بضربات غربية وإسرائيلية.. «الحوثي» يقر بمقتل وإصابة 253 من عناصره

أقرت مليشيات الحوثي، الخميس، بمقتل وإصابة 253 من عناصرها في الضربات الغربية التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا وغارات إسرائيل على محافظة الحديدة اليمنية.

حصيلة أماط اللثام عنها، زعيم الحوثيين في شمال اليمن عبدالملك الحوثي في خطابه الأسبوعي المرئي الذي يُبث كل خميس، ويقدم فيه التوجيهات للقيادات الميدانية لجماعته أو فيما يخص انخراط مليشياته ضمن ما يسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران.

وكشف الحوثي عن أن الضربات الأمريكية «المعادية» الذي استهدفت مواقع المليشيات بلغت هذا الأسبوع لنحو 10 ضربات، منها 8 في الحديدة وغارتان على حجة وصنعاء، فيما زعم أن جماعته أطلقت 15 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيرة نحو السفن خلال ذات الفترة.

ورغم أن ناطق الجماعة العسكري يحيى سريع يعلن مسبقا هذه الهجمات، لكنه يلتزم الصمت عادة عندما لا تصيب هذه الهجمات السفن في خطوط الملاحة، فيما استمرت القيادة المركزية الأمريكية نشر التحديثات حول ضرباتها لتعطيل قدرات الحوثيين.

ومنذ الخميس الماضي، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية تدمير 8 أهداف للحوثيين، كان آخرها، في 13 من أغسطس/آب الجاري بضرب زورقين مسيرين، إضافة إلى استهداف زورق مسير ومنصة صواريخ في 9 أغسطس/آب الجاري، وصاروخين مجنحين ومحطة تحكم أرضية وزورق مسير في 8 أغسطس/آب.

خسائر الحوثي‏

وعقب حديثه عما أسماه “الغارات الأمريكية المعادية”، كشف زعيم مليشيات الحوثي أن جماعته خسرت فيما أسماه “معركة الفتح الموعود” 73 قتيلا و181 مصابا، دون الإشارة لمكان مقتلهم أو تسميه الجهة التي شنت الضربات وتسببت بهذه الحصيلة من الخسائر.

وسقط للمرة الأولى قتلى حوثيون في ضربة أمريكية أغرقت زوارق للمليشيات في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكن الجماعة لجأت لاحقا للتكتم عن خسائرها، لتقليل محدودية تأثير الضربات على مواقعها.

وكان آخر مرة اعترفت مليشيات الحوثي بخسائرها في 11 يوليو/ تموز في خطاب لزعيمها، أكد فيه مقتل 57 عنصرا وإصابة 87 آخرين في الضربات الأمريكية قبل أن يكشف اليوم ارتفاع الحصيلة لـ253 قتيلا ومصابا، في إشارة ضمنية لـ110 بين قتيل ومصاب سقطوا في الغارات الاسرائيلية التي ضربت مواقع في الحديدة ومينائها.

كما تكشف الإحصائية الجديدة مقتل 16 عنصرا و94 مصابا في الضربات غير المتوقعة لإسرائيل على الحديدة في 20 يوليو/ تموز ردا على طائرة حوثية استهدفت تل أبيب وخلفت قتيل و10 جرحى.

وكانت مليشيات الحوثي نشرت آنذاك أرقام متضاربة عن خسائرها لتقليل تأثير الضربات الاسرائيلة الذي دمرت منشأت تخزين الوقود التي تتسع لـ150 ألف طنا في ميناء الحديدة، كما لم تنشر لاحقا أي خسائر لها في الضربات الأمريكية الأخيرة على مواقعها العسكرية.

وتوعد الحوثي اليوم مجددا بالرد على ضربات اسرائيل وأنه “ضرورة للردع” وأن واشنطن تقود جهود سياسية احتوائية بالحديث عن حوار ومفاوضات، وزعم أن هجوم جماعته على تل أبيب انقذت انهيار حماس.

اليمن ومجلس الأمن

جاء خطاب زعيم الحوثيين الجديد تزمنا مع انعقاد جلسة لمجلس الأمن حول اليمن وتقديم المبعوث الأممي للبلاد إحاطة على تطورات الأوضاع وجهوده الذي تصطدم بتعنت الجماعة المدعومة من إيران.

وأعرب المبعوث الأممي هانس غروندبرغ عن أسفه لقدوم يوم الـ19 آب/أغسطس الذي يحتفل به العالم باليوم الإنساني العالمي فيما تشهد اليمن “حملة قمع على الفضاء الإنساني والمدني من قبل مليشيات الحوثي”.

ودعا غروندبرغ مليشيات الحوثي “إلى التصرف بمسؤولية ورأفة تجاه المواطنين والمواطنات في بلدهم والإفراج الفوري غير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية والقطاع الخاص إضافة إلى أبناء الأقليات الدينية”ووقف أي عمليات اختطاف أخرى.

كما أعرب عن أسفه لما وصفه “الاتجاه التنازلي” على “طول خطوط المواجهة الذي يتسم بالاستعدادات العسكرية والخطاب العدائي”، إشارة لتصعيد الحوثيين داخليا على مختلف جبهات القتال.

وعلى محور آخر، أكد غروندبرج سعيه لجعل القطاع المصرفي اليمني خاليا من التدخل، وتعهد بإبقاء “جميع قنوات الاتصال مفتوحة” بما في ذلك بشأن المسائل الاقتصادية والتدابير الرامية إلى تعزيز “السلام الشامل”.

وشدد “على أهمية العمل نحو توحيد العملة، ونحو بنك مركزي موحد وضمان النأي بالقطاع المصرفي عن التدخل السياسي”، كاشفا عن إعداد مكتبه “خيارات وعرض مقترحاً ومساراً واضحين لتحقيق هذه الأهداف”.

وكانت أبرز المحاور الذي سيطرت على مداولات جلسة مجلس الأمن، ركزت على هجمات مليشيات الحوثي البحرية وأجمعت على ضرورة وقفها، وأهمية التواصل لاتفاق سلام والأضرار الكارثية للفيضانات الأخيرة بالإضافة لتنامي القلق من علاقة الحوثيين وحركة الشباب واختطاف موظفي الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية.