توجه قوي لدى البنوك المركزية الرئيسية لاقتناء الذهب كبديل للدولار

يتوقع تحليل بنك يو بي إس الأمريكي أن يستمر الطلب على الذهب بين البنوك المركزية العالمية بقوة، حتى بعد عام قياسي من حجم المشتريات، وفقًا لتقرير نشرته شبكة بيزنسس إنسايدر الأمريكية.

تجاوزت البنوك المركزية حاجز الألف طن من الذهب في عام 2022:-

وفقًا لتقرير صادر عن محللين استراتيجيين في بنك يو بي إس الأمريكي، تم شراء أكثر من ألف طن متري من الذهب من قبل البنوك المركزية في عام 2022. يعتبر هذا الرقم هو الأعلى على الإطلاق في التاريخ، ويفوق ضعفًا ما تم شراؤه في عام 2021، وهو 450 طن متري. تلك الأرقام تعكس الطلب القوي والمستدام على الذهب من قبل البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم.

شراء 700 طن متري من الذهب من قبل البنوك المركزية:-

متوقع شراء 700 طن متري من الذهب من قبل البنوك المركزية في عام 2023، وفقًا لتقديرات بنك يو بي إس، مع العلم أن هذا الرقم يشهد انخفاضًا مقارنة بعام 2022، ولكنه لا يزال أعلى من المتوسط السنوي الذي يبلغ 500 طن متري منذ عام 2010. وأشار بنك يو بي إس إلى أن هذا الاتجاه في شراء البنوك المركزية للذهب يمكن أن يستمر، نظرًا لتصاعد المخاطر السياسية والتضخم المرتفع. وتعكس هذه الاستراتيجية رغبة البنوك المركزية في تنويع محافظها وحماية قيمتها في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.

تحليل سبب الزيادة في الطلب على الذهب:-

يعزى الإقبال على الذهب إلى قرار الولايات المتحدة بتجميد احتياطيات النقد الأجنبي الروسي في أعقاب الحرب في أوكرانيا، والذي من المتوقع أن يؤثر على سلوك البنوك المركزية على المدى الطويل.

تأثير الدولار الأمريكي على سوق الذهب:-

في السابق، كان الدولار الأمريكي يُعتبر الدعامة الأساسية لاحتياطيات البنوك المركزية. ومع زيادة الطلب على الذهب مؤخرًا، يُرى أن ذلك يشير إلى تراجع أهمية الدولار بعد استخدامه في الضغط المالي على روسيا بسبب الأزمة في أوكرانيا.

جهود إزاحة الدولار وإنهاء الدولرة:-

وفقًا لتقرير من بيزنس إنسايدر، فإن البنوك المركزية الكبرى التي تشتري الذهب بشكل مكثف تسعى للتخلص من هيمنة الدولار في عمليات التمويل العالمية أو للتهرب من عقوبات العملة الغربية، وذلك من خلال جهود الصين وروسيا والهند.

تجاوز الـذهب 2100 دولار للأونصة:-

من المتوقع أن يشهد سعر الذهب ارتفاعًا في المستقبل، حيث يتجاوز الـ 2100 دولار للأونصة بحلول نهاية العام ويصل إلى 2200 دولار بحلول مارس 2024. يعزى هذا الارتفاع إلى الطلب المستمر القوي من البنوك المركزية. على الرغم من انخفاض سعر الذهب لأقل من 2000 دولار خلال الأسبوع الماضي، إلا أنه لا يزال مرتفعًا بنسبة 8٪ هذا العام. إضافةً إلى ذلك، يساعد ضعف الدولار أيضًا على ارتفاع سعر الذهب. وفقًا لتوقعات بنك يو بي إس، من المتوقع أن يتراجع الدولار بشكل أكبر مع استعداد الاحتياطي الفيدرالي لوقف دورة التشديد النقدي، في حين تستمر البنوك المركزية الأخرى في رفع أسعارها.

تأثير ضعف الدولار:-

وفقًا للبنك، يعتبر ضعف الدولار عاملًا مؤثرًا. يُلاحظ أن أداء الذهب يتحسن تاريخيًا عندما يتراجع الدولار الأمريكي بسبب ارتباطه السلبي القوي. من المحتمل أن نشهد مرة أخرى موجة جديدة من ضعف الدولار خلال الأشهر الستة إلى الاثني عشر المقبلة.