نتنياهو بين تهديد بن غفير وضغط أمريكا.. 4 سيناريوهات بشأن اتفاق غزة

ما بين تهديدات وزراء اليمين المتطرف بإسقاط حكومته، وبين علاقته بواشنطن، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عالق في المنتصف بسبب اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.

وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اليميني المتطرف، هدد عشرات المرات ولأسباب متعددة بالانسحاب من الحكومة الإسرائيلية وإسقاطها.

آخر هذه التهديدات كانت يوم أمس لدى استماع المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمواقف الأحزاب الشريكة بالحكومة بشأن الاتفاق المطروح لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

ولم يكن رأي حزب “القوة اليهودية” برئاسة بن غفير مخالفا عن المرات السابقة إذ اعتبر إن من شأن قبول الاتفاق انسحاب الحزب من الحكومة، مما يهدد استمرارها.

وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية إنه كان رد “القوة اليهودية” بأنه “لا يوجد تغيير في موقفنا إنها صفقة غير مشروعة ستؤدي إلى انسحابنا من الحكومة”.

وأشارت إلى انه وفق لموقف بن غفير وحزبه فإن “الصفقة لا تترك لإسرائيل أوراقا كافية لضمان إطلاق سراح جميع المختطفين، وبالتالي سيتم التضحية بأولئك الذين لم يتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى” من الاتفاق المكون من 3 مراحل.

ووفق القناة الإسرائيلية فإن بن غفير “زعم أن حماس يمكن أن تصبح أقوى، وبالتالي فإن “القوة اليهودية” تؤيد ممارسة الضغط من خلال وقف المساعدات الإنسانية” في إشارة إلى وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ولكن ماذا سيفعل نتنياهو؟.

القناة 12 الإسرائيلية كشفت عن أن نتنياهو بدأ بفحص الخطوط الحمراء لشركائه، ولكن يبدو أن مساحة المناورة المتاحة أمامه محدودة، وقالت “تعتقد مصادر سياسية أن هناك احتمالا بأن ينسحب بن غفير وسموتريش نتيجة للصفقة”، مشيرة إلى أن الانسحاب قد يكون مجرد مناورة.

وذكرت إنه في الوقت الحالي فإن الكنيست الإسرائيلي في فترة عطلة صيفية تستمر 3 أشهر وخلالها من غير الممكن إسقاط حكومة نتنياهو بالتصويت بسبب عدم انعقاد الكنيست.

وقالت: “تقدر مصادر سياسية أن هناك احتمالا بأن ينسحب بن غفير وسموتريتش بعد الاتفاق، وأن يعودا في الوقت المناسب لحضور الدورة الشتوية للكنيست”.

وأضافت: “هناك حوالي 3 أشهر من الراحة، وفي الواقع، هناك وقت طويل نسبياً، ومن السابق لأوانه القول ما إذا كان هذا هو ما سيحول بين نتنياهو والتوصل إلى اتفاق”.

وبحسب مصادر مختلفة فإنه هناك 4 سيناريوهات محتملة لموقف نتنياهو من الاتفاق المرتقب بشأن وقف الحرب في غزة.

السيناريو الأول والأكثر ترجيحا

يرجح المراقبون الإسرائيليون إن نتنياهو معني بتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق وليس كله.

وتشمل المرحلة الأولى من الاتفاق إعادة 30 رهينة من غزة وهو ما يعتبر نتنياهو إنه كافيا لإسكات أصوات عائلات الرهائن.

ولذلك فقد أشار المراقبون إلى أن نتنياهو طلب من واشنطن رسالة ضمانات بأنه في حال تعرقلت المفاوضات حول تطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق فإنه سيعود إلى الحرب على غزة.

واستنادا إلى المراقبين فإنه أخذا بعين الاعتبار إن المرحلة الأولى ستمتد على فترة 6 أسابيع فإنه بإمكانه أن يتأكد من عدم سقوط الحكومة خلالها لأن الكنيست سيكون في فترة عطلة صيفية.

ومع انتهاء المرحلة الأولى تكون العطلة الصيفية للكنيست قد أوشكت على الانتهاء فيعود للحرب ويضمن بقاء حكومته.

وقد يستغل نتنياهو هذه الفترة من أجل تفادي ضربة متوقعة من إيران.

السيناريو الثاني (محتمل)

لا يستبعد مراقبون أن يفجر نتنياهو الاتفاق من أساسه وذلك من خلال المزيد من خطوات التصعيد في قطاع غزة ووضع المزيد من العراقيل أمام فرص الاتفاق.

ويقول المفاوضون الإسرائيليون إنهم ما زالوا بانتظار جلسة تقييم مع نتنياهو للاستماع منه إلى مواقفه التي سيتم عرضها في المفاوضات.

وكان مفاوضون إسرائيليون قد أعربوا لوسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الأيام الماضية عن تشاؤمهم من أن يقدم نتنياهو شروطا إضافية تجعل من المستحيل التوصل إلى اتفاق ولذاك حرصوا على تسريب عبارة إن المفاوضات القادمة هي “الفرصة الأخيرة”.

وبالمقابل فقد قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو قال في اجتماعات مغلقة إنه لا يثق بوفده المفاوض.

وكانت عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة أشارت مرارا إلى أن نتنياهو أحبط عدة اتفاقات تم التوصل أليها من أجل ضمان أن يبقى على رأس الحكومة.

السيناريو الثالث

يقول محللون إسرائيليون إن نتنياهو سيماطل في المفاوضات حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية وضمان نجاح الرئيس السابق دونالد ترامب بالانتخابات.

وفي غضون ذلك، فإن نتنياهو سيصعد عمليات الاغتيال التي أثبتت إنها تزيد من شعبيته وحزبه “الليكود”.

وكانت آخر استطلاعات الرأي قد أشارت إلى عودة نتنياهو و”الليكود” إلى الصدارة بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران وفؤاد شكر القيادي البارز في “حزب الله” اللبناني ببيروت.

وكانت الأشهر الأخيرة أظهرت توترا في العلاقات ما بين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن.

ويقول مراقبون إن نتنياهو يعتقد إنه إذا أهدى ترامب الاتفاق فإنه سيضمن الحصول على مقابل من ترامب يشجع الإسرائيليين على إعادة انتخابه.

السيناريو الرابع

أن يفجر نتنياهو مفاجأة وأن يذهب إلى اتفاق ويسعى إلى استبدال إيتمار بن غفير بزعيم حزب “اليمين الوطني” جدعون ساعر.

وبموجب هذا فإن نتنياهو سيعتبر إنه حقق أهداف الحرب وأعاد الرهائن الإسرائيليين وأنه مستعد للذهاب إلى انتخابات مبكرة.

وينظر الكثيرون في إسرائيل إلى هذا الاحتمال بتشاؤم.

هل يضحي نتنياهو ببن غفير؟

يجري نتنياهو يجري اتصالات حثيثة مع حزب “اليمين الوطني” برئاسة جدعون ساعر لضمه إلى حكومته، وفي حال نجاحه بهذه الخطة فإنه سيكون بإمكانه التضحية ببن غفير أو سموتريتش ولكن ليس كلاهما معا.

فلدى بن غفير وسموتريتش 14 مقعدا بالكنيست من بينها 6 مقاعد لحزب “القوة اليهودية”.

أما ساعر فلديه 4 مقاعد بالكنيست.

وأخذا بعين الاعتبار إن لدى حكومة نتنياهو 64 مقعدا بالكنيست فإن انسحاب بن غفير ودخول ساعر إلى الحكومة سيبقي عليها لأنها بحاجة إلى 61 مقعدا على الأقل.