الطحالب الحمراء إلى الميثان يقلل إنتاج الميثان بنسبة 44%. هذه نتيجة جيدة جدا لكن ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الطريقة هي الحل الأفضل أم أنه يمكن إجراء بعض التعديلات الأخرى وتطوير الفكرة. وأخيرا فكرة إضافة مثل هذه الطحالب موجودة ولكن طريقة استخدامها مختلفة.