المال ليس السبب.. ليفربول بلا صفقات في صيف 2024

لم يكن طبيعيا لفريق بحجم ليفربول الإنجليزي ألا يبرم صفقات خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالية، خاصة إذا ما كان يستقبل مدربا جديدا.

وتولى الهولندي أرني سلوت تدريب ليفربول في صيف 2024 خلفاً للألماني يورغن كلوب، الذي ترك منصبه بعد قرابة 9 سنوات حول فيها الريدز من أحد فرق منتصف الجدول إلى عملاق ومنافس شبه دائم على الدوري الممتاز.

ليفربول في عهد كلوب بات أهم خصم لمانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي، بحسب تصريحات الإسباني بيب غوارديولا مدرب السماوي، وقد تم صنع هذا العملاق من خلال أفكار وصفقات المدرب الألماني.

لكن مع حلول عصر جديد وقدوم مدرب جديد فإن ليفربول كان من المنتظر أن يبرم صفقات جديدة تناسب فكر الرجل القادم من الدوري الهولندي، إلا أن ما حدث أن إدارة أنفيلد لم توقع أي عقد مع لاعب جديد هذا الصيف حتى الآن على الأقل، لكن الأمور المالية لم تكن السبب وراء ذلك.

لماذا لم يبرم ليفربول صفقات هذا الصيف؟

تشير التقارير الواردة من الصحافة الإنجليزية إلى أن أرني سلوت أراد منذ اليوم الأول النظر في اللاعبين المتاحين أمامه قبل اتخاذ أي قرارات تخص سوق الانتقالات الصيفية.

وقد نجحت الكتيبة التي صنعها المدرب يورغن كلوب في قراءة أفكار سلوت بشكل جيد حتى الآن، مما نتج عنه تحقيق نتائج إيجابية على مستوى المباريات الودية.

وقد أكد كلوب قبل رحيله في تصريحاته الأخيرة عن مستقبل ليفربول أن: “هذا الفريق به الكثير من الإمكانيات، الجودة لا تزال موجودة، لكنه يمكن أن يتطور”.

ويؤمن كلوب بأنه ترك ليفربول في وضع أفضل بكثير مما وجده عليه حين جاء إلى أنفيلد في أكتوبر/ تشرين الأول 2015.

ولا يعني ذلك أن سلوت لن يقرر إبرام صفقات جديدة، فهو سيفعل هذا الأمر بالطبع لكن ليس الآن، فعليه أولاً مراجعة الأسماء الموجودة أمامه على أرض الملعب ثم اتخاذ القرارات بشأن رحيل لاعب أو ضم آخر.

سلوت لا يعمل بمفرده

حين يتعلق الأمر في سوق الانتقالات الصيفية بناد بحجم ليفربول فإن هناك تسلسلا هرميا يرتبط بإدارة النادي والمدير الرياضي ريتشارد هيوز، ورئيسه المشرف على العمليات مايكل إدواردز.

إن منظومة ليفربول تعمل في صمت من أجل إعادة بناء فريق جديد، وذلك بالطبع بالتعاون مع المدير الفني الهولندي مثلما كان يحدث من قبل في سنوات يورغن كلوب.

ويفضل ليفربول سياسة الدراسة المتأنية للصفقات والتي تعتمد على عدة عناصر منها الحاجة الفنية في مراكز بعينها وإحصائيات وأرقام اللاعبين التي يتدخل فيها الذكاء الاصطناعي.

ويمثل مانشستر يونايتد مثالا حيا للريدز على أن كثرة إبرام الصفقات وإنفاق الأموال لا ترادف على الإطلاق النجاح، بل في أحيان كثيرة قد تؤدي إلى سنوات متوالية من الفشل.

ليفربول يتميز كذلك بامتلاك الأساس في العناصر الفنية المتاحة، رغم حقيقة حاجة الفريق للتعزيز في أكثر من مركز مثل لاعب الوسط المدافع ومدافع القلب، لكن لا يزال أمام النادي فرصة لإتمام أكثر من صفقة.

حمى أغسطس

يرى هيوز أن ليفربول بإمكانه أن يبرم صفقات خلال شهر أغسطس/ آب الحالي رغم حقيقة أن هذا لم يحدث حتى الآن.

وأوضح هيوز في تصريحات نشرها موقع “ذا أتلتيك” البريطاني: “حين يبدأ شهر أغسطس سيكون أمام المدربين الكثير من العمل، وهنا قد نجد بعض الصفقات وسرعة في العملية.

ومن العوامل التي لا تجعل إدارة ليفربول تشعر بالعجلة عدم وجود فجوات كبيرة في القائمة تحتاج إلى سدها، وذلك إذا ما نظرنا للأسماء التي رحلت.

الكاميروني جويل ماتيب الذي غادر ليفربول تم استبداله فعلياً بياريل كوانش في النصف الثاني من الموسم الماضي، بعد إصابة طويلة ألمت باللاعب المخضرم.

أما الإسباني تياغو ألكانتارا الذي اعتزل كرة القدم نهائياً فلم يلعب إلا 5 دقائق فقط في الموسم الماضي على مدار 58 مباراة بسبب مشاكل بدنية.

وحتى الحارس الثالث أدريان فقد تم استبداله بالحارس فيتزيسلاف ياروس، 23 سنة، الذي أعير في النصف الثاني للموسم الماضي إلى ستورم غراتس النمساوي.

وفيما يخص الراحلين المحتملين عن الفريق، فإن اسم محمد صلاح الذي ارتبط بالانتقال للدوري السعودي للمحترفين ما لبث أن استقر مجدداً داخل أنفيلد، مما أدى لتوهجه اللافت في جولة الريدز في أمريكا.

وفي النهاية فإن ما يقوم به ليفربول قد وضح جلياً في تصريح مهم لمدربه سلوت جاء فيه: “أعتقد أن لدينا الكثير من الجودة، والطريقة التي لعب بها الفريق الموسم الماضي كانت مثيرة للإعجاب بالفعل، لذلك سنبني على ذلك”.