زلزال المغرب.. هل دخلت دول المنطقة العربية دائرة الخطر؟ (خاص)

ضرب زلزال عنيف بقوة 7.2 درجة على مقياس ريختر المغاربة صباح السبت، وأجبرهم على ترك منازلهم واللجوء إلى الشوارع، مخلفا 632 قتيلا و329 جريحا.

واعتبر المعهد الوطني للجيوفيزياء في المغرب الزلزال “الأعنف منذ قرن”، حيث قدرت الخسائر الأولية بنحو 3 مليارات دولار، بسبب شدة الزلزال وحجم الدمار الذي خلفه.

ويعيد زلزال المغرب إلى الأذهان الزلزال الذي ضرب الأراضي التركية في فبراير الماضي، وسط تساؤلات حول مستقبل دول البحر الأبيض المتوسط ​​وخريطة الزلازل في المنطقة.

ويبدد الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية بمصر، هذه المخاوف، قائلا إن الزلزال الأخير الذي شهده المغرب بعيد كل البعد عن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا.

منطقة نشطة زلزاليا

وأضاف الهادي لـ”” أن “الظروف الجيولوجية والتكتونية والفوهات التي تحدث عليها الهزات الأرضية مختلفة تماماً في الحالتين”، وأوضح أن “الزلزال المغربي يقتصر على منطقة جبال الأطلس وهي منطقة منطقة نشطة زلزاليا وبها العديد من الصدوع النشطة، وحدث زلزال بقوة 7 درجات.

وتابع: “المغرب له سوابق مع الزلازل القوية، وشهد زلزال أغادير عام 1960، الذي خلف نحو 15 ألف قتيل، وهذه المنطقة نشطة زلزاليا، وتتراوح شدتها عادة بين 6 و7 درجات على مقياس ريختر، لكن الزلزال التركي تختلف المنطقة تماما من حيث الوضع التكتوني عن زلزال المغرب، ولا يوجد أي ارتباط بين الحالتين.

ويرى الهادي أن حدوث زلازل متزامنة أو شهرية أمر طبيعي على كوكب الأرض، ونحن في المعهد نسجل زلازل بقوة 7 درجات بشكل شبه يومي حول العالم، وهذا الأمر لا يدعو للقلق، لأنه نشاط طبيعي للأرض”، ويشير إلى أن المغرب يتعرض لزلزال قوي كل 60 سنة في المتوسط.

زلزال أكادير 1960

وأشار إلى أن زلزال أكادير 1960 لقن السلطات المغربية درسا قويا، ومنذ ذلك الحين تم اعتماد قوانين بناء جديدة وتم تشييد مباني مقاومة للزلازل، مؤكدا أن الخسائر المادية من الزلزال الأخير ليست ضخمة، والمشاهد واقتصر الدمار على الأحياء والمباني القديمة، وأغلب القتلى في الأحياء القديمة. .

وأوضح الهادي أن زلزال المغرب استمر نحو 50 ثانية، واختتم: “في هذه الحالات يتغير الشعور بالزلزال حسب قرب مركز الزلزال، فإذا كنت على بعد ألف كيلومتر من الزلزال فلن تشعر به”. ، وسيقل الشعور به على مسافة 500 متر إلى حوالي 5 ثواني، وكلما ابتعدنا عن مركز الزلزال قل تأثره والشعور به.

زلزال المغرب

وأعلنت وزارة الداخلية المغربية في بيان لها أن حصيلة الزلازل ارتفعت إلى 632 قتيلا و329 جريحا، بينهم 51 شخصا في حالة حرجة.

ووقع الزلزال مساء الجمعة 8 سبتمبر الساعة 11:11 مساء، وبلغت قوته 7.2 على مقياس ريختر.

وأكدت وزارة الداخلية المغربية أن الأضرار المادية شملت مناطق غير مأهولة، وأكدت أنه تم استخدام كافة وسائل وإمكانيات السلطات المحلية والحماية المدنية لتقديم المساعدة اللازمة، ودعت المواطنين إلى التزام الهدوء.

الأكثر عنفا منذ قرن

من جانبه، قال المسؤول في المعهد الوطني للجيوفيزياء بالمغرب ناصر الجبور، إنها “المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المركز زلزالا بهذا العنف في البلاد”.

وأضاف المسؤول المغربي أن الهزات الارتدادية التي أعقبت الزلزال “كانت أقل قوة وقد لا يشعر بها السكان”، موضحا أن الهزة شعرت بها العديد من المدن المغربية في دائرة نصف قطرها 400 كيلومتر.

وأظهرت مقاطع فيديو وصور متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، انهيار عدد من المباني في مناطق مختلفة بالمغرب، وفي أحياء قديمة بمدن مختلفة، كما تصدعت مباني أخرى بسبب قوة الزلزال.

ويذكرنا زلزال المغرب بزلزال 24 فبراير 2004 الذي بلغت قوته 6.3 درجة على مقياس ريختر.