كارثة إنسانية غير مسبوقة.. شهود عيان يروون "لحظات الرعب" في درنة الليبية (خاص)

“كارثة إنسانية بكل المقاييس ونحتاج لتدخل دولي.” هكذا وصف شهود عيان الوضع في مدينة درنة الليبية.

وبعد أن ضربتها العاصفة دانيال، لم تتمكن سدود المدينة الواقعة بين سفوح الجبال من الصمود، فانهارت على الأهالي وجرفت الآلاف في البحر.

تقول عضو مجلس النواب الليبي سلطانة المسماري، إن ما حدث في مدينة درنة شرق البلاد كارثة إنسانية لم تحدث في التاريخ.

ووصف النائب الليبي في حديث لـ”” أن الجهود تركزت طوال يوم الاثنين على إنقاذ العالقين وإخراج الضحايا من تحت الأنقاض، موضحاً أن الارتفاع في المياه كان كبيراً بسبب انهيار سدود المدينة بسبب الفيضانات. كثافة الماء.

لقد انهار سدان

وأضافت أنه بعد انهيار السد، نزلت أطنان من المياه بارتفاع أمتار من الجبل إلى الأسفل، حيث كانت المدينة على بعد مئات الأمتار، وبدأت المباني في التساقط الواحد تلو الآخر.

وأشارت إلى أن الطرق الثلاثة المؤدية إلى البلدة مقطوعة، مشيرة إلى أنه بقي طريق واحد يصعب السير فيه لمساعدة المتضررين.

وأوضحت أنه على الرغم من الاستجابة السريعة للقوات المسلحة والحكومة في الشرق ومنظمات الإغاثة والإنسانية والهلال الأحمر، إلا أن هناك صعوبة كبيرة في مساعدة المتضررين.

وعن الإحصائيات الرسمية، أكدوا أن الأعداد كبيرة جداً، أكثر من 2000 بين مصابين ومفقودين ومتوفين، بحسب ما أعلنته الحكومة.

ارتفاع الماء 12 مترا

من جانبه قال الناشط المدني من مدينة درنة مهند الذيباني لـ”” إن الكارثة وقعت بعد الساعة الثانية والنصف ليلاً بعد انقطاع الاتصالات والكهرباء عن المدينة.

ويضيف الديباني أن المواطنين سمعوا صوت ارتطام، وبعد دقائق سمع صوت هدير عالي، وانهار السدان في المدينة، ما أدى إلى سقوط أطنان من عدادات المياه على المدينة، على بعد مئات الأمتار، والمباني. بجوار الوادي، الذي كان يضم أكثر من 5000 أسرة، بدأ في الانهيار.

وتابع أن ارتفاع المياه وصل إلى أكثر من 12 مترا، ما أدى إلى تأرجح المنازل باتجاه البحر، وأكد أن كافة الجسور والطرق بمدينة درنة شبهت بالانهيار.

وذكر الناشط أن عدد المفقودين والقتلى يتجاوز الـ6 آلاف، بحسب روايته، مشيراً إلى أن الكارثة تتطلب تدخلاً دولياً.

وطالب مهند الدول العربية والأوروبية بسرعة مساعدة المدينة لإنقاذ المدنيين بسبب قلة الإمكانيات في البلاد.

حدث استثنائي

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، إن العاصفة دانيال التي ضربت البلاد تمثل حدثا استثنائيا، مؤكدا أن الجيش تحرك سريعا ونشر وحدات وفرق متخصصة لتقديم الدعم. الدعم والخدمات الإنسانية للمواطنين.

وأكد المسماري، في مؤتمر صحفي، اليوم الاثنين، أن العديد من الطرق في ليبيا انقطعت بسبب الأعاصير والسيول التي ضربت البلاد، لافتا إلى أن جميع الجسور بمدينة درنة انهارت، مما أدى إلى غرق المدينة، وأشار إلى أن ولم يتمكن الجيش من نشر القوات الجوية في عمليات البحث والإنقاذ بسبب الظروف الجوية.

وتابع: “نحن بحاجة إلى تكثيف جهود البحث والإنقاذ، ونواجه عقبات كبيرة أمام جهود البحث بسبب حواجز الطرق. ونشكر مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، على كل الدعم الطبي واللوجستي”.