النظريات الكلاسيكية في التجارة الخارجية

تعتبر التجارة الخارجية أو ما يعرف بالتجارة الدولية من الأنشطة التجارية الهامة التي يتم من خلالها تبادل السلع والمنتجات بين جميع دول العالم مما ينعكس في زيادة الصادرات والواردات وتحسين الاقتصاد من خلال زيادة أرقام الإنتاج بالإضافة إلى ذلك. تساهم التجارة الخارجية بشكل كبير في تعزيز العلاقات بين الدول.

التجارة الخارجية

تعرف التجارة الخارجية بأنها عملية التبادل التجاري للسلع والمنتجات بين الدول، بحيث يمكن بيع وبيع سلعة دولة ما في دول أخرى، مما يزيد من شدة المنافسة وينعكس على جودة الإنتاج، كما يحاول الجميع التميز في السوق من خلال توفير السلع والخدمات التي يمكن أن تجذب المستهلك وتؤثر على إمكانيات الشراء.

كما تنعكس التجارة الخارجية على السياسة والاقتصاد العالميين، إذ تؤثر على قوى العرض والطلب، وهو ما يفسر رغبة المستهلك في شراء سلع دولة معينة دون غيرها من الدول.

:-

أهمية التجارة الخارجية

تساعد التجارة الخارجية على تحقيق العديد من الفوائد المهمة، منها:

  • فهو يربط بين البلدان والمجتمعات المختلفة ويساعد في التعرف على ثقافات وعادات وتقاليد الشعوب.
  • تساهم التجارة الخارجية في توسيع الفرص التسويقية من خلال منح الشركات المحلية الفرصة لفتح أسواق جديدة في دول أخرى.
  • تعطي التجارة الخارجية عدة مؤشرات حول حجم الاقتصاد والإنتاج في بلد ما.
  • تساعد التجارة الخارجية على توسيع قاعدة الاختيارات أمام الشركات والمؤسسات فيما يتعلق بمجالات إنتاج السلع والخدمات، مما ينعكس على الاستثمارات وزيادة الإنتاج.
  • تحدد التجارة الخارجية حجم صادرات وواردات الدولة، وتوازنها من العملات الأجنبية، وحجم العجز في ميزانها التجاري.
  • تساعد التجارة الخارجية على زيادة رأسمالية الدولة وتعزيز اقتصادها لأنها تعزز صادراتها وتحقق التوازن مع الواردات والإنتاج مما يقلل التكاليف.

اقرأ المزيد:-

العوامل المؤثرة على التجارة الخارجية

تتأثر التجارة الخارجية بشكل كبير بالتنمية الاقتصادية، حيث أن الارتفاع القوي في الدخل ينعكس في زيادة معدلات التنمية ومن ثم زيادة حجم التجارة الخارجية ويحدث ذلك نتيجة زيادة إنتاج البلاد من السلع والخدمات حتى يمكن تصديرها إلى الخارج.

النظريات الكلاسيكية للتجارة الخارجية

وقد وضع المفكرون في الاقتصاد العديد من النظريات الكلاسيكية التي تساهم في تنظيم حركة التجارة الخارجية وحجم المعاملات فيها مما يساعد في تنمية الاقتصاد. وسنسرد لك أهم هذه النظريات.

نظرية التكلفة المطلقة

  • طور المفكر الاقتصادي آدم سميث نظرية التكاليف المطلقة لتنظيم التجارة الخارجية بين الدول ذات المصالح المشتركة.
  • وتقوم نظرية سميث على فكرة أن التخصص في الصناعة يعني أن الدول المشهورة بإنتاج سلعة معينة تتبادل الخير مع الدول المشهورة بإنتاج سلع أخرى والتي تكاليفها هناك أقل.
  • وحدد سميث شرطا أساسيا لممارسة هذا النوع من التجارة، وهو أن تكون الدول منتجة ومصدرة وليس مستوردة.
  • ومن خلال هذه النظرية دعا سميث إلى أهمية تحرير التجارة الخارجية من القيود والقيود، حيث تؤدي هذه العوائق في النهاية إلى تدمير الصناعات الناشئة.

اقرأ المزيد:-

نظرية التكلفة النسبية

  • وقد لخص ديفيد ريكاردو آراءه حول نظرية التكاليف النسبية في كتابه الشهير الاقتصاد السياسي والضرائب.
  • وأوضح ريكاردو أن قيمة السلعة في التجارة الخارجية تقاس بكمية العمل المبذول فيها وليس بسعرها.
  • وهذا يعني أنه كلما بذل المزيد من الجهد في إنتاج سلعة معينة، زادت الحاجة إلى أيام العمل والتكاليف، وهذا ما يجعل تكاليف إنتاج القمح من المرجح أن ترتفع في بلد وتنخفض في بلد آخر.
  • وبناء على النتائج التي توصل إليها ريكاردو، يوصي الدول بتخصيص خط إنتاج مفتوح للسلع التي يتم إنتاجها في وقت أقل لتجنب التكاليف المفرطة في إنتاج سلع أخرى.

نظرية القيم الدولية

  • عمل جون ستيوارت ميل في نظرية القيم الدولية على تحديد معدلات التبادل الدولي في إنتاج السلع والخدمات، والتي تختلف من دولة إلى أخرى.
  • ويعتمد ميل في دراسته على قياس مقدار الجهد الذي تبذله الدولة لإنتاج سلعة ما وحجم الناتج الذي تحصل عليه نتيجة لهذا الجهد.
  • يقارن ميل نفس معدل الجهد المبذول في بلد آخر لإنتاج نفس السلعة وحجم إنتاجها.
  • ويقول ميل إن بعض الدول تتفوق على دول أخرى في حجم إنتاج سلعة معينة بنفس الجهد.

نظرية الطلب المتبادل

  • واصل مارشال إدجورت جهود ووجهات نظر نظرية ميل للتجارة الخارجية، وخلص أدجورت إلى أن التجارة الخارجية تحدث من خلال الطلب المتبادل على السلع والخدمات.
  • وأوضح أدجورت في رأيه أن الدول التي تنتج سلعة ما فقط تتجه إلى التصدير إلى دولة أخرى مقابل الحصول على احتياجاتها من السلعة التي تنتجها هذه الدولة، مما يعني أن التجارة الخارجية تقوم في الأساس على مفهوم التبادل الدولي.