اليوم العالمي لمستخدمي اليد اليسرى.. احتفاء بـ12% من البشر

يحتفل العالم في 13 أغسطس/ آب من كل عام باليوم العالمي لمستخدمي اليد اليسرى.

هذا اليوم مناسبة تتيح للملايين من العُسر فرصة تسليط الضوء على تحدياتهم وإنجازاتهم في عالم يسيطر عليه مستخدمو اليد اليمنى.

وعلى الرغم من أن نسبة العُسر تتراوح بين 10 إلى 12% من سكان العالم، إلا أنهم يتميزون في مجالات عدة، حيث شغلوا مناصب قيادية رفيعة.

عدد من الرؤساء الأمريكيين، مثل بيل كلينتون وباراك أوباما، كانوا عُسرا، وكذلك الحال بالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل والأمير وليام.

استخدام اليد اليسرى

تاريخيًا، لم يكن الحال سهلاً للعُسر؛ فقد كانت بعض المجتمعات تنظر إلى استخدام اليد اليسرى بسلبية، حتى إن بعض الأطفال العُسر كانوا يُجبرون على استخدام اليد اليمنى.

وفي بعض الثقافات، لا يزال يُعتبر استخدام اليد اليسرى غير مقبول في أمور معينة مثل تناول الطعام.

تُشير بعض الأبحاث إلى أن استخدام اليد اليسرى قد يكون مرتبطًا بمهارات إبداعية، على الرغم من عدم وجود أدلة علمية قوية تدعم هذه الفرضية.

يعدّ “الإعسار” أمرًا ممتدًا حتى في عالم الحيوان؛ إذ يفضل الكنغر، على سبيل المثال، استخدام مخلبه الأيسر في الأنشطة اليومية. كذلك أظهرت الأبحاث أن نسبة كبيرة من الببغاوات تستخدم قدمها اليسرى.

وبالرغم من التحديات التي يواجهها العُسر في التعامل مع أدوات مصممة لليد اليمنى، إلا أنهم يتمتعون بقدرات إبداعية وذهنية فريدة.

تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص العُسر يميلون إلى التميز في مجالات الفن والموسيقى، مع أن الأدلة العلمية حول ذلك لا تزال غير كافية.

وفي ضوء ذلك، يظل اليوم العالمي لمستخدمي اليد اليسرى فرصة لتسليط الضوء على هذا الجزء من المجتمع، والاعتراف بالمساهمات القيمة التي يقدمها العُسر للعالم.

لماذا يستخدم البعض اليد اليسرى؟

تُظهر الدراسات الحديثة أن أدمغة العُسر تعمل بشكل مختلف عن غيرهم، إذ يكون جانبا الدماغ لديهم أكثر تنسيقًا، خاصة في مناطق اللغة.

من الجدير بالذكر أن استخدام اليد اليسرى قد يكون مرتبطًا أيضًا بعوامل وراثية، حيث يميل الأطفال الذين لديهم والدان أعسران إلى أن يكونوا عُسرًا كذلك.

في عام 2019، أظهر تحليل شمل 400 ألف سجل فردي اكتشاف أربع مناطق جينية مرتبطة بسيطرة اليد اليسرى، حيث ترتبط ثلاث منها بتطور الدماغ وبنيته.

وتشير الدراسات إلى أن عشرات الجينات الأخرى قد تلعب دورًا في تحديد ما إذا كنا سنكتب باليد اليسرى أو اليمنى.

بالإضافة إلى الجينات، ربطت أبحاث أخرى عوامل مثل مستويات هرمون الإستروجين ووضعية الولادة بتفاوت استخدام اليد اليسرى واليمنى.

وبالرغم من كل هذا التقدم، لا يزال من الصعب تحديد السبب الدقيق وراء اختيارنا لاستخدام يد معينة. يبدو أن هناك العديد من العوامل قيد التنفيذ، والعلماء مستمرون في البحث عن إجابة شاملة لهذا السؤال.

وعلى الرغم من أن حوالي 90% من البشر يستخدمون يدهم اليمنى، فإن عالم العُسر يظل مليئًا بالتحديات والإنجازات التي تستحق الاحتفاء، مما يجعل هذا اليوم مناسبة مثالية للاعتراف بالتنوع البشري وقبول الاختلافات الطبيعية التي تُثري حياتنا.