هجوم كورسك.. روسيا تصد تقدما أوكرانيا وتأسر جنودا

لم تنتش أوكرانيا بعد بتوغلها المفاجئ في كورسك الروسية، حتى استجمعت روسيا سريعا قواتها لتصد تقدما ميدانيا أحدث منعطفا في مسار الحرب.

الجيش الروسي أكد، اليوم الأربعاء، تصديه لهجمات أوكرانية كانت تهدف إلى الدخول أعمق في مقاطعة كورسك الحدودية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن قواتها مدعومة بالطيران والمسيرات والمدفعية “أحبطت محاولات مجموعات متنقلة معادية بمركبات مدرعة للدخول في عمق الأراضي الروسية” وألحقت بالأوكرانيين خسائر فادحة.

يأتي ذلك بعد وقت قليل من إعلان أوكرانيا أن هجومها الرئيسي عبر الحدود تقدم لمسافة كيلومتر إلى كيلومترين (0.6-1.2 ميل) في منطقة كورسك الروسية منذ بداية اليوم.

وفي مقطع فيديو نُشر على حسابه على تليغرام، ظهر الرئيس فولوديمير زيلينسكي وهو يتلقى إحاطة من قائده الأعلى، أوليكساندر سيرسكي.

وكتب زيلينسكي “نواصل التقدم في منطقة كورسك. من كيلومتر إلى كيلومترين في مناطق مختلفة منذ بداية اليوم. وأكثر من 100 أسير حرب روسي في نفس الفترة”.

أسر جنود

في سياق متصل، أعلن القائم بأعمال حاكم كورسك أليكسي سميرنوف، اليوم الأربعاء، إسقاط 4 صواريخ أوكرانية، بحسب ما أوردته وسائل إعلام روسية.

وأكد سميرنوف تشغيل أنظمة الدفاع الجوي للتصدي للهجوم.

من جهتها، أفادت وكالة إنفاذ القانون الروسية، أن القوات أسرت مجموعة من الأوكرانيين تسللوا إلى مقاطعة كورسك.

وبحسب ما أوردته وكالة سبوتنيك، فقد “تم أسر  5 جنود من اللواء -82 التابع للقوات الأوكرانية، بالقرب من بلدة مالايا لوكني في كورسك”.

وفي تصريح له، توعد نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري مدفيديف، بـ”محاسبة” أوكرانيا على الأضرار التي ألحقتها بمقاطعة كورسك، وقال إن بلاده ستجعلها “تدفع الثمن بشكل أو بآخر”.

والأسبوع الماضي، فاجأت كييف موسكو بإرسال آلاف الجنود إلى منطقة كورسك بغرب روسيا، في أكبر هجوم لجيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.

ويقول مراقبون إن العملية المفاجئة منحت أوكرانيا أكبر مكاسب لها في ساحة المعركة منذ اندلاع الحرب عام 2022، بعد أشهر من التراجع.

وسبق أن تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بالرد على أوكرانيا “برد لائق” على الهجوم الذي وصفه بأنه “استفزاز كبير”، متهما الغرب بمساعدة كييف.

وحتى يوم الإثنين، أي بعد مرور ما يقرب من أسبوع على التوغل الأوكراني، أخبر القائم بأعمال حاكم منطقة كورسك الرئيس بوتين ومسؤولين أمنيين آخرين، أن الوضع “معقد”، حيث تقدمت قوات كييف 7.5 ميل داخل البلاد وسيطرت على أكثر من عشرين قرية.

وقال أليكسي سميرنوف للمسؤولين عبر مؤتمر عبر الفيديو: “حتى اليوم، يسيطر العدو على 28 قرية، بعد أن تقدم 12 كيلومترا داخل منطقة كورسك على جبهة بعرض 40 كيلومترا”.

ووفق ما طالعته “” في وكالة أسوشيتد برس، يُقدر أن نحو 10 آلاف جندي أوكراني مدعومين بالدبابات والمركبات القتالية المدرعة عبروا إلى روسيا وقاموا بمداهمة عدة مراكز على مسافة تصل إلى 15 ميلا.

أهداف الهجوم

ووفق محللين، فإن تحرك كييف المفاجئ كان يسعى لهدفين رئيسيين: سحب القوات الروسية من الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا والاستيلاء على الأراضي التي يمكن أن تكون بمثابة ورقة مساومة في مفاوضات السلام المستقبلية.

وفي حديثه مع رؤساء الأجهزة الأمنية وحكام الأقاليم في مقر إقامته خارج موسكو، أصرّ بوتين على أن الهجوم لن يخفف من موقفه التفاوضي.

ومنذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022، وسّعت القوات الروسية سيطرتها إلى أكثر من 18% من أوكرانيا.