22 عاما على هجمات سبتمبر.. هل تغيرت استراتيجية القاعدة أم تتحين الفرصة؟

لقد مر اثنان وعشرون عاماً على هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وشهدت حصاراً دولياً واسع النطاق على تنظيم القاعدة الإرهابي، مما أعاق “هجماته عبر الحدود”. ويستمر في ظل تحركه “التكتيكي المرحلي” لاستعادة السلطة، عبر تعزيز فروعه.

تحيي الولايات المتحدة، اليوم الاثنين، ذكرى هجمات سبتمبر 2001 التي راح ضحيتها 2977 شخصا.

واختطف عناصر تنظيم القاعدة في ذلك الوقت أربع طائرات مدنية، اصطدمت اثنتان منها بمركز التجارة العالمي في نيويورك، والثالثة بمبنى البنتاغون بالقرب من واشنطن، بينما تحطمت الرابعة في أحد الحقول في ولاية بنسلفانيا بعد قتال بين الخاطفين، أفراد الطاقم والركاب.

وتأتي الذكرى الثانية والعشرون وسط تفاؤل أميركي بشأن كسر موجة الإرهاب رغم الانسحاب من أفغانستان، حيث تم التخطيط للهجوم.

وقت الانتظار والترقب

وحول وضع تنظيم القاعدة الحالي وتداعياته، قال الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي الصحفي هشام النجار في حديث لـ ، إنه بعد 22 عاماً على هجمات سبتمبر، لا يزال خطر تنظيم القاعدة مستمراً. أخبار عين . لقد تم تقليص حجم القاعدة في حدودها القديمة إلى حد كبير.

وأشار النجار إلى أن “تنظيم القاعدة فقد القدرة على تنفيذ عمليات في عمق أوروبا وأمريكا”، وقال النجار إن التنظيم لا يزال موجودا وقوته تختلف من مكان إلى آخر.

وأوضح: أن “التنظيم في أفريقيا يجد حرية أكبر في التحرك وتنفيذ العمليات مقارنة بأفغانستان، حيث يهتم بنشاطه المحلي وتعزيز فروعه ذات التوجه المحلي في القارة الأفريقية، بعد تراجع نفوذ ونشاط تنظيماتهم”. الحركة وجناحها العالمي.”

في الوقت نفسه، لا يستبعد النجار أن يكون ذلك مجرد تكتيك مؤقت بسبب الضغوط الشرسة التي يتعرض لها. وهذا التوجه المحلي والاهتمام ببناء فروع قوية تشارك في الإدارة، أو على الأقل تربطها علاقة جيدة مع الجهات المحلية، قد يكون مجرد تكتيك مؤقت مؤقت حتى تتم استعادة السلطة وإيجاد مساحات لإقامة المعسكرات والتدريب وبناء العلاقات مع الأنظمة الأيديولوجية، حتى يأتي الوقت في المستقبل وتتحد هذه الفروع في خلافة ممتدة يمكنها استعادة الدولة تدريجياً. النشاط العالمي عبر الحدود.

وأشار الخبير المصري إلى أن التنظيم حاليا ليس لديه القدرة على استهداف الولايات المتحدة، لكن قد يحدث ذلك مستقبلا، خاصة أن فروع التنظيم تتعزز تدريجيا.

وعن خطورة تنظيم القاعدة، قال النجار إن المطلوب هو التعاون الكامل مع الحكومات والأنظمة في المنطقة وتعزيز المؤسسات والجيوش، وأن تتخلى أمريكا والغرب عن الأنانية والنظرة الأحادية. عدم استهداف تنظيم القاعدة الآن لا يعني أنه لن يتم استهدافه في المستقبل. ولهذا لا بد من التعاون مع الأنظمة في تفكيك وتفكيك مشروع القاعدة الحالي، وهو المشروع المحلي.

استراتيجية “العدو القريب”.

بينما رأى الخبير بالوحدة الأمنية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أحمد كامل البحيري أنه مع تنوع وتعدد التنظيمات الإرهابية في بعض دول المنطقة وانحلال العديد من فروع التنظيم القاعدة من التنظيم المركزي، وهي تعاني من حالة ضعف وتراجع في أعداد التي تنضم وتجند العناصر المتطرفة، مما يقلل بشكل مباشر من قوتها ونفوذها في السنوات الخمس الماضية المتضررة.

