فيضانات وجفاف.. التغير المناخي يعصف بقطاع الزراعة اليمني

تؤثر التغيرات المناخية في اليمن بشكل مباشر على القطاع الزراعي وإنتاج الفرد من محاصيل الحبوب والفواكه والخضروات.

منعت التغيرات المناخية المزارعين من ممارسة نشاطهم الزراعي في العديد من المناطق الزراعية في اليمن.

وذلك نتيجة وقوع اليمن ضمن مناخ جاف وشبه جاف، وهو السبب الأبرز الذي يؤدي إلى شح الموارد المائية، لأن كمية الأمطار التي تهطل على محافظات البلاد تتميز بالشح، وكل هذه الأسباب تؤثر على إنتاجية القطاع الزراعي الذي يعتمد عليه حوالي 70% من سكان اليمن.

وتهيمن زراعة الحبوب على غالبية المساحة الزراعية في اليمن حيث تبلغ 57%، بينما تبلغ مساحة البقوليات 3%، أما باقي المساحة 40% فتستخدم لزراعة الفواكه والخضروات والأعلاف. القات.

وتشير البيانات الرسمية إلى أن إجمالي مساحة الأراضي الزراعية في اليمن التي يتم زراعتها لا تزيد عن مليون و600 ألف هكتار، وهو ما يمثل حوالي 3% فقط من إجمالي المساحة الزراعية في البلاد بأكملها.

التهديدات الزراعية

وتدمر الأمطار الغزيرة وما ينتج عنها من سيول وفيضانات الأراضي الزراعية والأودية وتدفن حقولها.

السيول والفيضانات تحرم آلاف الأسر اليمنية من الاستفادة من محاصيلها وإنتاج ثمارها لتوفير احتياجاتها المعيشية.

كما تتسبب هذه السيول والفيضانات الناجمة عن تغير المناخ في انهيارات ضخمة للسدود وإلحاق أضرار بشبكات المياه والري في مختلف الوديان والمناطق الزراعية في جميع أنحاء البلاد.

اليمن مثل بقية دول العالم التي تتأثر بشكل مباشر بالتغير المناخي، وما أدى إلى تفاقم هذه الآثار هو عدم وجود قوانين بيئية وفشل التشريعات في مجال حماية البيئة، وهو ما يتمثل في قطع الأشجار العملاقة الأشجار وحرقها عمداً ودون معرفة الأضرار الناجمة عن هذا الفعل.

تغييرات صادمة

وقال المهندس والباحث الزراعي اليمني عبد القادر السميطي لـ””: “نحن في اليمن نعتبر من أكثر الدول تأثراً بالتغير المناخي، لأن بلادنا تتعرض بين الحين والآخر للفيضانات، وتأخذ معها أرض خضراء وجافة، وأحياناً ندخل في فترة جفاف لفترات طويلة، وقد لا نتمكن من زراعة ما نحتاجه”. من الطعام.”

وأضاف أن اليمن تعرض للعديد من الأعاصير والفيضانات منذ عام 1982، وكان من آثارها انهيار سد باتيس الكبير والانحراف في محافظة أبين جنوبي البلاد، مما أدى إلى محو قرى بأكملها واختفت مساحات واسعة من الزراعة. مناطق دلتا أبين بدءاً من منطقة باتيس حيث يقع السد. مروراً بالحصن وجعار والمخزن والحرور وصولاً إلى مناطق الكود وجعولا.

وأوضح الباحث السميطي أن منطقة أبين فقدت الكثير من المساحات الزراعية والأراضي الخصبة، عازياً ذلك إلى جرفها نتيجة هطول الأمطار، كما اضطرب بعضها بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة حينها. تستهلك. ويشير إلى أن دلتا أبين وحدها تمتلك أكثر من 85 ألف فدان زراعي.

ويؤكد السميطي أنه يجب أن نعرف ونفهم أن التغيرات المناخية صادمة للجميع، خاصة عندما يتعلق الأمر بالزراعة. كلما تغير المناخ بشكل سلبي، كلما زاد التأثير على المزارعين. ويعني ذلك بحسب السميطي أن المزارع يمكن أن يخسر أرضه بالكامل أثناء السيول ويخسر محصوله وإنتاجه أثناء الجفاف وارتفاع درجة الحرارة، كما يمكن أن يترك المزارع منزله ومزرعته ويخسر كل ما يملك.

ورأى المهندس الزراعي والباحث أن قطع الأشجار وحرقها يزيد من درجة حرارة الهواء وثاني أكسيد الكربون، مما يسبب معاناة الناس ويقلل إنتاج محاصيلهم من الحبوب والفواكه والخضروات وغيرها.

التأثير يزداد

وبحسب السميطي، فإن تأثير التغير المناخي تفاقم في السنوات الأخيرة وظهر على العديد من القطاعات، خاصة الزراعة والصحة والبيئة والاجتماعية والأمن الغذائي، والجانب الإنساني مثل التشرد والنزوح.

ودعا الجهات المعنية والجهات الرسمية إلى تعزيز القوانين والتشريعات لحماية البيئة والأراضي الزراعية، وإعطاء جهودها الفرص اللازمة لمواجهة التغير المناخي والحد من آثاره والتكيف معه.

وفي تقرير حديث لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي اطلعت على نسخة منه أكد أن التغيرات المناخية في اليمن أثرت بشكل كبير على القطاع الزراعي وهو القطاع الحيوي الذي يعمل فيه عدد كبير من الأفراد ويعتبر مصدراً هاماً للإنتاج الغذائي المحلي في البلاد حيث يعيش حوالي 70% من سكانها في المناطق الريفية.

تبلغ مساحة الأراضي المزروعة في اليمن حوالي 3% من إجمالي مساحة الأراضي البالغة حوالي 52 مليون هكتار، بينما تبلغ مساحة الصحراء 52.4%، وحوالي 40.8% أراضي رعوية، وحوالي 3.7% منطقة الغابات والغابات.