حكومتان في السودان؟.. تحذير من "حرب شاملة" طويلة الأمد

حذرت قوى الحرية والتغيير في السودان، من اعتزام طرفي الصراع في البلاد تشكيل حكومة في المناطق الخاضعة لسيطرتهما.

قالت الجماعة السياسية المدنية الرئيسية في السودان، اليوم الجمعة، إن خطوة إعلان حكومتين تعني الانزلاق إلى حرب أهلية طويلة الأمد.

ويأتي تحذير قوى الحرية والتغيير بعد أن ألمح قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” إلى تشكيل سلطة حاكمة في المناطق الخاضعة لسيطرة قواته.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان، اندلعت اشتباكات عنيفة في السودان بين قوات الدعم السريع والجيش، وفشلت الوساطة الأمريكية السعودية في إقناع طرفي الصراع بتعزيز وقف إطلاق النار وسط غياب آفاق الحل السياسي.

وقالت قوى الحرية والتغيير في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك إنها “تتابع بقلق بالغ المؤشرات التي تتصاعد مع تهديد طرفي الحرب بتشكيل حكومة في المواقع التي يسيطران عليها، وهو أمر بالغ الخطورة سيؤدي إلى تجزئة وتقسيم البلاد”.

وأضاف البيان أن قوى الحرية والتغيير تؤكد من منطلق موقفها التاريخي والوطني رفضها التام لهذا التوجه الذي يزرع بذور تفتيت وحدة السودان ويعمق الصراع ودائرة الحرب. تتوسع تمهيداً لتحويلها إلى حرب أهلية واسعة النطاق”.

ومنذ اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في 15 أبريل الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى مناطق في جنوب غرب ووسط السودان.

وهناك فصيل آخر انخرط مؤخراً في قتال مع الجيش، وهو الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، ويسيطر على أجزاء كبيرة من ولاية جنوب كردفان.

ولا يزال الجيش يسيطر على أجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك مدينة بورتسودان على البحر الأحمر، حيث انتقل بعض المسؤولين الحكوميين والوكالات الدولية.

وفي رسالة صوتية صدرت في وقت متأخر من مساء الخميس، أثار حميدتي إمكانية قيام قوات الدعم السريع بتشكيل حكومة في الخرطوم، محذرا من أن أي تحرك من قبل الجيش لتشكيل حكومة تصريف أعمال في بورتسودان سيؤدي إلى تقسيم البلاد.

والشهر الماضي، قال مسؤول كبير في مجلس السيادة السوداني، الذي يرأسه قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، إن هناك حاجة لتشكيل حكومة معنية.

وتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السلطة مع قوى الحرية والتغيير بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير عقب انتفاضة شعبية عام 2019.

ونفذ الجيش وقوات الدعم السريع انقلابا في عام 2021 قبل أن يتفقا على الانتقال المخطط إلى انتخابات في ظل حكم مدني.

وتسبب القتال بين الجانبين في أزمة إنسانية في السودان حيث أعداد النازحين أكبر من أي دولة أخرى.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 4.1 مليون شخص نزحوا منذ أبريل/نيسان، وفر أكثر من 1.1 مليون إلى دول مجاورة.

2a02-4780-11–4f جزيرة إم آند إم