صومعة الكتبية.. زلزال المغرب يضرب أشهر آثار مراكش (فيديو)

في لمح البصر، انقلبت الأمور رأسا على عقب في المملكة المغربية، بعد أن ضرب زلزال مدمر البلاد في وقت متأخر من ليلة الجمعة.

وألقى الزلزال بظلاله على مواقع تاريخية ظلت سليمة لعقود من الزمن بشكلها الشهير، أبرزها مئذنة مسجد الكتبية بمراكش، والتي تعرضت لعدد من الأضرار، بحسب ما وثقه شهود عيان خلال مقاطع فيديو متداولة. على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأظهرت مقاطع فيديو لحظة فرار عدد من الزوار من مئذنة الكتبية، التي كان يتصاعد منها الدخان أثناء تعرضها للزلزال، وسط صرخات من الجمهور.

التأثير التاريخي

يعد مسجد الكتبية من أقدم المعالم الأثرية في مدينة مراكش، ويطل على ساحة جامع الفنا وسط المدينة الحمراء.

تم بناء المئذنة منذ أكثر من 900 عام، واشتهرت بجمالها المعماري على الطراز الفني الأندلسي، حتى أصبحت وجهة تستقطب أعين وقلوب الزوار والسياح.

وحمل المسجد اسم الكتبية نسبة إلى حي الكتبين المجاور، حيث كان يوجد بائعون للكتب.

بُني المسجد على أنقاض مسجد الباب، وتم وضع أول لبنة فيه عام 1070م في عصر المرابطين، وأخذ شكله الحالي عام 1158م في عهد الخليفة الموحدي عبد الموحد. مؤمن بن علي .

ويبلغ ارتفاع المئذنة 77 مترا، منها 12.80 مترا يرجع إلى قاعدتها المربعة التي تطل بها جميع شوارع المدينة الحمراء في الزاوية الشمالية الشرقية للمسجد.

تم بناء الصومعة من الحجر الرملي الطازج المأخوذ من جبل كيليز وسط مراكش، وتم وضع أحجار صغيرة فوقها لتقليل الوزن، فيما تم تزيينها بطلاء الجير لإبراز جمال المبنى من جهة، ولإخفاء الصومعة . خطوط تتجمع فيها الحجارة على الجانب الآخر، مع أشكال زخرفية مختلفة على كل واجهة من واجهاته الأربع.

وقد أدت العوامل المذكورة أعلاه إلى تحول هذه المحبسة إلى رمز اتخذه البعض للدلالة على مدينة مراكش.

عن الزلزال المدمر

جدير بالذكر أن المغاربة فزعوا في ساعة متأخرة من ليلة أمس الجمعة، من زلزال بقوة 7.2 درجة على مقياس ريختر.

وأعلن التلفزيون المغربي، صباح السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 632 قتيلا و329 جريحا، في حصيلة مرجحة للارتفاع.