تبرأ منها المرشح لـ«خارجية إيران».. ماذا نعرف عن «عصابة نيويورك»؟

مجموعة “عصابة نيويورك” مصطلح لا يرتبط بالعصابات في المدينة الأمريكية، أو أفلام هوليود، بل يتردد في قلب السياسة الإيرانية.

فقبل يومين، خلال اجتماع داخل لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أثيرت مسألة تتعلق بمصطلح “عصابة نيويورك”، الأمر الذي أثار ردود فعل متباينة من الأعضاء والمسؤولين الحاضرين في هذا الاجتماع.

ووفق موقع “تابناك”، فإن علي خضریان، عضو جبهة “ثبات الثورة” الأصولية والعضو أيضا في نفس اللجنة البرلمانية المذكورة، طرح سؤالا في هذا اللقاء على عباس عراقجي وزير الخارجية المقترح فی حکومة الرئيس الإيراني الجدید مسعود بزشکيان، وطلب منه إبداء رأيه بشأن “عصابة نيويورك” وإمكانية الاستفادة منها مستقبلا.

ويشير مصطلح “عصابة نیویورك” إلى مجموعة من الدبلوماسيين والخبراء فی وزارة الخارجية الإيرانية الذين كانوا نشطين في خلال فترة الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني (2013-2021).

وتعرف هذه المجموعة بهذا الاسم بسبب دورها الفعال في المفاوضات النووية والعلاقات الدبلوماسية مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة.

ويستخدم هذا المصطلح في الغالب بشكل غير رسمي في وسائل الإعلام المحلية المحسوبة على كل من التيار الأصولي والوسط السياسي عموما داخل إيران.

وردا على سؤال خضريان، قال عراقجي خلال اجتماع لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيرانب: “لا يوجد شيء اسمه عصابة نيويورك ومجموعة بهذا الاسم، وكل شيء مجرد إشاعة. هناك العديد من الزملاء الذين كانوا في مهمة في نيويورك ويشار إليهم على هذا النحو، في حين أن لديهم أفكارا مختلفة”.

في غضون ذلك، رد عباس غلرو، النائب البرلماني والدبلوماسي الإيراني السابق في مقر الأمم المتحدة، والذي كان حاضرا في هذا الاجتماع، على هذا الأمر بدعابة قائلا: “أنا واحد منهم وجزء من عصابة نيويورك؟!”.

بعد أن قال عباس غلرو هذه الجملة، رد عراقجي على الفور بقوله: “نعم، لقد ذهب (غلرو) أيضا إلى نيويورك، لكنني لم أذهب إلى هناك أبدا”.

الجدير بالذكر أن بعض وسائل الإعلام الإيرانية عكست كلام عراقجي وكأنه يعتبر الانتماء إلى هذه المجموعة صفة سلبية ويتجنبها، في حين أن حقيقة القصة ومضمون حديثه شيء آخر، وفقا لتقرير “تابناك”.

ما هي عصابة نيويورك؟

ويبدو أن مصطلح “عصابة نيويورك” هو أكثر من مجرد أداة سياسية تستخدم في بعض الدوائر للضغط على الدبلوماسيين الذين عملوا في حكومة روحاني.

وخلال السنوات الماضية، بات مصطلح “عصابة نيويورك” يشير إلى مجموعة من الدبلوماسيين بوزارة الخارجية الإيرانية الذين كانوا نشطين في وزارة الخارجية خلال حكومة الرئيس الأسبق حسن روحاني.

واستخدم هذا المصطلح في السنوات الماضية، في وسائل الإعلام التي کانت تنتقد حكومة روحاني ويشير عموما إلى أولئك الذين يعتقدون أنه بدلا من مقاومة العقوبات، يجب حل المشكلات من خلال المفاوضات والدبلوماسية، خاصة مع الدول الغربية.

وتعرف هذه المجموعة بهذا الاسم بسبب دورها الفعال في المفاوضات النووية والعلاقات الدبلوماسية مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة، وفق تقارير إيرانية. 

ويتهم بعض المنتقدین الأصوليين داخل إيران هذه المجموعة بأنها “خاضعة” للغرب وتفضل التفاوض والتسوية بدلا من “المقاومة”. 

أصل الفكرة

ووفقا لتقریر سابق نشره موقع “إيران واير” الناطق بالفارسية ويديره صحفيون إيرانيون مستقلون، يُعتبر صادق خرازي، وهو شقيق كمال خرازي صهر علي خامنئي والممثل الرسمي لإيران في الأمم المتحدة خلال الثمانينيات والتسعينيات، أن التيار الأصولي هو الأب الروحي والمؤسس لـ”عصابة نيويورك”، ومعه وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف الذي كان أحد مساعدي صادق خرازي وقتها.

وبحسب مذكرات ظريف التي صدرت مؤخرا تحت عنوان “طاقة الصبر”: “كانت مهمة خرازي ورفاقه الأساسية، والتي تم تنفيذها بطلب من خامنئي وبدعم من هاشمي رفسنجاني، هي التواصل مع أعضاء الكونغرس الأمريكي، لكن تجنب الاتصال بالمسؤولين الحكوميين، من أجل إنشاء قناة مباشرة للتواصل مع الولايات المتحدة دون الارتباط بالحكومة”.

وأضاف ظریف فی جانب من مذکراته: “كانت إحدى أولويات خرازي هي تغيير صورة إيران أمام الدول الأجنبية. تم خلق صورة زائفة وعنيفة للجمهورية الإسلامية، بدأت باحتجاز الرهائن واستمرت بالحرب الإيرانية العراقية؛ وبطبيعة الحال، كانت المناقشات المتعلقة بحقوق الإنسان أكثر أهمية أيضا”.

يُشار إلی أن خامنئي أعطى هذه المجموعة حرية كبيرة في التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، بما في ذلك المحادثات المباشرة بين ظريف ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، ودعوة خبراء أمريكيين إلى طهران.

اللافت أن هناك فيلما أمريكيا شهيرا باسم “عصابات نيويورك”‏ من إخراج الأمريكي مارتن سكورسيزي وبطولة ليوناردو دي كابريو وكاميرون دياز.