«مجموعات التقوية» تنافس «الدروس الخصوصية»

الوزارة تحول مدارسها إلى مراكز للدروس الخصوصية المنظمة. يؤكد الأهل: «المراكز» أرخص

أصدر محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني قرارا بتنظيم مجموعات تقوية بالمدارس تسمى مجموعات التقوية والدعم التربوي، بحيث تنافس المدارس بقوة الرسوم الدراسية الخاصة التي لا تتجاوز 100 جنيه، مما يجعلها أعلى من أسعار الدروس الخصوصية في المدارس. . ويعد هذا القرار من بين قرارات الوزير المثيرة للجدل والتي أكدها الخبراء الذين أكدوا أن هذا القرار سيحول المدارس إلى مراكز للتدريس الخصوصي وإلغاء دورها في التدريس والتعليم بشكل كامل. وأكد الوزير أن الوزارة تهدف بهذا القرار إلى تحقيق أقصى استفادة للطلبة في كافة المراحل الدراسية ضمن حزمة متكاملة من الآليات التي وفرت الوزارة نظاماً تعليمياً أفضل للطلبة في بداية الدراسة الجديدة سنة، بدءاً بتغيير اسم مجموعات الدعم المدرسية في (مجموعات التقوية والدعم التربوي) وإدخالها في المواد الدراسية لجميع صفوف النقل والشهادتين المتوسطة والثانوية؛ كما تتولى إدارة المدرسة تحديد إجمالي عدد الطلاب في المجموعة وتحديد قيمة الاشتراك لكل مجموعة، على ألا يتجاوز عدد الطلاب في المجموعة (25) طالبًا. مجلس إدارة المدرسة مسؤول أيضًا عن تحديد مبلغ الاشتراك لكل فصل وليس شهريًا، ويوافق مجلس الأمناء على ذلك. يتحمل أولياء الأمور والمعلمون في المدرسة مسؤولية قيمة الاشتراك في الفصل بشرط ألا تتجاوز 100 جنيه إسترليني لكل فصل. مراعاة الوضع الاقتصادي والظروف الاجتماعية لغالبية طلاب المدرسة عند تحديد قيمة الاشتراك. وفور صدور القرار، وجهت النائبة إيرين سعيد، عضو لجنة الصحة في مجلس النواب، سؤالا قالت فيه رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم في سؤالهما حول القرار الذي ينص على عودة دورات التقوية: “ سعر الفصل بحد أقصى 100 جنيه، ويصل إلى 150 جنيها». وتساءل «أين دعم ولي الأمر والطالب في هذا الشأن؟» هل تم فحص القدرة المالية لأولياء الأمور في المدارس الحكومية وقدرتهم على دفع 400 جنيه؟ جنيه لكل موضوع؟ كل شهر؟ فأين الدعم الذي أعلنته الوزارة؟ وتساءلت: “أين ذهب مقترح مدرستي الذي تعمل عليه الوزارة منذ فترة والذي ينص على تقديم دروس مجانية مشروحة لأكثر من معلم بأكثر من طريقة عبر الإنترنت؟ هل تم تقنين هذا القرار لتشجيع الدروس الخصوصية؟ من الوزارة؟” وشددت: “التسعير لا يراعي البساطة ولا يقدم أي دعم ولا يتناسب مع الشريحة التي يخدمها”، كما تحدث جهاد محمود أستاذ مناهج وطرق تدريس اللغة العربية. وقال: “تم إنشاء هذه المجموعات لمواجهة الدروس والمراكز الخصوصية وربط المتعلمين بالمدرسة. ويأتي دعم العملية التعليمية من دخل هذه الفئات، لكن الصدمة الكبيرة لكثير من أولياء الأمور جاءت عندما أعلنت الوزارة أن “سعر الدرس الواحد للطالب لن يتجاوز 100 جنيه، وهذا السعر مبالغ فيه”. وبما أن أسعار الدروس الخصوصية في بعض “المراكز” الخارجية لا تصل إلى هذا المبلغ، فقد أثار هذا القرار غضب أولياء الأمور لأن هذا السعر باهظ، وغير مقبول لأنه من المفترض أن تعمل الوزارة جاهدة على مكافحة الدروس الخصوصية، فكيف يمكنكم ذلك؟ تغيير ذلك؟ تحويل المدرسة إلى مرتع للتدريس؟ الخصوصية القانونية داخل أسوار المدرسة؟! في النهاية، الأمر متروك للمتعلم وولي الأمر للموافقة أو الرفض، ولكن المشكلة هي ما إذا كانت هذه المجموعات إلزامية للطلاب أو ما إذا كان هناك ارتباط بين درجاتهم والتحاقهم بها، لأن الوضع المالي لبعض أولياء الأمور هو كذلك العبء الذي لا تستطيع هذه الفئات تحمله، كما لا تستطيع تحمل عبء الدروس الخصوصية. قالت: أخشى أن هذا القرار غير مناسب. ولأن الأهالي سيلجأون إلى الدروس الخصوصية والمراكز الأقل تكلفة، أضافت: “في الختام، فقط من خلال التجريب ووضع آليات إنسانية وموضوعية يمكننا الحكم في النهاية على القرار من حيث جدواه أو عدم تطبيقه”. مراعاة لظروف الطلاب وأولياء أمورهم ولا نريد أن نعرض على المتعلم وولي أمره خيارين يختارهما على أساس السعر الأقل وربما الأقل جودة. ونظراً لأن الظروف الاقتصادية تتطلب دفع 100 جنيه استرليني لكل فصل، فلا ينبغي للتعليم أن يصبح سلعة رخيصة. وفي سياق آخر، أكدت داليا الهزاوي، مؤسسة ائتلاف أولياء أمور المصريين، أن مجموعات الدعم المدرسية ستساهم بشكل كبير في توفير التعليم الخاص من خلال استقطاب المعلمين المؤهلين والأشخاص المحترمين الذين يرغبون في الاهتمام بنتائج التعليم والمؤهلين. مؤكداً أن استعداد الوزارة للإعلان عن إنشاء مجموعات الدعم المدرسي في مرحلة مبكرة يعد من الأمور الجيدة التي طالما حظينا بها، داعياً إلى أن يكون سعر السهم متناسباً مع الوضع الاقتصادي والظروف الاجتماعية الطلاب وأن سعر الدورة تنافسي بحيث يقبل الطلاب مجموعات الدعم بدلاً من المغادرة ونظراً للوضع الاقتصادي الحالي سيذهب ولي الأمر إلى مكان يقدم لهم سعر أفضل لأن ولي الأمر لديه أكثر من طالب والسر نجاح مجموعات الدعم يكمن في الثمن. من جانبها، قالت الأم منى أبو غالي، إن الوزارة تعمل على مكافحة الدروس الخصوصية وإلغائها وإغلاق «المراكز»، إلا أن أسعار الصفوف الجماعية المدرسية مرتفعة، في حين أن «مراكز الدروس الخصوصية» أرخص، وسيختار الآباء بالطبع السعر الأقل. وهذا سيشجع الكثير من الناس على الذهاب إلى مراكز الدروس الخصوصية أكثر. وتساءل أبو غالي، من هم الخبراء الذين يتخذون قرارات غير منطقية، لافتا إلى أن ما يحدث يجعل الأسر المصرية تتجه طواعية إلى “المراكز”، وتتسع الفجوة والثقة بين الناس والوزارة. وتابع “غالي”: “نعلم جميعًا أن المجموعات المدرسية ليست أكثر من دخل للمدرسة، وربما تطالب الإدارة بضرورة العودة إلى دور المدرسة، لشرح الدروس داخل الفصل الدراسي”. التفاعل بين لتحسين المعلمين والطلاب وإيجاد حلول لمشاكل المعلمين المالية حتى يتمكنوا من القيام بواجباتهم على أكمل وجه.