رغم اتفاق فتح وحماس.. "عين الحلوة" يغلي على نار الاشتباكات

رغم جهود تهدئة الأوضاع التي تقودها حركتا فتح وحماس، تجددت المعارك في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بجنوب لبنان مساء الأربعاء، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص.

وبهذه الحصيلة الجديدة يرتفع عدد قتلى الاشتباكات المتقطعة المستمرة منذ السابع من سبتمبر الجاري بين حركة فتح والجماعات المتطرفة في المخيم على مشارف مدينة صيدا الساحلية، إلى 15 شخصا.

وصباح الأربعاء، اتفقت حركتا فتح وحماس، أبرز فصيلين على الساحة الفلسطينية، على ضرورة تثبيت وقف لإطلاق النار في المخيم الذي يعد الأكبر للاجئين الفلسطينيين في لبنان والمعروف باكتظاظه وارتباطه بالعديد من المناطق السكنية. المناطق في المدينة وضواحيها.

ورغم ذلك، تجددت المعارك بعنف منذ مساء الأربعاء، مما أدى إلى قطع الطريق الدولي الذي يمر بمحاذاة المخيم، وهو الرابط الرئيسي بين جنوب لبنان وباقي مناطق البلاد.

تتجدد الاصطدامات

وقال مدير الاتصالات في الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان عماد الحلاق لوكالة فرانس برس إن “الاشتباكات التي وقعت ليل الاربعاء خلفت ستة قتلى و13 جريحا”.

ومنذ الخميس الماضي، قُتل تسعة أشخاص وأصيب أكثر من 85 آخرين، في حصيلة سابقة للمعارك تأتي بعد أسابيع من أعنف المواجهات التي يشهدها المخيم.

واندلعت مواجهات نهاية يوليو الماضي، استمرت خمسة أيام بين الجانبين، وأسفرت عن مقتل 13 شخصا، بينهم قيادي في فتح، في كمين. المسؤولين والأحزاب.

ودفع التصعيد الأخير حركتي فتح وحماس إلى إرسال مبعوثين إلى لبنان: عزام الأحمد عضو اللجان التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجان المركزية لحركة فتح، وموسى أبو مرزوق عضو اللجنة السياسية. مكتب حماس، الذي لم يشارك في المعارك على الأرض، وليس له حضور ملموس في مخيم عين الحلوة، على عكس باقي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

مطلوب وقف إطلاق النار وتسليم المجرمين

وبعد اجتماع عقد مساء الثلاثاء في السفارة الفلسطينية في بيروت، أعلنت الحركتان في بيان مشترك فجر الأربعاء، الاتفاق على “الالتزام الكامل بتثبيت وقف إطلاق النار” الذي تم التوصل إليه الاثنين بعد اجتماع جمع ممثلين عن الطرفين. الفصائل مع قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية، وضرورة “تسليم المطلوبين المتهمين”. مع اغتيال أحد قادة فتح في يوليو/تموز.

أفاد مراسل وكالة فرانس برس في صيدا أن الهدوء ساد وتوقفت أصوات الاشتباكات منذ منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، فيما أكدت حركتا فتح وحماس “استمرار التنسيق مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها كافة”.

ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات الفلسطينية بموجب اتفاق ضمني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية. وتقوم الفصائل الفلسطينية بنوع من الأمن الذاتي داخل المخيمات من خلال قوة أمنية مشتركة.

كما تتفق حركتا فتح وحماس، أبرز الفصائل الفلسطينية المتحاربة منذ أكثر من 15 عاماً رغم الاتفاقات المختلفة لإنهاء الخلاف بينهما، على ضرورة العمل على عودة تسهيلات مئات الأشخاص الذين اضطروا إلى العودة إلى ديارهم. بسبب التصعيد الأخير للفرار من المخيم.

ويشتهر مخيم عين الحلوة بإيواء الجماعات المتطرفة والأجانب. فهي موطن لأكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجل لدى الأمم المتحدة، وانضم إليهم في السنوات الأخيرة آلاف الفلسطينيين الفارين من الصراع في سوريا.

ويشهد في كثير من الأحيان عمليات قتل وأحيانا اشتباكات، خاصة بين الفصائل الفلسطينية والجماعات المتطرفة، وتعتبر حركة فتح الفصيل الأبرز في المخيم، الذي تتواجد فيه حماس أيضا. وتتخذ الجماعات المتطرفة من عدة أحياء معقلاً لها، أحدها المنطقة التي شهدت بشكل خاص المواجهات الأخيرة مع حركة فتح.

aat:jddha:bb::jf جزيرة إم آند إم