واشنطن عازمة على المضي بأزمة السودان لـ«جنيف» رغم غموض موقف البرهان

لم تترك الولايات المتحدة بابا للشك بشأن عزمها الوصول لمفاوضات دعت لها إلى غرفة الاجتماعات في جنيف لبحث أزمة السودان.

الموقف الأمريكي الذي أفصح عنه المبعوث الخاص توم بيرييلو اليوم الإثنين، أظهر تصميم واشنطن رغم غموض بشأن موقف قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بشأن المشاركة.

وقال بيرييلو إن المحادثات الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرا في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع ستمضي قدما في جنيف هذا الأسبوع.

ويأتي الإعلان غداة تعثر المشاورات الاستباقية في مدينة جدة السعودية، أمس الأحد، قبيل انطلاق محادثات وقف إطلاق النار في جنيف.

وكانت المفاوضات التي شارك فيها وفد حكومي سوداني مع الولايات المتحدة الأمريكية وانتهت دون نتيجة أو أمل نحو اتفاق، وعاد الوفد إلى بورتسودان.

وقال وزير المعادن السوداني، رئيس وفد الحكومة للتشاور مع الحكومة الأمريكية، محمد بشير أبونمو: “أعلن بصفتي، رئيسا للوفد الحكومي في الاجتماعات التشاورية مع الأمريكان في مدينة جدة السعودية، انتهاء المشاورات من غير الاتفاق على مشاركة الوفد السوداني في مفاوضات جنيف”.

وأوضح أبونمو على صفحته الرسمية عبر “فيسبوك”: “كتوصية للقيادة -سواء كان الوفد ممثلا للجيش حسب رغبتهم أم ممثلا للحكومة حسب قرار الحكومة من الآن وصاعدا، والأمر كذلك متروك في النهاية لقرار القيادة بتقديراتها”.

وأضاف “هناك بالتأكيد تفاصيل كثيرة قادتنا إلى هذا القرار بإنهاء الحوار التشاوري دون اتفاق”.

وكانت الحكومة السودانية أعلنت في بيان، الجمعة، إرسال وفد إلى جدة للتشاور مع الحكومة الأمريكية بخصوص الدعوة المقدمة منها لحضور مفاوضات ستنعقد في جنيف في 14 أغسطس/آب لبحث وقف إطلاق النار في السودان.

وتهدف المحادثات إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 16 شهرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وكان من المفترض أن تكون محادثات جنيف، التي وافقت قوات الدعم السريع على حضورها، أول محاولة كبيرة منذ أشهر للتوسط بين الطرفين المتحاربين في السودان.

ونهاية الشهر الماضي أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن واشنطن تسعى لإنهاء النزاع “ودعت الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للمشاركة في محادثات بشأن وقف إطلاق النار، بوساطة الولايات المتحدة، تبدأ في 14 أغسطس/آب في سويسرا”، مضيفا أن “المحادثات التي ترعاها أيضا السعودية ستضم الاتحاد الأفريقي ودولة الإمارات ومصر والأمم المتحدة بصفة مراقب”.

بلينكن أوضح أن المحادثات “تهدف إلى تحقيق وقف العنف في جميع أنحاء البلاد، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها، ووضع آلية مراقبة وتحقق فعالة من أجل ضمان تنفيذ أي اتفاق”.

 وآنذاك، رحّب قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، عبر منصة إكس بدعوة بلينكن قائلا: “أعلن مشاركتنا في محادثات وقف إطلاق النار القادمة في 14 أغسطس/آب 2024 في سويسرا”.

كما وافقت حكومة السودان على المشاركة إلا أنها اشترطت “عقد اجتماع مع مسؤولين أمريكيين للتحضير لمفاوضات السلام”، وهو ما انتهى اليوم دون اتفاق.

وفي 19 يوليو/تموز الماضي، اختتمت محادثات غير مباشرة في جنيف برعاية أممية، لتعزيز المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، بعد مرور 16 شهرا من القتال العنيف في السودان.