بناء السفن الحربية الأمريكية.. أزمات تؤدي لأسوأ وضع منذ ربع قرن

أكد تقرير لوكالة “الأسوشيتدبرس” الأمريكية أن إنتاج السفن الحربية في الولايات المتحدة يمر بأسوأ حالاته منذ 25 عاما.

وأشار التقرير إلى أن البحرية تعتمد في بناء السفن الحربية منخفضة التكلفة في البحر الأحمر على مجموعة عمال يبلغون من العمر 25 عاما كانوا يصنعون في السابق قطع غيار لشاحنات القمامة.

ويشكل نقص العمالة أحد التحديات التي لا تعد ولا تحصى والتي أدت إلى تراكم إنتاج السفن وصيانتها في وقت تواجه فيه البحرية تهديدات عالمية متزايدة، وإلى جانب الأولويات الدفاعية المتغيرة، وتغييرات التصميم في اللحظة الأخيرة، وتجاوز التكاليف، فقد جاءت الولايات المتحدة خلف الصين في عدد السفن المتاحة لها والفجوة آخذة في الاتساع.

وقال المحلل المخضرم في مكتب الميزانية بالكونغرس إريك لابز إن “بناء السفن الحربية يمر بحالة رهيبة، وهي الأسوأ منذ ربع قرن ولا أرى طريقة سهلة للخروج من ذلك وأشعر بقلق كبير”.

وأضاف أن “شركة مارينت مارينز أبرمت عقدا لبناء 6 فرقاطات ذات صواريخ موجهة، وهي أحدث السفن الحربية السطحية التابعة للبحرية الأمريكية مع خيارات لبناء أربع فرقاطات أخرى، لكن ما يتوفر لديها من عمال يكفي لإنتاج فرقاطة واحدة فقط سنويا”.

وأوضح التقرير أن “إحدى المشاكل الرئيسية التي تواجهها الصناعة هي النضال من أجل توظيف العمال والاحتفاظ بهم للقيام بالعمل الصعب المتمثل في بناء سفن جديدة، ومع تقاعد العمال القدامى فهم يأخذون معهم عقودا من الخبرة”.

وفي محاولة للتغلب على هذه المشكلة أنشأت أحواض بناء السفن في جميع أنحاء البلاد أكاديميات تدريب وشراكات مع الكليات التقنية لتزويد العمال بالمهارات التي يحتاجون إليها لبناء سفن حربية عالية التقنية، وتقدم أحواض بناء السفن امتيازات للاحتفاظ بالعمال بمجرد توظيفهم.

تراكم الأزمات:

وأشار التقرير إلى أن “الكثير من اللوم بشأن المشاكل الحالية في قطاع بناء السفن في الولايات المتحدة يقع على عاتق البحرية، التي تغير المتطلبات بشكل متكرر، وتطلب ترقيات وتعديل التصميمات بعد أن بدأت شركات بناء السفن في إنتاجها، ويظهر ذلك في تجاوز التكاليف والتحديات التكنولوجية، والتقاعد المبكر لبعض السفن القتالية الساحلية المدرعة بشكل خفيف التابعة للبحرية، التي كانت عرضة للانهيار”.

وقد أكد وزير البحرية كارلوس ديل تورو مؤخرا أهمية برامج التدريب خلال مراسم التخرج في كلية مجتمعية في ولاية ماين. وقد أقامت الكلية شراكة مع حوض بناء السفن البحرية في بورتسموث القريب لتعليم العمال المهارات اللازمة لإصلاح الغواصات النووية.

وقال “يتعين علينا جميعا أن نفكر في أفضل السبل لاستغلال مواهبنا، لبناء أمتنا العظيمة لجميع الأمريكيين، والدفاع ضد التهديدات والتحديات اليوم”.

التهديدات المتغيرة والخطط المتغيرة:

ما يزيد الواقع تعقيداً أمر خارج عن سيطرة البحرية ويتمثل في “الطبيعة المتغيرة للتهديدات العالمية”.

وطول تاريخها كان على البحرية أن تتكيف مع المخاطر المتنوعة، سواء كانت الحرب الباردة في العقود الماضية أم التهديدات الحالية بما في ذلك الحرب في الشرق الأوسط، والمنافسة مع القوات البحرية الصينية والروسية، والقرصنة قبالة سواحل الصومال والهجمات المستمرة على السفن التجارية من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن.

وهذا ليس كل شيء، يقول ماثيو باكستون من مجلس شركات بناء السفن في أمريكا، وهي جمعية تجارية وطنية، إن توحيد أحواض بناء السفن والشكوك حول التمويل قد عطل إيقاع بناء السفن وعرقل الاستثمارات والتخطيط على المدى الطويل.

وقال باكستون “لقد كنا نتعامل مع خطط بناء السفن غير المتسقة لسنوات، وعندما بدأنا أخيراً في زيادة الإنتاج صُدمت البحرية لأننا فقدنا عددا كبيرا من قوتنا العاملة”.

وتصر البحرية على أنها تأخذ مشاكل بناء السفن على محمل الجد.

وقال الملازم كايل هانتون، المتحدث باسم مكتب ديل تورو: “لم يكن دور البحرية في الدفاع عن أمتنا وتعزيز السلام أكثر اتساعا أو أهمية من أي وقت مضى، نواصل العمل مع شركائنا في الصناعة للتوصل لحلول إبداعية لحل تحدياتنا المشتركة”.