كيم في طريقه لروسيا بـ"القطار".. هل يخشى الزعيم الطائرات؟

في أول رحلة له خارج بلاده منذ 4 سنوات، غادر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بيونغ يانغ على متن “قطار” متوجه إلى روسيا.

ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس فلاديمير بوتين، بحسب وسائل إعلام رسمية كورية شمالية، في وقت مبكر من الثلاثاء.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية في كوريا الشمالية: “غادر كيم بالقطار بعد ظهر الأحد لزيارة الاتحاد الروسي”.

وأضافت: “كان كيم برفقة مسؤولين كبار من الحزب الحاكم في كوريا الشمالية والقوات المسلحة”.

وكانت رحلته الأخيرة خارج البلاد أيضا إلى روسيا عندما التقى بوتين قبل 4 سنوات في شرق البلاد، حيث لم يغادر كوريا الشمالية منذ تفشي فيروس كورونا.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية لكوريا الشمالية إن كيم “سيزور قريبا الاتحاد الروسي بدعوة من بوتين”.

وأضافت أن “الرفيق المحترم كيم جونغ أون سيلتقي ويجري محادثة مع الرفيق بوتين خلال الزيارة”.

بدوره، أكد الكرملين الاثنين أن “كيم سيزور روسيا خلال الأيام المقبلة”.

ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونهاب عن مسؤول لم تذكر اسمه قوله إن “أجهزة المخابرات تعتقد أن القطار الذي يتحدث عنه كيم جونغ أون يتجه إلى فلاديفوستوك”.

وقالت هيئة الإذاعة YTN إن سيول “تتوقع أن يعقد الزعيم كيم اجتماعا مع الرئيس الروسي بوتين بعد غد”، وهو الأربعاء.

قطع طريق “التكهنات”

وينهي هذا الإعلان أيامًا من التكهنات حول الزيارة، بعد أن أخبر مسؤولون أمريكيون وآخرون صحيفة نيويورك تايمز في نهاية الأسبوع الماضي أنه من المرجح أن يسافر كيم بقطار مصفح إلى فلاديفوستوك لإجراء محادثات مع بوتين حول صفقات الأسلحة مع بوتين.

وروسيا، الحليف التاريخي لبيونغ يانغ، داعم رئيسي لكوريا الشمالية المعزولة منذ عقود، وتعود علاقاتهما إلى تأسيس كوريا الشمالية قبل 75 عاما.

وأشاد بوتين “بدعم بيونغ يانغ الثابت للعمليات العسكرية الخاصة ضد أوكرانيا” في تموز/يوليو، في حين أن كوريا الشمالية وزعيمها كيم من أشد المؤيدين لعملية موسكو في أوكرانيا.

وتخشى الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، من احتمال لجوء بيونغ يانغ إلى تزويد روسيا بالصواريخ والقذائف.

وحذر البيت الأبيض كوريا الشمالية هذا الشهر من أنها “ستدفع الثمن” إذا زودت موسكو بالأسلحة اللازمة لحربها في أوكرانيا.

وقالت واشنطن إن “روسيا قد تستخدم أسلحة من كوريا الشمالية لمهاجمة الإمدادات الغذائية الأوكرانية والبنية التحتية للتدفئة عندما يأتي الشتاء، في محاولة لاحتلال أراضي تابعة لدولة أخرى ذات سيادة”.

مواصفات “كيم ترين”

سلط تقرير كوري جنوبي الضوء على قطار الزعيم الكوري الشمالي، مؤكدا أن لديه ما لا يقل عن 90 عربة قطار مؤمنة تحت تصرفه.

وأشارت إلى أنه عندما يقرر كيم السفر إلى الخارج، فإنه سيحرك ثلاثة قطارات، قطار أمامي للأمن، يليه القطار الذي يحمل الزعيم، ثم ثالث به المزيد من الحراس الشخصيين والإمدادات.

وعربات هذه القطارات مضادة للرصاص، مما يجعلها أثقل بمئات الكيلوغرامات من القطارات العادية.

وهذا يقلل من سرعتها، حيث تقدر السرعة القصوى لقطارات قادة كوريا الشمالية بـ 37 كيلومترا فقط في الساعة.

