كلمة ولي العهد خلال قمة جدة تُعبر عن رؤية واضحة وصريحة وتمثل خطة عمل محددة

أشار خبراء في مجال الأمن والقانون الدولي إلى أن كلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، خلال القمة العربية الـ 32 في جدة كانت واضحة وصريحة وتمثل خارطة طريق. وأكدوا في تصريحات لصحيفة “اليوم” أن تأكيد سموه للمجتمع الدولي على ضرورة التوجه نحو السلام وعدم السماح بتحول المنطقة العربية إلى ساحة صراعات، يعكس الدور الهام الذي تضطلع به المملكة في تعزيز الوحدة العربية ودعم القضايا العربية.

توجيهات وخطط للمستقبل:-

صاغ اللواء المتقاعد مسفر الغامدي، أن كلمة سمو ولي العهد كانت واضحة وصريحة وتمثل خارطة طريق. وأضاف الغامدي، أن الرسالة وصلت بوضوح للجميع بأنه يجب العودة إلى الحل السياسي في اليمن، والعمل على حل شامل للمشكلة السورية وعودة اللاجئين إلى وطنهم وإعادة التعمير وسحب القوات الأجنبية، وتعزيز الاستقرار في العراق، وتوقف القتال في السودان. وأوضح أن توقيت عقد القمة العربية في السعودية كان مناسبًا، مشددًا على أن المملكة قامت بجهود دبلوماسية مكثفة لحل المشكلات مع الدول العربية والمنطقة من الناحية الجيوسياسية، وأشار إلى وجود محاولات متعددة من الغرب لعرقلة عقد الاجتماع، ولكن المملكة تعاملت مع الوضع بمهنية.

دور الدولة:-

ذكر محسن عبيد الحازمي، خبير القانون الجنائي الدولي، أن كلمة ولي العهد خلال القمة تجسد دور المملكة في منع تفاقم الصراعات وتعزيز جهودها في دعم القضايا العربية. وأوضح أن نجاح قمة جدة تحقق بفضل الحضور الفاعل لزعماء الدول العربية، مما ساهم في توحيد الجهود بقيادة المملكة وتعميق الدور السعودي في حل القضايا العربية. وسيسهم ذلك في توفير فرص في مختلف المجالات لتحقيق آمال الشعوب. ولا بد من التأكيد على الدور المهم الذي لعبته المملكة في نجاح القمة، وخاصة من خلال توقيعها اتفاقيات دولية تعكس تطلعاتها المستقبلية، وليس فقط مع دول محددة.

وأضاف الحازمي أن المملكة اعتمدت في الفترة الأخيرة سياسة التوسع في العلاقات الإقليمية والدولية، وليس مقتصرة على بعض الدول فقط. فقد قامت بتطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع دول مثل روسيا والصين والولايات المتحدة. وأشار إلى التوقيع على اتفاقيات شراكة مع الصين، وأعلنت مؤخراً استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد انقطاع منذ عام 2016، مما سيسهم بشكل كبير في تحقيق الاستقرار في المنطقة بشكل عام.

وأكد أن الدور الذي تسعى المملكة لتلعبه في علاقاتها مع دول العالم سيؤثر بالتأكيد على أهمية حل القضايا العربية، وسيساهم في تحقيق النجاحات التي تسعى إليها المملكة لصالح الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتم توضيح ذلك بوضوح في كلمة ولي العهد – حفظه الله ورعاه.