أوجه الشبه بين زلزال المغرب وكارثة تركيا وسوريا.. معاناة تكسر القلب

أعاد الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب الذكريات المؤلمة للزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير الماضي.

ورغم الفارق الكبير في قوة الزلزالين وحجم الدمار وعدد الضحايا، إلا أن هناك أوجه تشابه بين الزلزالين المدمرين.

الدمار في الليل

وفي المغرب، وقع الزلزال مساء الجمعة 8 سبتمبر عند الساعة 23:11 بالتوقيت المحلي، وبلغت قوته 7.2 على مقياس ريختر.

وفي زلزال تركيا ضرب الزلزال أجزاء من تركيا وسوريا فجر الاثنين 6 فبراير 2023، وبلغت قوته 7.8 على مقياس ريختر.

عدد كبير من القتلى والجرحى

ويتشابه الزلزالان أيضًا من حيث أنهما سرعان ما أرسلا الآلاف إلى قوائم القتلى والجرحى.

كما خلف الزلزالان كوارث إنسانية مدمرة، وتشريد مئات الآلاف في وقت قياسي، وسلب الأطفال الأبرياء أسرهم ومنازلهم.

خلّف الزلزال الذي ضرب المغرب، الجمعة، آثارا مدمرة كثيرة ومئات القتلى والجرحى، مع احتمال ارتفاع حصيلة الضحايا.

أعلن التلفزيون المغربي أن حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد ارتفعت إلى 1037 قتيلا و1300 جريح.

وفيما يتعلق بالزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، فقد وثقت الجهات المختصة حصيلة القتلى جراء الزلزال المدمر بـ50 ألفاً.

لقطات إنسانية

ومن أبرز المشاهد التي يتشابه فيها الزلزالان هو العدد الكبير من المشاهد البشرية التي خلفها كل زلزال.

كما يشبه الزلزالان الكثير من المشاهد القاسية، وتم تسجيل وتوثيق صور صارخة ومأساوية لمعاناة المتضررين من الزلزال على شبكات التواصل الاجتماعي.

ووزعت خلال الساعات الماضية مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو توثق معاناة المغاربة المتضررين من الزلزال. ومن بين الصور المؤلمة، صورة تظهر عددا من المرضى في أحد مستشفيات مدينة مراكش، وهم نائمون. على الأسرة في الهواء الطلق. وتم نقل المرضى إلى الساحات خارج المستشفى خوفاً من انهيار المبنى عليهم.

أجبر الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا أفراد البلدين على ترك منازلهم والاحتماء في الشوارع، وذلك بسبب شدة الزلزال وحجم الدمار الذي أحدثه.

ووثقت مقاطع فيديو العديد من اللحظات الإنسانية، أبرزها خروج سكان دار رعاية المسنين إلى العراء وسط درجات حرارة شديدة الانخفاض.

انهيار المعالم الأثرية

وأدى الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا إلى إلحاق أضرار بالقلعتين التاريخيتين في مدينتي غازي عنتاب التركية ومدينة حلب السورية، كما شهدت مدينة ملاطية التركية انهيارا كبيرا أدى إلى تدمير مسجد قديم متأثرا.

وتداولت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام تركية مشاهد مصورة للأضرار التي لحقت بالقلعة التاريخية في مدينة غازي عنتاب، حيث انهارت جدران القلعة، فيما وثقت مشاهد في مدينة ملاطية انهيار جدران مسجد يني كامي بشكل كامل، كما نتيجة الزلزال الذي ضرب مدينة ملاطية.

وتناثر حطام الجدران والقلاع المتساقطة على الطريق، وانهار الجدار الاستنادي المجاور للقلعة ولوحظت شقوق كبيرة.

وأفادت المديرية العامة للآثار في سوريا في بيان لها بسقوط “أجزاء من الطاحونة العثمانية في قلعة حلب، وتصدع وتصدع وسقوط أجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية”. كما سقطت “أجزاء كبيرة من قبة مئذنة الجامع الأيوبي” الواقعة داخل القلعة، وتضررت مداخلها وسقطت أجزاء من حجارتها “بما في ذلك مدخل برج الدفاع المملوكي”.

وفي المغرب، تركز الزلزال الذي وقع ليل الجمعة بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، في إقليم الحوز جنوب غرب مدينة مراكش التاريخية التي تضم بعض أشهر وأقدم المعالم الأثرية في المغرب. تحتوي البلاد، من بين أمور أخرى مسجد الكتبية والمدينة القديمة.

يعود تاريخ البناء الأول لمسجد الكتبية إلى المهندس الأندلسي يعيش الملقي، بتكليف من الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي الكومي في سنة 1147 ميلادية.

وإلى جانب الأضرار التي لحقت بالمسجد، نشر مغاربة مقاطع فيديو تظهر الأضرار التي لحقت بأجزاء من الأسوار الحمراء الشهيرة التي تحيط بمدينة مراكش القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

الاهتمام الدولي والتضامن العربي

ومن أبرز أوجه التشابه بين زلازل المغرب وسوريا وتركيا، حالة الاهتمام الدولي التي شهدها الزلزالان، إذ يحب العديد من زعماء البلاد وفنانيها ومشاهيرها تقديم التعازي لأسر الضحايا، وكثيرون وقدمت الدول وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة دعماً سريعاً للدول المتضررة وشاركت في الإنقاذ. الناجين وانتشال جثث الضحايا.

وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم السبت، بتشغيل جسر جوي لنقل مساعدات عاجلة للأشقاء المتضررين من الزلزال الذي ضرب بعض مناطق المملكة المغربية الشقيقة، وتقديم أشكال مختلفة من الدعم.

ولا تدخر دولة الإمارات جهداً للمساهمة بشكل عاجل في إغاثة المتضررين من الكوارث الطبيعية في مختلف قارات العالم، وهو ما انعكس في المساعدات العاجلة التي خصصتها دولة الإمارات للمتضررين من الزلزال المدمر في سوريا وتركيا، حيث ووجهت القيادة الرشيدة، منذ اللحظات الأولى للكارثة، بتوجه فرق الإنقاذ الإماراتية إلى المناطق المتضررة، وإرسال مساعدات طبية عاجلة، كالجسر الجوي لنقل المساعدة.