واستعرض البحيري في مقال نشره مؤخرا جانبا من استراتيجية القاعدة بعد 22 عاما من هجمات سبتمبر قائلا: إن القاعدة تحاول التركيز على مفهوم العدو القريب بدلا من مفهوم العدو البعيد الذي تستخدمه، في إطار إعادة النظر في مفهوم “العدو”. الجهاد العالمي” وركزت على مفهوم العدو المؤجل وليس العدو المباشر.

وأكد في هذا الصدد أنه مع تصاعد الصراعات في بعض دول المنطقة مثل؛ وفي ليبيا واليمن وسوريا، أصبح مفهوم “العدو التاسع” هو الشعار الذي تستخدمه التنظيمات الإرهابية لجذب العناصر المتطرفة، مما أدى إلى تراجع الاهتمام بشعار “العدو البعيد” كمحفز في الحرب. عملية الاستقطاب التي اعتمد عليها تنظيم القاعدة باستمرار.

ومن خصائص استراتيجية القاعدة، بحسب البحيري، “استخدام مصطلحات أقرب إلى الخطاب السياسي من الخطاب الجهادي للتنظيمات الإرهابية، من خلال محاولة الظهور كمجموعة مسلحة دينية محلية”.

تأثير وفاة بن لادن

ورأى البحيري أنه منذ اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مايو 2011، يواجه التنظيم أزمة قيادية مستمرة رغم تولي أيمن الظواهري زعامة التنظيم، حيث أن الظواهري أقرب إلى مستوى القيادة. “مفتي” للتنظيم من كونه زعيما له.

وأوضح أن التنظيم شهد خلال فترة قيادة الظواهري (2011-2022) تراجعا حادا على كافة المستويات، وهو ما جعله، خاصة على المستوى المركزي، أقرب إلى مكانة رمزية بين التنظيمات الإرهابية، خاصة مع صعوده. في نفوذ تنظيم داعش منذ نهاية عام 2014.

وفي أكبر ضربة وجهتها واشنطن للتنظيم، بعد مقتل زعيمه ومؤسسه السابق أسامة بن لادن عام 2011، أعلن الرئيس جو بايدن، مطلع أغسطس 2022، استهداف زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في العراق. العاصمة الأفغانية كابول عبر طائرة أمريكية بدون طيار. .

وبعد مقتل الظواهري أعلنت الأمم المتحدة من خلال تقرير نشرته في 15 فبراير 2023، أن سيف العدل “محمد صلاح الدين عبد الحليم زيدان” أصبح زعيم تنظيم القاعدة، والذي وقد أيدتها الولايات المتحدة، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “إن تقييمنا يتوافق مع تقييم الأمم المتحدة بأن الزعيم الفعلي الجديد لتنظيم القاعدة، سيف العدل، في إيران هو “.

واعتبر المراقبون مقتل بن لادن في الغارة الأمريكية في 2 مايو 2011 بمثابة ضربة شبه قاتلة لتنظيم القاعدة.

خطر التنظيم موجود

ولم يختلف تقييم سامح عيد، الخبير في حركات الإسلام السياسي، عن سابقيه، حيث قال لـ إن تنظيم القاعدة كتنظيم ربما تراجع بعد مقتل قادته، لكن خطورة التنظيم في المنطقة وسيبقى مستوى التفكير والأيديولوجية المتعلقة بمشروع الخلافة قائما.

وأضاف: “عمود الفكرة موجود، والعمود الفقري للمدربين موجود، والكراهية تتجاوز داعش والقاعدة”، لافتاً إلى أن تنظيم القاعدة كاسم سيظل يشكل شكل تهديد، وربما شكلاً من أشكال التهديد. وستأتي موجة أكثر عنفاً من سابقتها في فترة لاحقة، طالما أن هناك غضباً من السياسة الأميركية.

وشدد على أن “المصالح والقواعد الأميركية ستبقى تحت التهديد المستمر، وهو ما أدركته أميركا، لذا فإن قرارها بالانسحاب من العراق وأفغانستان كان لأن تكلفة البقاء كانت مرتفعة”.