حكم التدخين في المذاهب الأربعة

حكم التدخين في المذاهب الأربعة، حكم التدخين في المذاهب الأربعة يعتبر موضوعًا مثيرًا للجدل ومحل نقاش واسع في الأوساط الدينية. تختلف الآراء والمواقف حول هذه المسألة بين المذاهب الإسلامية الأربعة. ففي الإسلام السني، يعتبر التدخين حرامًا ومحرمًا، حيث يؤكد النص الديني على حفظ النفس وتجنب المآسي والأذى. أما في الشيعة، فتختلف الآراء، حيث يرونه أحيانًا مكروهًا أو مباحًا بشروط محددة. بينما في المذاهب الأخرى كالمذهب المالكي والحنبلي والحنفي، يعتبر التدخين مكروهًا وينظر إليه بعين الاستحسان، وذلك بناءً على النصوص الشرعية والقيم الأخلاقية. بالتالي، يعتبر حكم التدخين مسألة دينية تستند إلى القواعد والمبادئ الشرعية المتبعة في كل مذهب.

القول في التدخين في المذاهب الأربعة

يسأل بعض الناس عن الأحكام الشرعية في بعض الأمور رغبة في تجنب ارتكاب المعصية بغير علم أو جهل. ولذلك تتبادر إلى ذهن المسلم أسئلة مماثلة: لماذا حرم التدخين، والتي سنناقشها فيما يلي:

1- الرأي الأول: المنع المطلق للتدخين

وقد حرم بعض الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة تدخين التبغ، كالإمام ابن باز، كما أفتت اللجنة الدائمة في ذلك، بناء على ما يلي:

  • قول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: “… [الأعراف: 157] وذلك لأن التدخين يسبب ضرراً وضرراً عظيماً للمدخن ولمن حوله، فيدخل في خانة الضرر.
  • الآية الكريمة التي تقول {…ولا تقتلوا أنفسكم. إن الله كان بكم رحيما } [النساء: 29] وذلك لأن الانتحار لا ينطوي على انتحار، بل بإلقائه في مخاطر تؤدي إلى الموت عاجلاً أم آجلاً، لأن التدخين يسبب أمراضاً مزمنة قاتلة، وكل الدراسات الطبية تؤكد خطورته على صحة الإنسان.
  • وقد روي حديث شريف عن خير الأنام: «لا ضرر ولا ضرار». [الأوسط لابن المنذر]ولهذا حرم التدخين لأنه يضر العبد ومن يخالطه، وذلك لأن الأصل في الأشياء الضارة المنع والتحريم.

2- الرأي الثاني هو استبدال التدخين

وهذا الرأي في حكم التدخين عند المذاهب الأربعة مبني على أن الأصل في الطعام والشراب أنه حلال ما لم تكن هناك آية قرآنية أو حديث شريف يحرمه صراحة تحريماً قطعياً. شك وذلك لأن الأمور تؤخذ بالقياس، إذ لا اتفاق على تعريف النجاسات حتى يتحدد منها الدخان. بينهم.

بالإضافة إلى أنه ليس كل ضرر محظور، لأنه أمر نسبي، بعضه مكروه وبعضه محظور، فلا يشترط أن يكون كل ضرر محرماً، وحتى لو كان الحد الأدنى من الضرر فادحاً، وإذا تحدثنا عن ذلك فهو إضاعة للمال، فالفرق بين الحرام وما لا يحبه على حسب حساب الإنسان سواء كان غنيا أو فقيرا.

3- القول الثالث: أنه يكره التدخين

وفي سياق ذكر حكم التدخين عند المذاهب الأربعة، وخاصة حكم التدخين عند المذهب الحنبلي، نجد أن بعض الفقهاء المعاصرين ينقسمون إلى فريقين، وهما:

  • وهناك فريق يرى أن التدخين حرام إذا كان يسبب ضرراً لا يحتمل، وهذا يختلف باختلاف الأشخاص وظروفهم. ولا بد من اللجوء إلى طبيب موثوق يقوم بتقييم مدى الضرر وخطورته، كما أن الإفراط في التدخين ممنوع إذا كان للمدخن أولويات أخرى في إنفاق أمواله.
  • أما المجموعة الأخرى فترى أن التدخين ليس متعة إذا لم يسبب أضرارا صحية أو مالية كبيرة، بل إن رائحته كريهة وتؤذي الإنسان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أكل الثوم أو البصل فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا”. [صحيح البخاري – جابر بن عبد الله].

حكم التدخين لابن عثيمين، وحكم التدخين في دار الإفتاء المصرية لا يختلفان عن آراء أكثر العلماء، إذ يتفق الأغلبية على التحريم، بينما تقول فئة قليلة إن التدخين ليس متعة

حكم التدخين في المذاهب الأربعة، بناءً على النظرة العامة للمذاهب الأربعة في الإسلام، يتفق جميعها على أن التدخين حرام ومحرم. ففي المذهب الحنفي والمالكي والشافعي، يتم الاستناد إلى الأدلة الشرعية التي تؤكد ضرر التدخين على الصحة وتسببه في الإضرار بالفرد والمجتمع. وفي المذهب الحنبلي، يُعتبر التدخين نوعًا من الاستهتار بالنفس والمال، وهو ممنوع بناءً على قاعدة إسلامية تحظر كل ما يضر بالإنسان. لذا، يجب على المسلمين اتباع هذه الأحكام وتجنب التدخين لكي يحافظوا على صحتهم ويعيشوا حياة طيبة ومباركة.