وإلى جانب المسؤولين، يرافق كيم عادة حوالي 100 ضابط أمن في القطار الأمامي، حيث يقومون باستكشاف المحطات بحثًا عن أي قنابل أو تهديدات من أي نوع، واختبار أمان المسارات.

تقدم الصور النادرة في وسائل الإعلام الكورية الشمالية لمحات من داخل القطار: عربة مجهزة لتصبح غرفة مؤتمرات، وعربة أخرى مجهزة كغرفة لتناول الطعام والترفيه.

وشوهد كيم جونغ أون ذات مرة وهو يحضر مأدبة في القطار، حيث ارتدى بعض رجال الاستعراض أزياء رسمية وأدوا عرضا فنيا.

كما كشف مسؤول روسي سافر بالقطار عام 2011 أنه بالإضافة إلى المشروبات الكحولية الفاخرة، كانت هناك أيضًا جميع أنواع المأكولات والمشروبات من المطبخ الكوري والياباني والصيني والروسي.

هل هو خائف من الطائرات؟

وكان كيم معروفا بتفضيله السفر بالقطار في الرحلات الدولية، وكان والده وسلفه كيم جونغ إيل يخافان من الطيران.

وقال يانغ مو جين، رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول، إن “التقارير تشير إلى أن الزعيم الحالي ليس لديه ثقة في طائراته ويشعر بالقلق إزاء احتمال قيام واشنطن بقصف جوي”.

وفي عام 2019، عاد كيم إلى القطار في رحلة استغرقت 60 ساعة من هانوي إلى بيونغ يانغ بعد انهيار قمة مع الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.

وبحسب التقارير، كان يشير إلى “الإرهاق الجسدي الناتج عن قضاء ساعات طويلة على المسار”.

صفقة أسلحة؟

ويعتقد الخبراء أن اللقاء المرتقب بين الزعيمين في مدينة فلاديفوستوك بأقصى شرق روسيا قد يركز على صفقة أسلحة.

وتستضيف فلاديفوستوك المنتدى الاقتصادي الشرقي حتى الأربعاء.

ويقول مراقبون إن بوتين يحاول الحصول على قذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات من كوريا الشمالية، لمساعدته في العملية العسكرية في أوكرانيا.

في غضون ذلك، تقول التقارير إن “كيم يبحث عن تكنولوجيا متقدمة للأقمار الصناعية والغواصات النووية”، بالإضافة إلى المساعدات الغذائية للدولة الفقيرة.

الزيارة في عيون الخبراء

وفيما يتعلق بالزيارة، قال أندريه لانكوف، الخبير في شؤون كوريا الشمالية بجامعة كوكمين في سيول، إن “قمة بوتين جزء من ابتزاز موسكو الدبلوماسي الناعم لسيول، لأن روسيا لا تريد أن تزود كوريا الجنوبية كييف بالأسلحة”.

وتعد سيول مصدرا رئيسيا للأسلحة، وقد باعت دبابات إلى بولندا، حليفة كييف، لكن السياسات الداخلية القائمة منذ فترة طويلة تمنعها من بيع الأسلحة إلى البلدان التي تشهد صراعات نشطة.

وأضاف لانكوف لوكالة فرانس برس أن “المصدر الرئيسي للقلق بالنسبة للحكومة الروسية الآن هو شحنة ذخيرة محتملة من كوريا الجنوبية إلى أوكرانيا، وليس مجرد شحنة واحدة، بل عدد كبير من الشحنات”.

في غضون ذلك، رأى تشيونغ سيونغ تشانغ، الباحث في معهد سيجونغ، أنه “إذا وسعت كوريا الشمالية تعاونها العسكري مع روسيا، فإن احتمالات نشوب صراع طويل الأمد في أوكرانيا ستزداد”.

وأضاف سيونغ تشانغ لوكالة فرانس برس أن “مكافأة بيونغ يانغ على مساعدة موسكو قد تعني أن التقدم في الغواصة النووية لكوريا الشمالية وتطوير أقمار الاستطلاع الصناعية يمكن أن يستمر بوتيرة أسرع”.