ريم.. رضيعة «تنقذ» سجل عائلة من الاندثار في خان يونس (صور)

كانت ملفوفة بقطعة قماش بيضاء ولفتت أنظار جميع المتواجدين في باحة مستشفى ناصر بغزة ممن جاءوا للبحث عن أهاليهم سواء القتلى أو الجرحى.

رضيعة لم يتجاوز عمرها الـ3 أشهر، هي كل ما تبقى من عائلة قضى أفراد عائلتها الـ10 الآخرين في غارة إسرائيلية على خان يونس، لتكون بذلك الناجي الوحيد وأيضا منقذ العائلة من الاندثار من السجل المدني بالقطاع المدمر.

وقتلت الغارة، الثلاثاء، أفراد عائلة كانت تقيم في خان يونس جنوب قطاع غزة ولم تنجُ منها سوى رضيعة عمرها ثلاثة أشهر، وفق ما أفاد مسعف لوكالة فرانس برس.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يتفحص الأمر.

من جانبه، قال طبيب في مستشفى ناصر لوكالة فرانس برس، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن “عشرة أفراد من عائلة أبو حية قتلوا في غارة إسرائيلية على منطقة عبسان شرق خان يونس”.

وأضاف “لم يبق من العائلة سوى ناجية واحدة هي رضيعة اسمها ريم وعمرها ثلاثة أشهر فقط”.

وأشار الطبيب إلى أن أفراد الأسرة العشرة الآخرين الذين قضوا في الغارة هم والداها وإخوتها الثمانية.

«من سيرضعها؟»

لفتت الطفلة الملفوفة بقطعة قماش بيضاء أنظار جميع المتواجدين في باحة مستشفى ناصر والذين جاءوا للبحث عن أهاليهم سواء القتلى أو الجرحى.

وقال إبراهيم بربخ، وهو من سكان خان يونس بينما كان يحمل الرضيعة: “هذه الرضيعة خرجت من تحت الأنقاض.. كل عائلتها قُتلت، حتى أمها ماتت”.

وتساءل “من سيرضعها؟ … أين العالم، أين من يدَّعون الإنسانية، أين حقوق الإنسان والصليب الأحمر، هذه الطفلة بقيت من بين عائلة كاملة”.

وأكد عاملون في الدفاع المدني ومصادر طبية وشهود عيان تعرض عدة أجزاء من القطاع الثلاثاء لقصف إسرائيلي عنيف.

واندلعت الحرب بغزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق داخل إسرائيل أسفر عن مقتل 1198 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 111 منهم في غزة، وتوفي 39 منهم، حسب الجيش الإسرائيلي.

وبلغت حصيلة الضحايا في القطاع منذ بدء الحرب 39929، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.