بريطانيا.. غش جماعي بمساعدة الذكاء الاصطناعي يثير أزمة أكاديمية

كشفت دراسة فى بريطانيا أن عشرات الآلاف من الطلاب في جميع أنحاء البلاد يستخدمون الذكاء الاصطناعي لكتابة تكليفاتهم الدراسية والأسوأ من ذلك – إجراء الامتحانات نيابة عنهم.

ووفقًا للبحث الذي أجرته شركة الذكاء الاصطناعي أيه آي بي آر إم، فقد حققت أكثر من 80% من جامعات المملكة المتحدة مع الطلاب بتهمة الغش باستخدام الذكاء الاصطناعي في العامين الماضيين حيث أصبحت الظاهرة منتشرة على نطاق واسع لدرجة أنه يمكنها Yحداث أزمة أكاديمية كبرى. 

واعتبر تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية أن المشكلة من المؤكد أنها ستكتسب زخما مع قبول حوالي 300 ألف طالب جديد في العام الدراسي القادم، فيما يحصل العديد من الطلاب الموجودين على نتائج مستوى “A”.

وأثناء الوباء، انتقل طلاب الجامعات إلى “التعلم عن بعد” وأكملوا الامتحانات في المنزل على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم.

شهادات طلاب

ونقل التقرير عن إحدى الطالبات قولها: “كنت طالبة جامعية في ذلك الوقت، وجلست لأداء امتحاناتي في غرفة نومي، وعلى طاولة المطبخ، وفي المكتبات عندما سمح الإغلاق بذلك – وخلال “الاختبارات التي تستغرق 24 ساعة” والتي تمنحك يومًا وليلة كاملة لإكمالها – حتى في السرير. سُمح للطلاب باستخدام غوغل. وكشف بعض الطلاب أحيانًا أنهم كانوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي لإعداد المقالات المطلوبة.

وتقول آنا، التي تدرس حاليًا في العام الثاني من كلية القانون، إنها استخدمت روبوت الدردشة شات جي بي تي لعدة مرات في اختبار العام الماضي وذلك من خلال إدخال أحكام قضائية والحصول على تحليلات ذات صلة. وحصلت الطالبة على المرتبة الأولى.

وتقول طالبة أخرى تدعى جريس، وهي في طريقها للحصول على درجة أولى في الفلسفة في إحدى جامعات لندن المرموقة أنها استعانت بشات جي بي تي في كتابة مقالات امتحان كاملة. ثم قامت بدمج ذلك مع أداة ذكاء اصطناعي ثانية تسمى كويل بوت والتي تعيد صياغة النص بحيث يصعب اكتشافه.

صعوبة الضبط

وفي الواقع، يعد ضبط الأشخاص الذين يغشون باستخدام الذكاء الاصطناعي أمرًا صعبًا للغاية. وفي سبتمبر/أيلول الماضي، وجد مشروع بحثي يغطي 32 فصلا جامعيا في 5 دول أنه ليس فقط أن 74% من الطلاب يعتزمون استخدام الذكاء الاصطناعي – ولكن أيضًا أن برامج مكافحة الانتحال فشلت في اكتشاف الغش في 95 إلى 98% من الحالات.

وفي يونيو/حزيران، وجدت دراسة أجرتها جامعة ريدينج أن الذكاء الاصطناعي حصل على نتائج أعلى من 80% من طلاب الجامعات، ونادرًا ما تم اكتشافه.

ولاكتشاف مدى سهولة الأمر، كتب طالب في روبوت الذكاء الاصطناعي سؤالاً من أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية بجامعة أكسفورد “هل كان شكسبير مهووسًا بالمال؟” وأضاف “للطلب كتابة مقال أكاديمي من 2500 كلمة”. وبعد 30 ثانية، ظهر المقال ونصه شامل ومتماسك ومتسق.

ولمكافحة هذا التهديد، تعتمد المؤسسات بشكل متزايد على برامج “مكافحة الانتحال” – ومع ذلك، غالبًا ما تفشل هذه البرامج في اكتشاف الغشاشين. والأسوأ من ذلك أنها “تلتقط” أشخاصًا أبرياء عن طريق الخطأ