من تحت الأرض.. كيف يتواصل السنوار مع قيادات حماس داخليا وخارجيا؟

مع اختياره رئيسا لحركة حماس خلفا لإسماعيل هنية، يتساءل كثيرون كيف يتواصل يحيي السنوار مع رفاقه من تحت الأرض؟

وقبل اغتيال هنية نهاية الشهر الماضي، ذكرت تقارير إعلامية أن قيادة حماس في غزة والمتمثلة في السنوار كانت تبحث كل اقتراح أو صفقة ولها الكلمة الأخيرة فيما يتعلق بالمفاوضات، عبر مناقشات تجري بشكل سري بهدف ضمان عدم تسرب أية معلومات.

وتعتقد إسرئيل أن يحيى السنوار يختبئ منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في شبكة واسعة من الأنفاق التي تمتد عميقا تحت المدن ومخيمات اللاجئين في قطاع غزة.

ويُقال إن السنوار لم يعد يثق في الاتصالات الإلكترونية، خشية أن يكتشف الجيش الإسرائيلي مكانه ويقتله.

وبدلا من ذلك، يعطي ملاحظات ورسائل شفوية إلى أشخاص موثوق بهم، ينقلونها إلى قيادات حماس. وفق ما طالعته “” في وسائل إعلام عبرية.

خطوط اتصال خاصة

لكن صحيفة “الشرق الأوسط” تطرقت لوسائل أخرى يلجأ إليها قيادات حركة حماس، مشيرة إلى أنهم يعتمدون بروتوكولات اتصال خاصة يستخدمونها في المقام الأول للتواصل مع جهات في الخارج.

ويرجع ذلك، بحسب التقرير، إلى الانقطاع شبه الدائم لخطوط الهاتف والإنترنت في غزة، ويتم ذلك أيضا في محاولة لتجنب التتبع من قبل المخابرات الإسرائيلية.

ووفق المصدر، اعتمد قادة حماس في بداية الحرب على خطوط اتصالات الحركة، والتي طورها مهندسو حماس العسكريون في وقت مبكر من عام 2009، وبدأوا في تطويرها بشكل متقطع، باستخدام تكنولوجيا أجنبية بشكل أساسي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها، قولها إن الجناح العسكري لحماس قام بتركيب مراكز هاتف تحت الأرض متصلة بخطوط اتصال قديمة في نقاط معينة فوق الأرض”، مشيرة إلى أن هذه المواقع “كان يتم فحصها بشكل دوري في محاولة لمنع التسلل”.

وعندما استولى الجيش الإسرائيلي على نفق، في فبراير/شباط الماضي، وزع على الفور لقطات قال إنها من غرفة السنوار، وحمامات بها دش، وخزانة مكتب مليئة بالدولارات والشيكلات (العملة الإسرائيلية) الملفوفة بورق الألمنيوم.

كما نشر الجيش مقطع فيديو يعتقد أنه يظهر السنوار وزوجته وأطفالهما وهم يسرعون عبر نفق.

وقالت المصادر لصحيفة الشرق الأوسط، إن كل زعيم كان لديه “نقطة اتصال” خاصة به، والتي يتم من خلالها إجراء الاتصالات الطارئة.

وبحسب المصادر، كانت إسرائيل على علم بهذا النظام وحاولت اختراقه عدة مرات. وفي بعض الأحيان، تم توجيه الغارات الجوية إليه.

لكن يبدو أن حماس حافظت على طريقة الاتصال هذه حتى في بداية الحرب الجارية، على الرغم من تركيز الجيش الإسرائيلي على تدمير جزء من أنظمة الاتصالات هذه، إلى جانب الأنفاق تحت الأرض التي يقول إنها تحتوي على بنية تحتية مهمة للاتصالات.

لكن كيف تصل الرسائل للخارج؟

وفيما يتعلق بالمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار مع إسرائيل، فقد تم تكليف أحد عناصر الحركة بتسليم الردود من غزة للخارج.

وتجري محادثات وقف إطلاق النار داخل قطاع غزة، “باستخدام أنظمة الاتصالات الداخلية، ويتم نقل مخرجاتها إلى الخارج بوسائل مختلفة، بما في ذلك عبر الإنترنت المرتبطة بشرائح إلكترونية، وعبر استخدام برمجيات مشفرة تم شراؤها من الخارج”.