زلزال المغرب يكسر قلب "الحسن" 5 مرات

مشاهد مؤلمة خلفها الزلزال المغربي في ربوع المملكة بعد أن أودى بحياة المئات في غمضة عين، بينهم عشرات العائلات بأكملها، كما شهدته قرية مولاي إبراهيم.

هز زلزال قوي بلغت قوته أكثر من 7 درجات على مقياس ريختر المملكة المغربية، متسببا في مقتل ما لا يقل عن 2012 شخصا وإصابة 2059 آخرين، بحسب حصيلة وزارة الداخلية المغربية. ثم أنزلت الدولة العلم وأعلنت الحداد لمدة ثلاثة أيام.

وتقع القرية التي تشتهر كمقصد سياحي جبلي، في ولاية الحوز، حيث سقط حوالي نصف ضحايا الحادث، بإجمالي أكثر من 694 ضحية حتى الساعة 19.00 بالتوقيت المحلي (18:00:00). (00 بتوقيت جرينتش))، وفي هذه المحافظة تقع مركز الزلزال المدمر.

غالبية أجزاء هذه المنطقة عبارة عن مدن وقرى صغيرة منتشرة في قلب جبال الأطلس الكبير. وأغلبها قرى يصعب الوصول إليها، كما أن غالبية المباني فيها لا تحترم شروط مقاومة الزلازل، بحسب وكالة فرانس برس.

قرية مولاي ابراهيم تنعي ضحايا الزلزال الأعنف

الحسن هو واحد من مئات الرجال الذين فقدوا أحباءهم تحت أنقاض المنازل والمباني المنهارة، لكن مأساته كانت الأصعب حيث فقد الأب المغربي زوجته وأطفاله الأربعة عندما دمر الزلزال قرية مولاي الجبلية. . إبراهيم والتي تقع في الجنوب الأوسط للمغرب وتبعد عن العاصمة مراكش أكثر من ساعة.

ورأى شهود الأب المنهار يجلس في أحد أركان عيادة القرية الصغيرة، دون أن ينبس ببنت شفة من شدة الصدمة. وتلفظ بجملة كشفت عن الحزن العميق الذي يعيشه: “لقد فقدت كل شيء”، قال بصوت ضعيف. .

الأب المصدوم بفقدان عائلته بأكملها، ظن أنه “ليس له من يساعد الآن”، وكان طلبه الوحيد: “أريد فقط أن أترك العالم أحزن في صمت”.

لكن الحسن لم يكن وحده في حالة صدمة، فالقرية بأكملها عاشت تحت تأثير الزلزال الذي ترك مرارة لن تحلها الأيام، على الأقل على المدى القصير، حتى لمن نجا ولم يخسر الجميع من عائلاتهم، مثل حسناء.

ووقفت المرأة الأربعينية مصدومة عند مدخل منزل متواضع بقرية مولاي إبراهيم، رغم نجاة عائلتها. وتقول: “إنها كارثة فظيعة. لقد دمرتنا هذه المأساة”.

تقول حسناء: “على الرغم من أن عائلتي لم تتضرر، إلا أن القرية بأكملها تبكي على أطفالها. لقد فقد العديد من جيراني أقاربهم. إنه ألم لا يوصف”.

أما بشرى، فقد وقفت على إحدى مرتفعات القرية، تحبس دموعها بوشاح يغطي شعرها، وهي تتابع مشهد الرجال وهم يحفرون القبور لدفن الموتى على أحد التلال. وروت بعض تفاصيل المأساة قائلة: “إحدى قريباتي فقدت طفلها الصغير”.

وأضافت بصوت متألم: “رأيت على الفور بقايا الزلزال. ما زلت أرتجف حتى يومنا هذا. إنه مثل كرة نارية تحرق كل شيء في طريقها. لم أعد أستطيع التحمل. كل شخص هنا لديه قريب فقده”. في قريتنا أو في قرى أخرى بالمنطقة.”