توضيحات الرئيس الفلسطيني لا توقف عاصفة انتقادات

فشلت الرئاسة الفلسطينية في وقف عاصفة الانتقادات الدولية التي اعتبرت تصريحات الرئيس محمود عباس معادية للسامية.

ومن المفارقات أن عباس تحدث في اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح الأسبوع الماضي عن معنى السامية.

ماذا قال عباس؟

وقال عباس في كلمته التي لم تنشر الرئاسة الفلسطينية نصها، والتي تابعتها قناة عبر شريط فيديو بثه التلفزيون الفلسطيني الرسمي: “الحقيقة التي يجب علينا نحن العالم أن نوضحها هي أن يهود أوروبا “ليسوا ساميين، وليسوا ساميين، ولا صلة لهم بالساميين، وبدأت القصة في عام 900”. م، وفي مملكة الخزر على بحر قزوين.

وأضاف: “هي إمبراطورية التتار التي أصبحت يهودية، وسقطت الإمبراطورية، فرحل جميع سكانها إلى الشمال والغرب، وذهبوا إلى روسيا ودول أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية وانتشروا هناك، وهذا هو الأصل”. لليهود الأشكناز”.

وتابع: “فهؤلاء الذين نسمع عنهم يقولون إنهم ساميون أو معادون للسامية، على الأقل اليهود الأشكناز ليسوا ساميين”.

وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أنه “عندما قالوا إن هتلر قتل اليهود لأنهم يهود وأن أوروبا تكره اليهود لأنهم يهود، لا. لقد أوضحت فقط أنهم قاتلوهم بسبب وظيفتهم الاجتماعية وليس بسبب دينهم، وكتب أكثر من كاتب، حتى كارل ماركس قال إن هذا غير صحيح”. وقد قال للتو إن العداء ليس ضد اليهودية كدين، بل ضد اليهودية بصفتها الاجتماعية، لأسباب اجتماعية.

وقال: “حتى هتلر.. هتلر كان رقيباً في الحرب العالمية الأولى. الجميع يعرفه. قال إنه قاتل اليهود لأنهم كانوا يعملون على الربا والمال. أي أنهم من وجهة نظره قاموا بتخريب ولهذا السبب فهو يكرههم.”

وأضاف الرئيس الفلسطيني: “نريد أن نوضح هذه النقطة أنه لا وجود للسامية ومعاداة السامية هنا. أما اليهود الشرقيين فهم ساميون لأنهم جميعا أصلهم من الجزيرة العربية وذهبوا إلى الأندلس وعادوا من الأندلس”. وكلنا نعرف هذا التاريخ.”

وحالما انتشر نص هذه التصريحات، اندلعت عاصفة من الانتقادات الدولية، بدءاً من الولايات المتحدة الأميركية وصولاً إلى أوروبا.

إعلان الرئاسة الفلسطينية

وبعد موجة الانتقادات، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن ما نشره الرئيس محمود عباس في برنامج تلفزيوني حول القضية اليهودية هو اقتباس من كتابات مؤرخين وكتاب يهود وأمريكيين وغيرهم . ولا يعتبر إنكارًا بأي حال من الأحوال للمحرقة النازية.

وشدد أبو ردينة في بيان له على أن موقف الرئيس محمود عباس من هذه القضية واضح وموثق وهو الإدانة الكاملة للمحرقة النازية ورفض معاداة السامية.

وقال الناطق الرسمي الفلسطيني: “إننا نعرب عن استنكارنا وإدانتنا الشديدة لهذه الحملة المجنونة من خلال الاستشهاد بالكتابات الأكاديمية والتاريخية فقط”.

تعليقات غاضبة

وقالت المبعوثة الأميركية الخاصة لمراقبة ومكافحة معاداة السامية، السفيرة ديبورا ليبستات، في تدوينة على منصة “إكس” (تويتر سابقا): “لقد روعت من التصريحات البغيضة والمعادية للسامية التي أطلقها الرئيس عباس بشأن حركة فتح الأخيرة”. لقاء الخطاب الذي أهان الشعب اليهودي، وشوه المحرقة، وفشل الهجرة الجماعية”. “مأساة اليهود من الدول العربية. أنا أدين هذه التصريحات وأطالب بالاعتذار الفوري”.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إنها تنضم إلى ليبستات “في إدانة خطاب الكراهية هذا، الذي، بالإضافة إلى كونه معاديا للسامية، يقوض احتمالات مستقبل آمن وسلمي للإسرائيليين والفلسطينيين”.

أما الاتحاد الأوروبي فقال في بيان تلقته : إن “الخطاب الذي ألقاه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمام المجلس الثوري الحادي عشر لحركة فتح أواخر آب/أغسطس الماضي، تضمن تصريحات غير صحيحة ومضللة بشكل صارخ عن اليهود ومناهضيهم”. -السامية.

وأضاف أن “مثل هذه التشوهات التاريخية هي تحريضية ومهينة للغاية ولا يمكن إلا أن تزيد من التوترات في المنطقة ولا تخدم مصالح أحد. إنها في مصلحة أولئك الذين لا يريدون حل الدولتين، هذا هو الحل الذي يريده الرئيس عباس”. وقد دعت مرارا وتكرارا.”

“علاوة على ذلك، فهو يقلل من شأن المحرقة، وبالتالي يشجع معاداة السامية، ويشكل إهانة للملايين من ضحايا المحرقة وعائلاتهم”.

من جهتها قالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان تلقته : “إن المملكة المتحدة تدين التصريحات المعادية للسامية الأخيرة للرئيس عباس. وتقف المملكة المتحدة بحزم ضد أي محاولة لتشويه المحرقة. ومثل هذه التصريحات لا تفعل شيئاً ولا يخدم جهود المصالحة”.

وقال الممثل الكندي في رام الله في بيان: “ندين بشدة تصريحات الرئيس عباس التحريضية والمعادية للسامية. هذه التعليقات تشوه الحقيقة التاريخية للمحرقة وتعزز الاستعارات الكلاسيكية والمعاصرة لكراهية اليهود”.