ارتكب جريمته منذ قرون.. مهرجان لحرق "أشهر خائن أمريكي"

يجتمع المئات كل عام في نيو لندن بولاية كونيتيكت لحرق الخائن بنديكت أرنولد، رغم مرور قرون على جريمته الشنيعة.

منذ ما يقرب من قرن من الزمان، أقامت مدن مثل نيويورك وبوسطن وفيلادلفيا مهرجانات سنوية لحرق تماثيل الخونة، وفقًا لصحيفة نيويورك بوست.

وأصبح المهرجان جزءا من تراث ولاية كونيتيكت، حيث عاد إلى العمل العام الماضي بعد تعليقه بسبب الوباء.

وقال فيكتور تشيبوريس، أحد منظمي المهرجان: “هذا المشروع، وتحديداً الاستجابة، ونوع التعطش لاستعادته، كان ضخماً، وكان الاهتمام به هائلاً”.

يسير المشاركون، الذين يرتدي بعضهم أزياء قديمة، مع فرقة طبول في شارع بانك في نيو لندن إلى متنزه ووترفرونت، حيث يقول عمدة المدينة، مايكل إي باسيرو، “تذكروا لندن الجديدة”، ويشعلون النار في الدمية.

ولد بنديكت أرنولد في مستعمرة كونيتيكت وكان جنرالا في الجيش الأمريكي خلال حرب الاستقلال. حارب مع الجيش القاري الأمريكي، وأظهر نفسه بذكائه وشجاعته.

وشملت أفعاله الاستيلاء على حصن تيكونديروجا في عام 1775، والتكتيكات الدفاعية في معركة جزيرة فالكور على بحيرة شامبلين في عام 1776 (والتي أعطت القوات الأمريكية الوقت لإعداد الدفاعات في نيويورك)، ومعركة ريدجفيلد في ولاية كونيتيكت (ارتقى لاحقًا إلى رتبة لواء)، وقاد عمليات الإغاثة لحصار حصن ستانويكس، بالإضافة إلى دوره المهم في معركة ساراتوجا المحورية عام 1777، أصيب في ساقه، منهية مسيرته العسكرية التي توقفت لعدة سنوات.

على الرغم من نجاحات أرنولد، اتهمه خصومه في الدوائر العسكرية والسياسية بالفساد وجرائم أخرى، مما جعله ينشق لاحقًا عن الجيش البريطاني ويسلم فورت ويست بوينت في نيويورك (التي أصبحت بعد عام 1802 موقعًا للأكاديمية العسكرية الأمريكية)، والتي تطل على تيارات نهر هدسون (النهر الذي تعلوه مدينة نيويورك المحتلة من قبل البريطانيين)، للقوات البريطانية.

لكن تم الكشف عن هذه الخطة في سبتمبر 1780 عندما ألقت القوات الأمريكية القبض على الرائد البريطاني جون أندريه وبحوزته أوراق تكشف المؤامرة. علم أرنولد باعتقال أندريه وهرب عبر نهر هدسون على متن المدمرة البريطانية نسر، وكاد أن يفشل في إنقاذ قوات جورج واشنطن، التي تم تحذيرها من المؤامرة.

وسرعان ما أصبح اسم بنديكت أرنولد إشارة إلى الخيانة في الولايات المتحدة لأنه خان مواطنيه من خلال قيادة الجيش البريطاني إلى المعركة ضد الرجال الذين قادهم ذات يوم.