"عين دكوك" في تونس.. محمية صحراوية للتنوع البيولوجي الفريد

وفي تطاوين أقصى جنوب تونس توجد محمية عين دكوك التي تعتبر من أجمل مناطق البلاد لما تتمتع به من سحر سحري يأسر السياح.

وتقع هذه المحمية حول مجرى عين ملحة، وتبلغ مساحتها 5700 هكتار، وتضم حاليا عددا من الحيوانات البرية النادرة، مثل سمك أبو سيف المهددة بالانقراض، والوداد (الخروف البربري) والغزال، إضافة إلى الأرانب والذئاب. والثعالب والحيوانات الأخرى.

كما تضم ​​المحمية متحفًا للآلات الزراعية التقليدية البدائية يعود تاريخها إلى مئات السنين، بالإضافة إلى معرض للأزياء البدوية والأمازيغية والمفروشات القديمة والخيام وعدد من الحيوانات البرية المحنطة التي كانت موجودة بالمنطقة منذ القدم. .

وإلى جانب هذه المحمية يوجد منتزه سياحي ترفيهي بمساحة 310 هكتار، يحتوي على مسارات ومساحات ثقافية ورياضية، بالإضافة إلى بعض الوحدات الخدمية، ليصبح مقصداً للسياح للاستمتاع بجمال الصحراء وخصائصها ووظائفها، وجمال العمارة الأمازيغية.

تطاوين أو تطاوين (مع كسرة على التاء) هي كلمة أمازيغية تعني العيون الجارية. تعتبر تطاوين من أقدم المدن التونسية، حيث يعود تاريخ الحضارة الإنسانية إلى آلاف السنين. وتم اكتشاف معالم تاريخية هناك، منها كهوف صخرية تحمل رسومات على جدرانها وأسقفها يعود تاريخها إلى أكثر من 5000 عام. سنة قبل الميلاد

تم اكتشاف آثار وبقايا لأنواع مختلفة من الديناصورات في قرية قصر الحدادة ووادي الخيل.

تعود أشكال الحياة البشرية في المنطقة إلى العصور القديمة، وهذا ما تؤكده المواقع الأثرية الكثيرة التي تم اكتشافها في قلب الصحراء، مثل “طيرات، وعين الدك، والدويرات، وغمرسان”، حيث تم العثور على الكهوف التي كان يستخدمها أولئك الذين عاشوا هناك قبل المسيح.

أكبر المشاريع

وقال شكري الحربي، الباحث في المجال البيئي، إن تونس تحتوي على 17 متنزها و27 محمية طبيعية، ويجب الحفاظ عليها لتحقيق التوازن البيئي.

وأكد في تصريحات لـ”” أن محمية عين دكوك تعتبر مشروعاً ضخماً، موضحاً أن هذه المحمية تساعد على الاهتمام بالبيئة والطبيعة والحفاظ على الغطاء النباتي الصحراوي وحماية الحيوانات والنباتات البرية.

وأشار إلى أن هذه المحمية الطبيعية أنشئت عام 1995، وتم تسييجها وتجهيزها وحفر عدد من الآبار.

وأوضح أن السياحة في مدن الجنوب التونسي تشهد تطورا ملحوظا ولها آفاق واعدة، وتتمتع تطاوين بجزء كبير منها، لوجود “متاحف طبيعة” في غاية الجمال منتشرة حولها، تتيح للسائح رؤية الماضي من خلاله. عيون الحاضر.