اتفاقية "الردع والأمن" بين أمريكا والبحرين.. أهداف ورسائل

واعتبرتها البحرين فرصة وأساساً لهيكل عالمي جديد، وقالت أمريكا إنها تهدف إلى منطقة أكثر أماناً وازدهاراً. بهذه الكلمات أشادت المنامة وواشنطن باتفاق مشترك يتمحور حول الردع.

وقعت الدولتان، الأربعاء، في العاصمة الأمريكية واشنطن، اتفاقية استراتيجية أمنية واقتصادية، على هامش زيارة ولي العهد ورئيس الوزراء البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى الولايات المتحدة.

ووصفت وكالة الأنباء البحرينية الاتفاقية بـ«التاريخية»، مشيرة إلى أنها تهدف إلى الارتقاء بمستويات التعاون بين البلدين الصديقين نحو تكامل أكبر غير مسبوق في المجالات الأمنية والعسكرية، والتكنولوجيا الحديثة، والتجارة والاستثمار، وتسهم في تعزيز العلاقات الثنائية. النظام الأمني ​​والاقتصادي في المنطقة.

وقال ولي عهد البحرين إن هذه الاتفاقية تمثل إعلانا مشتركا يعبر بوضوح عن نيتنا للمضي قدما معا نحو مستقبل قائم على قيمنا المشتركة ويسهم في تعزيز التعاون من أجل الرخاء المنشود للأجيال القادمة، مضيفا أن الاتفاقية الثنائية يمثل أساسًا ونقطة انطلاق للتعاون الدولي وفقًا للمصالح المشتركة للدول والرؤى المشتركة فيما يتعلق بالدبلوماسية والأمن والتكامل الاقتصادي.

وأشاد ولي عهد البحرين بالدور الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الأشقاء والدول الصديقة في تعزيز أسس جهود الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، بما يسهم في دعم مسارات التنمية في مختلف المجالات.

وأكد أهمية مواصلة تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، للارتقاء بمسارات التعاون والتنسيق إلى مستويات أكثر تقدمًا على كافة الأصعدة، وأشار إلى أهمية الاتفاق الشامل للأمن. التكامل والازدهار.

وبحسب ولي عهد البحرين، فإن العالم أمام عدد من الخيارات والتحديات، إما زيادة الاستبداد أو دعم الحريات والمسؤوليات الفردية، لافتا إلى أن النظام الدولي الذي ظهر في أوائل القرن التاسع عشر يقوم على قواعد تقوم على حرية التجارة. وحركة الأفكار والأشخاص حول العالم، وما زال كل فرد في العالم… يستفيد من ذلك.

أهداف مهمة

وأشار إلى أن تركيز الاتفاقية لن يقتصر على الأمن والدفاع فحسب، وهي حاجة ماسة، بل ستركز أيضا على الاقتصاد والتنمية البشرية والتكنولوجيا، وهي اتفاقية مفتوحة تمثل فرصة وأساسا للتنمية. هيكل عالمي جديد.

من جانبه، أوضح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن اتفاقية التكامل الأمني ​​والازدهار الشامل بين واشنطن والمنامة تعمل على تعميق التعاون الثنائي من خلال ثلاث طرق وصفها بـ “المهمة للغاية”: الأول هو توسيع الأمن والدفاع التعاون، حيث تستضيف مملكة البحرين الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية.

وبحسب بلينكن فإن بلاده تقف جنبا إلى جنب في تأمين طرق الشحن الحيوية التي تدعم الاقتصاد العالمي بأكمله، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق سيحسن التنسيق بين قواتنا المسلحة والأمنية.

أما الطريقة الثانية فهي أن الاتفاق الشامل يعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. منذ عام 2006، تضاعفت اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والبحرين أكثر من ثلاثة أضعاف في التجارة والاستثمار لتصل إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار سنويا، وتبني اتفاقية اليوم على ذلك من خلال تحديد فرص استثمارية جديدة للقطاع الخاص وشركائنا في الولايات المتحدة.

والثالث أن الاتفاقية تعمل أيضاً على تحسين التعاون العلمي والفني من خلال زيادة تبادل المعلومات بين البلدين والشعبين الصديقين.

وقال بلينكن للصحفيين قبل حفل التوقيع: “في قلب هذه الاتفاقية هدف مشترك: العمل معًا من أجل منطقة أكثر أمانًا وازدهارًا وأكثر ارتباطًا بالاقتصاد العالمي”.

وإطار

وأضاف: “نتطلع إلى استخدام هذه الاتفاقية كإطار لمزيد من الدول التي ترغب في التعاون معنا في تعزيز الاستقرار في المنطقة وتحسين التعاون الاقتصادي وتحفيز الابتكار التكنولوجي”.

ويتمركز الأسطول الخامس الأمريكي بالفعل في البحرين، ويوجد هناك أيضًا مقر القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية. وينتشر آلاف الجنود الأميركيين في البحرين، التي تعد من أهم حلفاء واشنطن خارج حلف شمال الأطلسي.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء إن زيارة ولي العهد لواشنطن هي تتويج لاتصالات دبلوماسية على مدى ما يقرب من عام، بما في ذلك قيام مسؤولين أمريكيين كبار بعدة رحلات إلى المنامة.

وأضاف المسؤول أن الاتفاق “يركز على الردع وتهيئة الظروف لمنطقة أكثر استقرارا”. ووصف مسؤولون أمريكيون الاتفاق بأنه ملزم قانونا، لكنه لا يتضمن المادة الخامسة المتعلقة بالدفاع المشترك، وهو جزء من معاهدة الناتو.

وقال البيت الأبيض إن الاتفاق سيسهم في إضفاء الطابع الرسمي على الخطوات التي اتخذتها القيادة المركزية الأمريكية لدمج أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي في المنطقة وزيادة “الوعي بالمجالات البحرية”.

aat:jddha:bb::jf جزيرة إم آند إم