اكتشاف ثوري للوقاية من الأمراض.. كيف يتعرض مركز تدريب المناعة للتدمير؟

يمكن أن تساعد دراسة لمعهد “والتر وإليزا هول” بأستراليا، في حل لغز طويل الأمد حول سبب انكماش عضو مناعي رئيسي في أجسامنا.

وتعتبر الغدة الصعترية عضوا ضروريا للصحة الجيدة، نظرا لقدرتها على إنتاج خلايا مناعية خاصة مسؤولة عن مكافحة الالتهابات والسرطان.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها في العالم، اكتشف الباحثون في الدراسة المنشورة بدورية “نيتشر اميونولوجي”، خلايا جديدة تدفع عملية الشيخوخة في الغدة الصعترية، وهي اكتشافات مهمة يمكن أن تفتح طريقة لاستعادة الوظيفة في الغدة الصعترية ومنع مناعتنا من التراجع مع تقدمنا في العمر.

ولفهم ما توصل له الباحثون تخيل مدينة بها مركز تدريب (الغدة الصعترية) خاص ينتج حراس أمن (الخلايا التائية) الذين يحمونها من التهديدات مثل اللصوص والمخربين (العدوى والسرطان).

ويعد مركز التدريب، الذي يقع في جزء رئيسي من المدينة، أمرا بالغ الأهمية للحفاظ على أمانها.

مشكلة الشيخوخة

ومع ذلك، هناك مشكلة غريبة، وهي أنه مع تقدم المدينة في العمر، يبدأ مركز التدريب في الانكماش ويصبح أقل فعالية في إنتاج حراس أمن جدد، ومع مرور الوقت، يتم الاستيلاء على أجزاء من المركز من خلال أنشطة أقل فائدة (متمثلة في الأنسجة الدهنية)، ويصبح من الصعب تدريب الحراس الجدد، وهذا يجعل المدينة أكثر عرضة للتهديدات.

وعرف العلماء عن هذه المشكلة منذ فترة طويلة، لكنهم لم يتمكنوا من معرفة كيفية علاجها والحفاظ على عمل المركز بسلاسة مع تقدم المدينة في العمر.

الاكتشاف الجديد

في الآونة الأخيرة، حقق فريق من الباحثين من WEHI تقدما كبيرا، حيث اكتشفوا أن مركز التدريب (الغدة الصعترية) يتعرض للتخريب من قبل نوعين جديدين من مثيري الشغب (خلايا جديدة).

ويظهر مثيرو الشغب هؤلاء فقط في المراكز القديمة ويتجمعون حول المناطق التي من المفترض أن يتم فيها تدريب للحراس الجدد، مما يجعل من الصعب على المركز العمل.

والأسوأ من ذلك أن مثيري الشغب هؤلاء يتسببون في “ندوب” في مركز التدريب، مما يمنعه من التعافي وإنتاج حراس جدد.

أهمية الاكتشاف

ويعد هذا الاكتشاف مهما لأنه يفتح إمكانية إيجاد طرق لمنع مثيري الشغب من التسبب في الضرر، إذا تمكن العلماء من معرفة كيفية استهداف هذه الخلايا المسببة للضرر، فقد يتمكنون من استعادة وظيفة مركز التدريب، مما يسمح له بمواصلة إنتاج حراس أمن أقوياء لحماية المدينة.

ويمكن أن يغير الاكتشاف قواعد اللعبة لتحسين سلامة وصحة المدينة (جهاز المناعة لدينا) مع تقدم العمر، خاصة بالنسبة لأولئك الذين فقدوا العديد من الحراس بسبب مشاكل خطيرة مثل السرطان.