محادثات حول الانتخابات.. هل تتحقق «معجزة» جنوب السودان؟

محادثات بين قادة دولة جنوب السودان للبحث في جدوى تنظيم انتخابات، ما يفتح أبواب الأمل باقتراع سيكون إجراؤه «معجزة» بالبلد المضطرب.

وأجرى رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت محادثات مع القادة السياسيين للبحث في جدوى تنظيم انتخابات طال انتظارها من المقرر إجرؤها في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وفق ما أعلن مكتبه.

وبالتزامن مع ذلك، حذّرت الأمم المتحدة مجددا الأربعاء من أن الوقت ينفد.

ولم تجر انتخابات في الدولة الأحدث عهدا في العالم بعد 13 عاما على نيلها استقلالها عن السودان، وهو أمر يثير استياء شعبها والمجتمع الدولي.

وجاء في بيان صادر عن مكتب سلفاكير نُشر على فيسبوك في وقت متأخر الثلاثاء، إن “الرئاسة قررت بالتعاون مع قيادات أبرز الأحزاب السياسية طلب المشورة الفنية من المؤسسات الانتخابية بشأن إمكان إجراء الانتخابات المقبلة”.

وقيّم الاجتماع وضع التطبيق الفاشل لاتفاق سلام جرى التوصل إليه عام 2018 لوضع حد لحرب أهلية دامية استمرت خمس سنوات بين القوات الموالية لكير وخصمه الذي بات نائبا للرئيس رياك مشار.

“جدول زمني واقعي”

قال وزير الشؤون الحكومية مارتن إيليا لومورو إن هدف التقييم “وضع جدول زمني واقعي يحظى بموافقة القادة السياسيين لإجراء الانتخابات”.

ومهّد اتفاق العام 2018 الطريق لتقاسم السلطة ضمن حكومة وحدة ووضع خارطة طريق للانتقال السياسي وتنظيم انتخابات.

لكن في أغسطس/آب 2022، اتفق قادة جنوب السودان على تمديد الفترة الانتقالية مدة 24 شهرا إضافيا حتى فبراير/شباط 2025.

وتم تحديد موعد الانتخابات مبدئيا في 22 ديسمبر/كانون الأول من هذا العام. لكن لم تستكمل بعد مبادئ رئيسية ضمن الاتفاق، بما في ذلك صياغة دستور وطني وتوحيد قوات سلفاكير ومشار.

وسيعتمد إجراء الانتخابات على نتيجة محادثات السلام في نيروبي بين حكومة جنوب السودان والمجموعات المتمرّدة التي لم توقع على اتفاق 2018.

“الوقت ينفد”

أفاد مبعوث الأمم المتحدة إلى جنوب السودان نيكولاس هايسوم الأربعاء بأن المشاورات التي طال أمدها بشأن العملية الانتقالية “تجعل من الصعب التعامل مع 22 ديسمبر القادم على أنه موعد انطلاقة مؤكد بمعزل عن عوامل أخرى حاسمة”، مضيفا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي “بغض النظر، فإن الوقت ينفد”.

وسعى جنوب السودان جاهدا للتعافي بعد نزاع 2013-2018 الذي أودى بحياة 400 ألف شخص وشرد الملايين، إذ إنه لا يزال يعاني من انعدام الاستقرار السياسي والعنف العرقي والكوارث المناخية والفساد.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان، أحد أفقر بلدان العالم رغم ثروته النفطية الكبيرة، إلى ضربة كبيرة أخرى عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط بالسودان في فبراير/شباط المنقضي، ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.

“عاصفة”

والشهر الماضي، حذّرت منظمة “سيف ذا تشيلدرن” (أنقذوا الأطفال) من أن أجزاء من البلاد “على حافة المجاعة” نتيجة الفيضانات خلال الموسم الماطر حاليا.

كذلك، أفاد هايسوم بأن الدولة التي تعد حوالي 11 مليون نسمة باتت على شفير كارثة، بما في ذلك “احتمال وقوع فيضان لا يحدث إلا مرة في العمر في سبتمبر/أيلول المقبل”.

وقال: “تتشكّل عناصر عاصفة متكاملة في جنوب السودان، في ما يتعلق بالتوقعات الإنسانية والاقتصادية المرتبطة به”.

وأضاف أن “ثمن عدم التحرّك عند هذا المنعطف كبير جدا. فإذا اجتمعت عناصر العاصفة المتكاملة، فستضغط على إمكانيات استجابة الأمم المتحدة وتحمل خطر إخراج الانتقال السياسي في البلاد عن مساره”.