أزمات وكوارث وضحايا.. قصة نشأة الدوري الإنجليزي الممتاز

يعود الدوري الإنجليزي الممتاز للحياة في نسخة موسم 2024-2025 يوم الجمعة المقبل بعد توقف دام 3 أشهر.

ويعتبر الدوري الإنجليزي الممتاز في الوقت الحالي ومنذ سنوات الأفضل في العالم، لما يضمه من ألمع النجوم وأفضل الأندية اقتصادياً وفنياً، ولما تدره مبارياته من عوائد وأرباح.

وبات الدوري الإنجليزي الممتاز منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن، البطولة الأهم في دوريات أوروبا الكبرى، رغم أن هذا لم يكن الوضع في فترات سابقة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

ولم يكن تحول الدوري الإنجليزي الممتاز نحو مصاف كبرى الدوريات العالمية ضربة حظ، بل كان نتاج للعديد من العوامل التي أدت إلى تغيير شكل المسابقة تماماً.

أزمة الثمانينيات

رغم أن الأندية الإنجليزية متمثلة في ليفربول ونوتنغهام فورست وإيفرتون حققت نجاحات أوروبية واسعة في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، لكن تلك الفترة مثلت نقطة تراجع للكرة الإنجليزية.

وعانت كرة القدم في إنجلترا في تلك الفترات من أزمات تراجع حالات الملاعب والمرافق المتهالكة والشغب المنتشر بقيادة مجموعات الهوليغانز.

وتفاقمت المشكلة ووصلت للذروة في عام 1985 خلال مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا في ملعب هيسيل في بلجيكا بين ليفربول ويوفنتوس الإيطالي.

وبعد كارثة هيسيل التي شهدت وفاة قرابة 40 شخصاً، تقرر حظر مشاركة الأندية الإنجليزية في البطولات الأوروبية لمدة 5 سنوات.

في تلك الفترة كان البريميرليغ متراجعا خلف نظيريه الإيطالي والإسباني، سواء من حيث الحضور الجماهيري أو الإيرادات، ما شجع لاعبي إنجلترا على الانتقال إلى دوريات أوروبية أخرى وأبرزهم غاري لينكر.

ما بعد التسعينيات

نجحت إنجلترا في التأهل إلى نصف نهائي كأس العالم 1990، في إنجاز لم يحدث منذ 1966 حين حققت اللقب.

وبالتزامن مع ذلك، رُفع الحظر على مشاركة الأندية الإنجليزية أوروبياً، لينجح مانشستر يونايتد في الفوز بكأس أبطال الكؤوس عام 1991 في سنة عودة الأندية الإنجليزية.

تقرير تايلور

وشهد شهر أبريل/ نيسان من عام 1989 وقوع كارثة أخرى، اشتهرت بـ”كارثة هيلزبورو” والتي كانت أكثر بشاعة في نتائجها من هيسيل.

وراح ضحية مأساة هيلزبورو 95 مشجعاً للريدز ثم 2 آخرين توفيا لاحقاً بسبب أحداث ذلك اليوم المأساوي.

وبناء على ذلك، تم إعداد ما أطلق عليه “تقرير تايلور”، وهو تقرير لجنة التحقيق في كارثة ملعب هيلزبورو والذي أشرف عليه اللورد جاستس تايلور.

التقرير الذي نشر في أغسطس/ أب 1989 والذي تم تعديله في يناير/ كانون الثاني 1990، وضع توصيات بشأن السلامة والأمان التي يتوجب توافرها في الملاعب.

ونص التقرير على ضرورة أن يحمل جميع المتواجدين في الملعب التذاكر وإلزامهم بمقاعد محددة بالأرقام والعديد من الشروط الأخرى الملزمة كي لا تتكرر المأساة.

التحولات الاقتصادية

عقد الثمانينيات شهد كذلك تحول في سياسة عمل الأندية الإنجليزية، حيث تحولت إلى شركات تجارية.

وقاد هذا التحول رؤساء أندية مانشستر يونايتد (مارتن إدواردز)، وتوتنهام هوتسبير (إيرفينغ سكولار) وأرسنال (ديفيد دين).

وهنا هددت الأندية بإمكانية الانفصال عن رابطة الدوري، مما زاد من قوتها التصويتية.

ونجحت الأندية في الحصول على حصة 50% من أرباح الدخل التلفزيوني والرعاية في 1986، وطالبوا التلفاز بدفع مبالغ أكبر نظير تغطية المباريات.

ووقع الدوري الإنجليزي اتفاقية بقيمة 6.3 ملايين جنيه استرليني في 1986 نظير نقل المباريات.

ومع بداية التسعينيات وزيادة القوة الاقتصادية والتصويتية لأندية البريميرليغ، وخاصة الخماسي العريق (أرسنال ومانشستر يونايتد وإيفرتون وتوتنهام هوتسبير وليفربول)، تقرر الانفصال عن رابطة الدوري.

وتقبل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الفكرة، خاصة أن علاقته برابطة الدوري لم تكن على ما يرام وقتها.

وصدر عام 1991 مخطط دعم الدوري الإنجليزي الممتاز، مع جعل اتحاد كرة القدم صاحب السلطة والإشراف على البطولة التي خرجت للنور في موسم 1992-1993.